حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ميراث الأخوات مع البنات عصبة

عن هزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى عن ابنة، وابنة ابن، وأخت. فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود، فسيتابعني، فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى، فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.

صحيح: رواه البخاري في الفرائض (٦٧٣٦) عن آدم، حدثنا شعبة، حدثنا أبو قيس، سمعت هزيل بن شرحبيل قال فذكره.

عن هزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى عن ابنة، وابنة ابن، وأخت. فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود، فسيتابعني، فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى، فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك، هذا حديث عظيم في بابه، يدل على عمق الفقه الصحابي وأدبهم في الاختلاف، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب ميراث الجدة) والإمام مسلم وأصحاب السنن، عن هزيل بن شرحبيل، أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه سُئل عن ميراث تركة تركها ميت، وورثته هم:
● ابنة (ابنة المتوفى المباشرة)
● ابنة ابن (حفيدة للمتوفى من ابنه)
● أخت (أخت شقيقة أو لأب للمتوفى)
### ثانياً. شرح المفردات
● ضللت إذا: أي ضلّ طريق الصواب وحاد عن الحق.
● المهتدين: الموفقين إلى الصواب في الحكم.
● الحبر: العالم الفقيه، وهو كناية عن التعظيم والتبجيل، ومصدرها (الحبر) بمعنى الحبر الذي يكتب به العلم.
### ثالثاً. شرح الحديث وقصته
1- سؤال أبي موسى وحكمه الأولي:
سُئل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن تقسيم التركة بين هؤلاء الثلاث. فحكم بأن:
● للابنة النصف (وهذا صحيح بنص القرآن: ﴿وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ﴾ [النساء: 11]).
● وللأخت النصف (وهذا أيضاً صحيح إذا لم يكن لها إخوة، بنص القرآن: ﴿إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ﴾ [النساء: 176]).
- أما ابنة الابن، فلم يعطها شيئاً، لأن وجود الابنة المباشرة يحجبها، فاقتصر على الابنة والأخت.
ثم شك في صحة حكمه، فأرشد السائلين إلى الذهاب إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائلاً: "أت ابن مسعود، فسيتابعني"، أي سيؤيد قولي ويوافقني.
2- حكم ابن مسعود والفقه العميق:
عندما ذهبوا إلى ابن مسعود وأخبروه بقول أبي موسى، أنكر ذلك إنكاراً شديداً تعظيماً للحق، وقال: "لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين"، أي لو حكمت بهذا لضللت عن الصواب.
ثم بين الحكم الصحيح الذي تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
● "للابنة النصف" (وهذا حق).
● "ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين".
● "وما بقي فللأخت".
شرح حكم ابن مسعود الفقهي:
- المسألة من "العول"، أي زيادة في مجموع الأسهم عن أصل المسألة.
- أصل المسألة من (6)، لأن النصف (3/6) والثلثان (4/6).
● الابنة تأخذ النصف = 3/6.
● ابنة الابن (الحفيدة) تأخذ السدس = 1/6، تكملة للثلثين. فالثُلثان (4/6) حق للبنات وبنات الابن، وقد أخذت الابنة 3، فبقي 1 لابنة الابن تكملة للثلثين. وهذا فهم دقيق لنص القرآن: ﴿فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ﴾ [النساء: 11]، ويدخل في "نساء" البنات وبنات الأبناء.
- المجموع أصبح: 3 (للابنة) + 1 (لابنة الابن) = 4/6.
● الباقي (2/6) وهو الثلث، للأخت، فهي تأخذ ما بقي بعد أصحاب الفروض، وهذا هو الحق.
3- أدب الاختلاف ورد أبي موسى:
عندما رجعوا إلى أبي موسى وأخبروه بقول ابن مسعود، لم يغضب أو يتعصب، بل اعترف بفضله وعلمه، وقال: "لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم"، أي هذا العالم العظيم. وهذا من أدب الصحابة رضي الله عنهم، فما كانوا يتعصبون لآرائهم، بل يرجحون الحق متى ظهر.
### رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث
1- الدقة في فهم النصوص الشرعية: فابن مسعود رضي الله عنه فهم أن "النساء" في آية الميراث تشمل البنات وبنات الأبناء، وأن الثلثين يجب إكمالهما لهن.
2- الاعتراف بالحق والرجوع إليه: موقف أبي موسى الأشعري يعلمنا التواضع والعلمية، والاعتراف بفضل العلماء.
3- أدب الاختلاف: كان اختلافهم من أجل الوصول إلى الحق، لا للتعصب أو المجادلة.
4- أن الاجتهاد قد يخطئ وقد يصيب: والمجتهد إذا أخطأ فله أجر واحد، وإذا أصاب فله أجران.
5- فضل الصحابة وعلمهم: فهم خير القرون، وأعمق الناس فهماً للدين بعد الأنبياء.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذه المسألة تسمى في علم الفرائض "المسألة المشتركة" أو "مسألة العائلة".
- حكم ابن مسعود هو ما أجمع عليه الفقهاء لاحقاً وأصبح حكمًا معتمدًا في المذاهب الأربعة.
- استدل ابن مسعود بقضاء النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن هذا الحكم كان معروفاً وم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الفرائض (٦٧٣٦) عن آدم، حدثنا شعبة، حدثنا أبو قيس، سمعت هزيل بن شرحبيل قال فذكره.
ووهم الحاكم، فاستدركهـ (٤/ ٣٣٤) من طرق أبي قيس، إلا أنه ذكر مع أبي موسى: سليمان ابن ربيعة، وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

  • 📜 حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين وما بقي فللأخت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب