حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الأموال للورثة، والعقل على العصبة

عن أبي هريرة أنه قال: قضى رسول اللَّه ﷺ في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة: عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول اللَّه ﷺ بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها.

متفق عليه: رواه البخاري في الفرائض (٦٧٤٠)، ومسلم في القسامة (١٦٨١: ٣٥) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أنه قال: قضى رسول اللَّه ﷺ في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة: عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول اللَّه ﷺ بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
رواية الحديث ومصدره:
أخرجه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام البخاري في "صحيحه"، والإمام مسلم في "صحيحه"، والإمام أبو داود في "سننه"، وغيرهم.
شرح المفردات:
● قضى: حكم.
● جنين: الولد في بطن أمه.
● بني لحيان: قبيلة من قبائل العرب.
● سقط ميتا: خرج من بطن أمه ميتاً.
● بغرة: هي عبد أو أمة، وقيل: الغرة أول الشيء وأجوده، والمقصود هنا دية الجنين.
● العقل: الدية، سُميت عقلًا لأنهم كانوا يعقلون الإبل بها، أي يحبسونها.
● عصبتها: أقاربها من الرجال الذين يرثونها إذا لم يكن لها فرع وارث.
شرح الحديث:
يحكي أبو هريرة رضي الله عنه قضية وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تعرضت امرأة حامل من قبيلة بني لحيان لحادث (كضربة أو صدمة) من رجل آخر، فأدى ذلك إلى سقوط جنينها ميتًا.
فقد جاء في روايات أخرى للحديث أن امرأة من بني لحيان اضطرتها أخرى فلكزتها (ضربتها بلكزة) في بطنها، فأسقطت جنينها.
فحكم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القضية بعدة أحكام:
1- حكم دية الجنين (الغرة): قضى النبي صلى الله عليه وسلم على المتسببة في إسقاط الجنين بدفع "غرة" (عبد أو أمة) لأهل الجنين (ورثته)، وهذه هي دية الجنين إذا سقط ميتًا بسبب جناية على أمه. وهذا الحكم مستمد من قوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى: «فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ». والغرة مقدرة بخمس من الإبل، وهي أقل من دية الإنسان الكامل.
2- حكم ميراث المرأة المتوفاة لاحقًا: بعد أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم بدفع الغرة، توفيت المرأة التي أسقطت (أي التي تعرضت للضرب وأسقطت جنينها). فجاء ورثتها يطالبون بالغرة (الدية) التي حكم بها النبي صلى الله عليه وسلم لورثة الجنين، باعتبار أن هذه الغرة أصبحت دينًا على المرأة المتوفاة، فيجب أن تؤخذ من تركتها قبل تقسيم الميراث.
3- الرد على هذه المطالبة وبيان الحكم الصحيح: هنا قضى النبي صلى الله عليه وسلم بحكمين عظيمين:
● أولاً: أن ميراث المرأة المتوفاة (تركتها) يكون لورثتها الشرعيين من بنيها وزوجها، كما قسمه الله تعالى في كتابه- ولا تُؤخذ الغرة (الدين) من التركة.
● ثانيًا: أن العقل (أي دية الجنين: الغرة) تكون على عصبة المرأة (أقاربها من الرجال العصبة) يدفعونها من أموالهم، وليست على التركة.
الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- تقدير دية الجنين: الحديث أصل في باب دية الجنين إذا أسقط ميتًا due to جناية على أمه، وهي غرة (عبد أو أمة أو خمس من الإبل).
2- الفصل بين الدَّيْن والميراث: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن دية الجنين التي وجبت على المرأة بسبب جنايتها هي دين في ذمتها، لكنه لا يسقط من التركة، بل يتحمله عصبتها (أقاربها). وهذا من محاسن الشريعة التي تحافظ على حقوق الورثة الضعفاء (كالأبناء) ولا تُثقل كاهل التركة بديون الجنايات.
3- العقل (الدية) على العاقلة: الحديث دليل على أن الديات (وعقود الجنايات) تكون على العاقلة (العصبة)، وهم أقارب الجاني من الرجال، وهم الذين يتعاقلون بينهم ويتكافلون في تحمل هذه التبعات. وهذا من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام.
4- إثبات حرمة الجنين: الحديث يؤكد على حرمة الجنين وأن الاعتداء عليه له عقوبة مالية (دية) حتى لو سقط ميتًا.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم القضائية: فيه بيان لكمال فقه النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته في القضاء وفصل الخصومات، حيث نظر إلى مصلحة جميع الأطراف وحفظ حقوقهم.
خلاصة الحكم الشرعي:
من جنى على آخر (كقتل أو جرح) ثم مات الجاني، فإن الدية أو الأرش (التعويض) لا تؤخذ من تركته، بل هي دين في ذمته يتحمله عصبتته (عاقلته).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفرائض (٦٧٤٠)، ومسلم في القسامة (١٦٨١: ٣٥) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه مالك مختصرا موصولا ومرسلا.
أما الموصول فرواه عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة في كتاب العقول (١٢) ومن طريقه رواه البخاري في الطب (٥٧٥٩)، ومسلم في القسامة (١٦٨١).
وأما المرسل فرواه عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن النبي ﷺ قضى في الجنين فذكره.
وروي أيضًا عن عبادة بن الصامت أن النبي ﷺ قضى لحمل بن مالك الهذلي اللِّحياني بميراثه من امرأته التي قتلتها امرأته الأخرى. وإسناده ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٦٤٣)، وفيه إسحاق بن يحيى بن الوليد (وهو ابن عبادة بن الصامت)، أرسل عن عبادة، وهو مجهول الحال، كما في «التقريب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 10 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

  • 📜 حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قضى رسول الله في جنين امرأة سقط ميتا بغرة عبد أو أمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب