حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الإلحاف في المسألة

عن ابن عمر يرفع إلى النَّبِيّ ﷺ قال: «لا تُلْحِفوا بالمسألة، فإنه من يستخرج منا بها شيئًا لا يُبارك له فيه».

صحيح: رواه أبو يعلي (٥٦٢٨) عن عبيد الله بن عمر القواريريّ، حَدَّثَنَا حمّاد، عن عمرو - قال حمّاد وليث، عن عمرو، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر يرفع إلى النَّبِيّ ﷺ قال: «لا تُلْحِفوا بالمسألة، فإنه من يستخرج منا بها شيئًا لا يُبارك له فيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الحديث:
عن ابن عمر يرفع إلى النَّبِيّ ﷺ قال: «لا تُلْحِفوا بالمسألة، فإنه من يستخرج منا بها شيئًا لا يُبارك له فيه».


1. شرح المفردات:


● لا تُلْحِفوا: من الإلحاف، وهو الإلحاح والتكرار والإصرار في الطلب.
● بالمسألة: أي في طلب المال أو العطية من الناس.
● يستخرج منا بها شيئًا: أي يحصل بواسطة هذا الإلحاح على شيء من المال أو العطاء.
● لا يُبارك له فيه: أي لا تكون فيه بركة، فلا ينفعه ولا يدوم له، بل قد يكون سببًا للهلاك أو الضياع.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإلحاح والتكرار في سؤال الناس وإلزامهم بالعطاء، ويحذر من أن من يحصل على مال بهذه الطريقة ـ أي بالإلحاف والإصرار ـ فإن هذا المال لا يُبارك له فيه، بل يكون وبالًا عليه ولا ينتفع به حق الانتفاع.


3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم الإلحاح في المسألة، وهو من الكبائر إذا تجاوز الحد المباح.
- الحث على الكرامة والعفة، وعدم إذلال النفس بسؤال الناس إلا عند الضرورة القصوى.
- التحذير من أن المال المكتسب بطرق غير مشروعة ـ ومنها الإلحاف ـ لا بركة فيه، بل قد يجلب الشقاء والخسارة.
- تربية المسلم على القناعة والرضا بما قسم الله له، والاعتماد على الله تعالى في الرزق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "تحريم المسألة" إلا لمن اضطر إليها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تحل المسألة إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع» (رواه أبو داود والترمذي).
- الإلحاف في السؤال من صفات المنافقين والضعفاء الإيمان، كما قال تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة:58].
- البركة في المال تكون بطيب الكسب وحسن التصرف وشكر النعمة، أما إذا كان من حرام أو بإلحاف فإنه يذهب سريعًا ولا خير فيه.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب مواضع الريبة في طلب الرزق، وأن يصبر على الفقر ولا يستعجل الرزق بالطرق المحرمة.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا القناعة والطيب من الرزق، وأن يبارك لنا في أموالنا وأعمارنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلي (٥٦٢٨) عن عبيد الله بن عمر القواريريّ، حَدَّثَنَا حمّاد، عن عمرو - قال حمّاد وليث، عن عمرو، عن ابن عمر، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٩٥): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصَّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 298 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

  • 📜 حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب