حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تفسير المسكين

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا المِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، ولا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

متفق عليه: رواه مالك في كتاب صفة النَّبِيّ ﷺ (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال (فذكره).

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا المِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، ولا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فيسرني أن أشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يوضح لنا حقيقة المسكين وكيف نظر إليه الإسلام نظرة إنسانية شاملة.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا المِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، ولا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

1. شرح المفردات:


● الطوَّاف: هو الذي يدور على البيوت والأماكن طلبًا للصدقة.
● تردُّه: أي ترده عن الطواف والسؤال، فيكفيه القليل ويعود إلى بيته.
● اللُّقمة واللُّقمتان: ما يؤكل في دفعة واحدة، وهي رمز للشيء القليل من الطعام.
● التمرة والتمرتان: مثل اللقمة، للدلالة على القلة.
● غِنًى يُغنيه: ما يكفيه من المال أو القوت لسد حاجته.
● لا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ: أي لا يعلم الناس بحاله وبفاقته، فلا يبادرون لمساعدته.
● يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ: أي لا يملك الجرأة أو القدرة على أن يطلب من الناس المساعدة علنًا.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ النبي ﷺ نفيه أن يكون المسكين الحقيقي هو ذلك الشخص الذي اعتاد الناس رؤيته وهو يتسول، فيكفيه لقيمات قليلة فيرتاح منها ويترك الطواف. فهذا النوع معروف لدى الناس، وهم يتصدقون عليه غالبًا.
ثم يبين ﷺ أن المسكين الحقيقي هو الشخص الخفي، الذي تجتمع فيه ثلاثة أوصاف:
1- لا يجد غنى يغنيه: فهو فقير حقًّا، لا يملك ما يكفيه وعائلته.
2- ولا يفطن الناس له: أي أن فقره مخفي، لا يعلم به جيرانه أو معارفه، فهو ليس متسولًا معروفًا، بل هو متعفف لا يظهر فاقته.
3- ولا يقوم فيسأل الناس: أنه لا يملك النفسية التي تمكنه من طلب المساعدة، إما خجلًا أو كرامة أو خوفًا من المذلة.
فهذا هو المسكين المستحق حقًّا للصدقة والزكاة، لأنه لا يجد طريقًا لإشباع حاجته إلا أن يبحث عنه أهل الخير ويتفقدوه.

3. الدروس المستفادة منه:


● تفاضل درجات الفقراء: ليس كل فقير سواء، فأكرمهم عند الله هو المتعفف الذي لا يسأل الناس.
● مسؤولية المجتمع: الحديث يوجه المجتمع المسلم إلى التفقد و البحث عن الفقراء الخفيين، وعدم انتظار قدومهم للسؤال. وهذا من أعلى درجات التكافل الاجتماعي.
● الحث على الصدقة الخفية: أفضل الصدقة هي التي تعطى لمن لا يعلم به أحد، فهي تقي صاحبها من الرياء وتكرم الفقير المحتاج.
● ذم التسول: الحديث يذم بشكل غير مباشر التسول كوسيلة للكسب، خاصة لمن ليس محتاجًا حقًّا.
● العفة والكرامة: يربي الإسلام في المؤمن عزة النفس والكرامة، حتى في أحلك ظروف الفقر والحاجة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن المسكين قد يكون أشد حاجة من الفقير في بعض الأحوال، لأنه لا يجد من يعينه ولا يجرؤ على الطلب.
- الحديث يحث على الجهاد الاقتصادي، فليس الفقير من يمد يده، بل من يعمل ويجتهد ولكن دخله لا يكفيه، فيحتاج إلى دعم خفي لا يجرح كرامته.
- من تطبيقات هذا الحديث في عصرنا: إنشاء صناديق الزكاة والصدقات التي تبحث عن المستحقين في بيوتهم، وبرامج "كفالة الأيتام" و "الأسر المحتاجة" التي توفر لهم حياة كريمة دون أن تضطرهم إلى طلب المساعدة.
أسأل الله أن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، ومن المتعففين لا من السائلين، وأن يرزقنا جميعًا القناعة والغنى.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في كتاب صفة النَّبِيّ ﷺ (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال (فذكره).
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٩) عن إسماعيل بن عبد الله، حَدَّثَنِي مالك، بإسناده، ورواه مسلم في الزّكاة (١٠٣٩) من وجه آخر عن أبي الزّناد، نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 304 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

  • 📜 حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس المسكين الذي يطوف على الناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب