حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم

عن أسامة بن زيد أنه قال: يا رسول اللَّه، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: «هل ترك عقيل من رباع أو دور؟». وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم برئه جعفر ولا علي شيئًا؛ لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين.
فكان عمر بن الخطاب يقول: «لا يرث المؤمن الكافر».
قال ابن شهاب: وكانوا يتأولون قول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [سورة الأنفال: ٧٢].

متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٥٨٨)، ومسلم في الحج (١٣٥١) كلاهما من حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد فذكره.

عن أسامة بن زيد أنه قال: يا رسول اللَّه، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: «هل ترك عقيل من رباع أو دور؟». وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم برئه جعفر ولا علي شيئًا؛ لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين.
فكان عمر بن الخطاب يقول: «لا يرث المؤمن الكافر».
قال ابن شهاب: وكانوا يتأولون قول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [سورة الأنفال: ٧٢].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن أسامة بن زيد أنه قال: يا رسول اللَّه، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: «هل ترك عقيل من رباع أو دور؟». وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا علي شيئًا؛ لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين. فكان عمر بن الخطاب يقول: «لا يرث المؤمن الكافر». قال ابن شهاب: وكانوا يتأولون قول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [سورة الأنفال: ٧٢].


1. شرح المفردات:


● رباع: جمع رَبْع، وهي المساكن والدور.
● دور: جمع دار، وهي البيوت.
● عقيل: هو عقيل بن أبي طالب، أخو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
● طالب: هو طالب بن أبي طالب، أخو عقيل وعلي.
● لم يرثه جعفر ولا علي شيئًا: أي لم يحصلا على أي ميراث من أبي طالب.
● يتأولون: يستدلون ويستنبطون الحكم من الآية.


2. شرح الحديث:


سأل أسامة بن زيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن المكان الذي سينزل فيه عند عودته إلى مكة (في فتح مكة)، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال استنكاري: «هل ترك عقيل من رباع أو دور؟»، يعني: هل بقي لعقيل أي بيت أو دار في مكة حتى أنزل فيها؟ وذلك لأن عقيلًا قد ورث كل ممتلكات أبيه أبي طالب، ولم يُعطِ أخويه عليًا وجعفرًا شيئًا من الميراث؛ لأنهما كانا مسلمين، بينما كان عقيل وطالب كافرين آنذاك.
ثم ذكر الراوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: «لا يرث المؤمن الكافر»، أي أن المؤمن لا يرث الكافر، والعكس أيضًا (الكافر لا يرث المؤمن)، وهذا الحكم مستنبط من الآية الكريمة التي ذكرها ابن شهاب (الزهري): ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا... أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾، فالمؤمنون أولياء بعضهم بعضًا، ولا ولاية بين المؤمن والكافر، وبالتالي لا توارث بينهما.


3. الدروس المستفادة:


● عدم التوارث بين المسلم والكافر: هذا الحديث أصل في أن المسلم لا يرث الكافر، والكافر لا يرث المسلم، كما صرح بذلك عمر رضي الله عنه واستدل به الصحابة.
● الحكمة من التشريع: قطع الصلة بين المؤمن والكافر في الأمور التي تزيد التواصل والولاء، ومنها الميراث.
● فقه النبي صلى الله عليه وسلم: استنكر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لعقيل باقية من الدور في مكة؛ لأنه قد أخذها كلها بالإرث من أبيه، ولم يعطِ إخوته المسلمين حقهم.
● الاستدلال بالقرآن: كان الصحابة رضي الله عنهم يتأولون الآيات ويستنبطون منها الأحكام، كما في استدلالهم بآية الولاية في سورة الأنفال على عدم التوارث بين المسلم والكافر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحكم (عدم التوارث بين المسلم والكافر) هو مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- الحديث يدل أيضًا على أن عقيلًا وطالبًا كانا كافرين وقت وفاة أبيهما أبي طالب، بينما كان علي وجعفر مسلمين.
- استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن الكافر يرث من الكافر، كما ورث عقيل وطالب (وهما كافران) من أبيهما أبي طالب (وهو كافر).

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحج (١٥٨٨)، ومسلم في الحج (١٣٥١) كلاهما من حديث ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد فذكره.
أبو طالب بن عبد المطلب وُلِد له أربعة أولاد، وهم علي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب، وطالب بن أبي طالب، فآمن منهم ثلاثة، وهم علي، وجعفر، وعقيل، ولم يؤمن طالب، وقد استكرهه قريش على الخروج إلى غزوة بدر، يقال: إنه مات، ولا عقب له، ولا يعرف عنه شيء أكثر من هذا. انظر تاريخ دمشق (٤١/ ٨).
والعمل عند عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم أن الكافر لا يرث المسلم، والمسلم لا يرث الكافر لقطع الولاية بينهما، إلا ما روي عن معاذ بإسناد ضعيف، وهو الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

  • 📜 حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل ترك عقيل من رباع أو دور؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب