ابن الأخت منهم

حديث: ابن الأخت منهم

عن جبير بن مطعم قال: قال النبي ﷺ: ابن الأخت منهم.

حسن: رواه الطبراني (٢/ ١٤٢) عن محمد بن مندة الأصبهاني، ثنا أبو كريب، ثنا زكريا بن عدي، عن حاتم بن إسماعيل، عن الجُعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن نافع بن جبير، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن جبير بن مطعم قال: قال النبي ﷺ: ابن الأخت منهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فحديث "ابن الأخت منهم" حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحمل معاني عظيمة في صلة الرحم والبر بالقرابة.

نص الحديث:

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ابن الأخت منهم".

شرح المفردات:

● ابن الأخت: أي ولد الأخت، سواء كان ذكراً أو أنثى.
● منهم: الضمير يعود على القبيلة أو العشيرة أو الأسرة. أي هو واحد منهم، ينتمي إليهم وتجب صلته وحقوقه كحقوق الأقارب.

شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الجملة موجزةً لكنها عظيمة المعنى.
السياق والقصة:
جاء هذا الحديث في سياق بيان النبي صلى الله عليه وسلم لصلة الرحم ومدى اتساع مفهوم القرابة التي يجب على المسلم أن يصلها ويحسن إليها. فليس القريب فقط هو الأب والأم والأولاد والأخوة الأشقاء، بل يدخل في ذلك كل من تربطك به صلة نسب، ولو كانت بعيدة.
فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن القرابة الذين يجب عليه برهم وصلتهم، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة الموجزة "ابن الأخت منهم"، أي أن ابن الأخت يعتبر من الأقارب الذين تجب صلتهم وحقوقهم، فهو جزء من الأسرة وينتمي إليها، وتجب رعايته والإحسان إليه كما يُحسن إلى الأقارب الأدنى.

الدروس المستفادة والعبر:

1- اتساع دائرة صلة الرحم: يبين الحديث أن صلة الرحم لا تقتصر على الآباء والأبناء والأشقاء فقط، بل تمتد لتشمل كل من تربطك به رابطة نسب، كأولاد الأخوة وأولاد الأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ومن في حكمهم.
2- الحث على البر والإحسان: في الحديث حثٌ على الإحسان إلى هؤلاء الأقارب وبرهم، وعدم قطعهم أو إهمالهم بحجة أن الصلة بينكم ليست قوية.
3- تقوية أواصر المجتمع: من حكمة الإسلام أن أمر بصلة所有这些 الأرحام؛ لأن ذلك يؤدي إلى تماسك المجتمع وتقوية روابطه، ويدفع عنه التفكك والانهيار.
4- القدوة من النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالرحمة والبر بجميع الأقارب، وهو قدوة في ذلك، حيث كان يصل أرحامه ويحسن إليهم.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تحث على صلة الرحم وبيان من هم الأقارب الذين تجب صلتهم.
- "ابن الأخت" قد يكون له وضع خاص في بعض العادات الجاهلية حيث كانوا لا يعدونه من العائلة نفسها، فجاء الإسلام ليؤكد على مكانته وحقه.
- يستفاد من الحديث أيضاً أن الإنسان قد ينتسب إلى خئولته (أي أقارب أمه) كما ينتسب إلى عصبته (أقارب أبيه)، وهذا من كمال العدل والبر في الإسلام.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني (٢/ ١٤٢) عن محمد بن مندة الأصبهاني، ثنا أبو كريب، ثنا زكريا بن عدي، عن حاتم بن إسماعيل، عن الجُعيد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن نافع بن جبير، عن أبيه فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ١٩٦): «رجاله رجال الصحيح».
وإسناده حسن من أجل حاتم بن إسماعيل فإنه صدوق صحيح الكتاب.
والجعيد بن عبد الرحمن هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، وقد يُصغّر من رجال الشيخين.
وفي معناه ما روي عن رفاعة بن رافع الزرقي، رواه أحمد (١٨٩٩٢، ١٨٩٩٣، ١٨٩٩٤)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٥)، والطبراني في الكبير (٤٥٤٧)، والحاكم (٢/ ٣٢٨، ٤/ ٧٣).
وفي طريقهم إسماعيل بن عبيد بن رفاعة «مجهول»، لم يرو عنه إلا ابن خُثيم، ولم يوثّقه أحد، وذكره ابن حبان في الثقات كعادته في ذكر المجاهيل فيه.
أحاديث الباب تدل على أن التوارث بالحلف والعقد ونحوهما نسخ بآية المواريث، فالذين جاء ذكرهم فيها هم الذين يرثون، ومن لم يكن له وارث منهم يرثه أولوا الأرحام، وهم الأقربون إلى الميت الذين لم يأت ذكرهم ولا ذكر أنصبائهم في آيات المواريث، وقد حدد العلماء بعض هؤلاء، وهم: أولاد البنات، والجد أبو الأم، وأولاد الأخت، وبنات الأخ، وبنات العم، والعم للأم، والعمة، والخال، والخالة، وذلك عند عدم وجود الورثة، ويدل على هذا أيضًا عموم قوله تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ﴾ [الأنفال: ٧٥]. وقوله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾ [سورة النساء: ٧]. والأقربون هم ذوو الأرحام.
وبهذا قال كثير من أهل العلم، منهم: عمر بن الخطاب، وعلي، وابن مسعود، وأبو الدرداء،
من الصحابة، وأحمد وأبو حنيفة من الفقهاء، والشعبي، ومسروق، والنخعي، والثوري، والقاسم ابن سلام، وإسحاق، والحسن بن زياد، وغيرهم من علماء الإسلام.
وذهب أبو بكر، وزيد بن ثابت، وابن عمر إلى أنه لا ميراث لهم، بل يجعل مال الميت الذي لم يخلف وارثًا إلى بيت المال، وبه قال مالك والشافعي. وحجتهم أن الذي لا يعقل لا يَرِث. وأما أحاديث الباب فإما أنها غير ثابتة، كما قال الشافعي، أو أنها مؤولة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن الأخت منهم

📜 حديث: ابن الأخت منهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ابن الأخت منهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ابن الأخت منهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ابن الأخت منهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية