حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الميراث بالولاء

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد ابن سهم أمَ وائل بنت معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رِباعا وولاءَ مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو، وكان عصبتهم. فلما رجع عمرو بن العاص جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول اللَّه ﷺ، سمعته يقول: «ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان». قال: فقضى لنا به، وكتب لنا به كتابا، فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر،
حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها، وترك ألفي دينار، فبلغني أن ذلك القضاء قد غُيِّر، فخاصموا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيناه بكتاب عمر، فقال: إن كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يُشَك فيه، وما كنت أرى أن أمر أهل المدينة بلغ هذا أن يَشُكُّوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد.

حسن: رواه أبو داود (٢٩١٧)، وابن ماجه (٢٧٣٢) -واللفظ له- كلاهما من حديث حسين المعلم، حدثنا عمرو بن شعيب بإسناده.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد ابن سهم أمَ وائل بنت معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رِباعا وولاءَ مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو، وكان عصبتهم. فلما رجع عمرو بن العاص جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول اللَّه ﷺ، سمعته يقول: «ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان». قال: فقضى لنا به، وكتب لنا به كتابا، فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر،
حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لها، وترك ألفي دينار، فبلغني أن ذلك القضاء قد غُيِّر، فخاصموا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيناه بكتاب عمر، فقال: إن كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يُشَك فيه، وما كنت أرى أن أمر أهل المدينة بلغ هذا أن يَشُكُّوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم في بابه، يتعلق بمسألة من مسائل الميراث والولاء، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● رئاب بن حذيفة: رجل من قبيلة بني سهم.
● أم وائل بنت معمر الجمحية: امرأة من قبيلة جمح تزوجها رئاب.
● ورثها بنوها رِباعا: أي ورثوها في الرقبة (الأصل) والولاء.
● ولاء مواليها: الولاء هنا يعني حق العصوبة والنصرة والميراث.
● عصبتهم: العصبة هم أقارب الرجل من جهة الأب الذين يرثون إذا لم يوجد وارث من أصحاب الفروض.
● ما أحرز الولد والوالد: أي ما ملكه الابن أو الأب من ولاء أو مال.
● لعصبته من كان: أي أن الولاء يكون للعصبة وليس لغيرهم.

ثانيًا. شرح الحديث:


قصة الحديث أن رجلاً اسمه رئاب تزوج امرأة اسمها أم وائل، فأنجبت منه ثلاثة أولاد، ثم توفيت الأم فورثها أبناؤها منها، بما في ذلك ولاء مواليها (أي حق ولاية عتقائها وميراثهم). ثم خرج عمرو بن العاص (وهو عم الأولاد وعصبتهم) بهم إلى الشام، فماتوا جميعًا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو بن العاص بصفته عصبتهم.
فلما رجع عمرو بن العاص إلى المدينة، جاء إخوة المرأة (بنو معمر) يطالبون بولاء أختهم (أي حق ولاية مواليها) إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقضى عمر رضي الله عنه بأن الولاء للعصبة، مستدلاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان». أي أن الولاء الذي يكتسبه الشخص يكون لعصبته (أقاربه من جهة الأب) وليس لأقارب الأم. فحكم عمر لعمرو بن العاص بالولاء، وكتب له وثيقة بشهادة صحابيين جليلين هما عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
ثم لما صار عبد الملك بن مروان خليفة، توفي مولى لهذه المرأة وترك مالاً (ألفي دينار)، فادعى بنو معمر حق الولاء again، فرفعت القضية إلى الخليفة عبد الملك، الذي أقر بحكم عمر رضي الله عنه وقضى به، مؤكدًا أن هذا من الأحكام الواضحة التي لا شك فيها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- أن الولاء للعصبة: وهذا حكم شرعي ثابت، فالولاء (حق ولاية العتق والميراث) يكون لأقارب الرجل من جهة الأب (عصبته) وليس لأقارب الزوجة أو الأم.
2- الاحتكام إلى السنة: حيث احتكم عمر رضي الله وسلم إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في القضاء، وهذا دليل على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع.
3- اتباع سلف الأمة: حيث أقر عبد الملك بن مروان بحكم عمر رضي الله عنه، وهذا يدل على وجوب اتباع ما أجمع عليه السلف الصالح.
4- الوثائق المكتوبة: أهمية توثيق الأحكام والقضايا بالكتابة والشهود، كما فعل عمر رضي الله عنه عندما كتب الوثيقة وشهد عليها عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت.
5- ثبات الأحكام الشرعية: حيث بقي الحكم نفسه قائمًا عبر الزمن، من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد عمر ثم إلى عهد عبد الملك بن مروان.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم، وهو حديث صحيح بشواهده.
- مسألة الولاء للعصبة هي مذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- طاعون عمواس كان في سنة 18 هـ، ومات فيه كثير من الصحابة رضي الله عنهم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٩١٧)، وابن ماجه (٢٧٣٢) -واللفظ له- كلاهما من حديث حسين المعلم، حدثنا عمرو بن شعيب بإسناده.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا أحمد (١٨٣) باختصار.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب؛ فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

  • 📜 حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب