من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وترك مالا فماله لموالي العصبة، ومن ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه فلأُدعى له».

صحيح: رواه البخاري في الفرائض (٦٧٤٥) عن محمود، أخبرنا عبيد اللَّه، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظيم مكانة النبي ﷺ وشمول رعايته لأمته.

أولاً. شرح المفردات:

● أولى بالمؤمنين من أنفسهم: أي أحق بهم وأولى بتدبير أمورهم ومصالحهم من أنفسهم.
● موالي العصبة: "الموالي" هنا هم الأقارب من جهة الأب، و"العصبة" هم أقارب الرجل الذكور الذين يرثونه إذا لم يكن له وارث من أصحاب الفروض.
● كلاً: أي عيالاً لا مال لهم (كالأطفال والنساء العاجزات).
● ضياعاً: جمع ضائع، وهم الذين لا عائل لهم ولا معيل.
● فأنا وليه: أي فأنا المتكفل بأمره، والقائم بشؤونه.
● فلأُدعى له: أي فليُدعَ لي لأقوم بأمره وأتكفل به.

ثانياً. شرح الحديث:

يُقسّم النبي ﷺ الحديث إلى حالتين للمؤمن بعد موته:
1- من مات وترك مالاً: فالمال الطبيعي الذي تركه يُوزع على ورثته الشرعيين حسبما جاء في كتاب الله، وهم "موالي العصبة" أي أقاربه الذكور الذين يرثون بالتعصيب. وهنا يوضح ﷺ أن النظام المالي والوراثي يسير وفق الشرع، ولا تدخل له مباشرة فيه إذا كان هناك ورثة.
2- من مات وترك عيالاً ضعافاً (كلاً) أو ضياعاً (أي ضائعين لا عائل لهم): هنا يعلن ﷺ عن مسؤوليته الكبرى، فيقول: "فأنا وليه"، أي أنا الذي أتولى أمرهم وأقوم برعايتهم وكفالتهم. وقوله: "فلأُدعى له" أي فليُعْرَض أمرهم عليَّ، أو فليُخبَرْ بي لأتكفل بهم وأقوم بشؤونهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظم حق النبي ﷺ على أمته: فهو أولى بهم من أنفسهم، وهذا يستلزم تقديم طاعته وأمره على أي أمر آخر، وحبه على حب النفس والأهل والمال.
2- الرسول ﷺ هو الكفيل والراعي الحقيقي للأمة: هذه الصفة باقية بعد وفاته ﷺ، فكفالته لأمته تكون بشفاعته لهم يوم القيامة، وبدعوته وهديه الذي ترك فيهما الخير والرعاية الكافية لأمته.
3- رعاية الإسلام للضعفاء واليتامى: الحديث يوجه المجتمع إلى العناية بالضعفاء، ويبين أن رعايتهم هي من مسؤولية القيادة الإسلامية أولاً، وهي قدوة للمجتمع كله.
4- ضمان المجتمع الإسلامي للفقراء والمساكين: النظام الإسلامي يتكفل بمن لا عائل له، مما يضمن عدم ضياع أفراد المجتمع.
5- بيان أن نظام الميراث محكم: الحديث يقرر أن المال يُورث لأقارب الميت الذكور (العصبة) إذا لم يوجد أصحاب فروض، وهذا من محاسن الشريعة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل في بيان مسؤولية الدولة الإسلامية عن رعاية المحتاجين واليتامى والضعفاء.
- فيه إثبات كمال نبوة محمد ﷺ وشمول رعايته لأمته في الدنيا والآخرة.
- يستدل به العلماء على وجوب نصرته ﷺ والدفاع عنه، لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
أسأل الله أن يرزقنا حبه وحب نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفرائض (٦٧٤٥) عن محمود، أخبرنا عبيد اللَّه، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وقوله: «ضياعا» أي ضائعا، ليس له شيء، فأنا أعوله، وأنفق عليه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

📜 حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ترك كلا أو ضياعا فأنا وليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية