حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيمن أُعطى من غير مسألة ولا إشراف نفس

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «مَنْ آتاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ فَإنَّمَا هُوَ رزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عز وجل إليه».

صحيح: رواه الإمام أحمد من ثلاثة طرق: منها يزيد (٧٩٢١).

عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «مَنْ آتاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ فَإنَّمَا هُوَ رزْقٌ سَاقَهُ اللهُ ﷿ إليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ».
راوي الحديث:
هو الصحابي الجليل أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، حافظ الصحابة وأكثرهم رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
شرح المفردات:
● آتَاهُ اللهُ: أعطاه الله تعالى.
● مِنْ هَذَا الْمَالِ: يشمل المال بجميع أنواعه من نقود وعروض تجارية وهدايا وعطايا.
● مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ: دون أن يطلب هو ذلك المال أو يتسولَه.
● فَلْيَقْبَلْهُ: فليأخذه ولا يرده.
● رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ: عطاء قدّره الله تعالى وأوصله إليه بحكمته.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم إذا أُعطي مالاً أو هدية من شخص آخر دون أن يكون قد طلبها أو تَذلّل لها، فإن هذا العطاء هو في الحقيقة رزق قدّره الله له وساقه إليه من خلال ذلك الشخص. لذلك، فإن الواجب عليه أن يقبل هذا العطاء بشكر وامتنان، شاكراً لله أولاً ثم شاكراً لمن كان وسيلة في هذا الخير.
الدروس المستفادة والفَوائد:
1- التسليم لقدر الله وقسمته: الحديث يؤكد على الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الأرزاق بيد الله تعالى يوزعها كيف يشاء، وقد يجعل لها أسباباً ظاهرة كأن يعطي الإنسان من خلال غيره.
2- استحباب قبول الهدية والعطية: من الأدب الإسلامي قبول الهدية والهبة إذا أُعطيت من غير مسألة، لأن في ردها إعراضاً عن رزق الله وكسراً لقلب المعطي.
3- ذمُّ المسألة والتَّكفُّف: الحديث يفيد النهي عن سؤال الناس والتذلل لهم، وي contrasts بين من يأتيه الرزق دون سؤال (وهو ممدوح) وبين من يسأل الناس (وهو مذموم إلا في حالات الضرورة القصوى).
4- تنمية روح الكرم والعطاء: الحديث حافز للمسلمين على البذل والعطاء، لأنهم بذلك يكونون وسيلة لتوصيل رزق الله إلى إخوانهم.
5- شكر النعمة: القبول هو شكل من أشكال شكر نعمة الله، والشكر يؤدي إلى زيادة النعم وبركتها.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "التعاون على البر والتقوى" و"التكافل الاجتماعي" في الإسلام.
- يستثنى من هذا الحكم إذا كان في قبول الهدية مفسدة أو شبهة، كأن تكون من شخص معروف بعداوته للإسلام أو من مال حرام، فيجب حينئذ التورع وردها.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد على قبول الهدية، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا».
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على جواز أخذ العطايا من الولاة والحكام إذا أعطوها من غير مسألة، بشرط أن يكون مالها حلالاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد من ثلاثة طرق: منها يزيد (٧٩٢١). ومنها عفّان (٨٢٩٤). ومنها بهز (١٠٣٥٨) كلّهم عن همّام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الملك، عن أبي هريرة، فذكره.
ورجاله ثقات غير عبد الملك هذا لم ينسبه، وكذا نصّ الحافظ في إتحاف المهرة (١٥/ ٣٢٣) بأنه لم يُنسب.
ثمّ بعد البحث والتّتبع تبيّن أنه عبد الملك بن مالك المراغيّ يكنى أبا أيوب، هكذا سمّاه وكناه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٣) في حديث أبي هريرة: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه، فإنّ الله خلق آدم على صورته».
رواه من طريق قتادة، عن أبي أيوب -وهو الأزدي- عبد الملك بن مالك المراغيّ، عن أبي هريرة، فذكره.
إن كان عبد الملك هو أبو أيوب المراغي فهو من رجال الشّيخين، ولكن اختلف في اسمه، فقال المزي: اسمه يحيى بن مالك، ويقال: حبيب بن مالك، وذكر أنه يروي عن أبي هريرة، وعنه قتادة بن دعامة.
قال الأعظمي: وقد يكون من اسمه أيضًا عبد الملك بن مالك مادام اختلف في اسمه، والله تعالى أعلم.
وقول الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٠١) يُشعر بأنه عبد الملك أبو أيوب المراغي لأنه قال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصّحيح».
وفي الباب عن عائذ بن عمرو، قال: أحسبه رفعه (القائل هو عبد الصمد بن عبد الوارث شيخ أحمد) قال: «من عرض له شيء من هذ الرزق فليوسع به في رزقه، فإن كان عنه غنيًا فليوجهه إلى من أحوج إليه منه».
رواه الإمام أحمد من طرق - منها عبد الصمد بن عبد الوارث (٢٠٦٤٢) وقرنه بيونس (٢٠٦٤٧).
منها عن حسن بن موسي (٢٠٦٤٨).
ومنها عن وكيع (٢٠٦٤٩) كلّ هؤلاء عن أبي الأشهب، عن عامر الأحول، عن عائذ بن عمرو، ولفظهم متقارب.
ولكن قال عبد الصمد في روايته عن أبي الأشهب، عن عامر الأحول -شيخ له- عن عائذ بن عمرو، فذكر الحديث.
فقوله: «شيخ له«، وفي»تهذيب التهذيب«: «وهو شيخ آخر تابعي، فهل معناه أنه عامر الأحول ليس هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصريّ المشهور، فإن كان هو غيره فلعله أدرك عائذ ابن عمرو؛ لأنّ عامر بن عبد الواحد الأحول هذا قال فيه أبو القاسم البغوي في ترجمة عائذ بن عمرو: «روى عنه عامر بن عبد الواحد الأحول، ولا أحسبه أدركهـ».
ولكن قال الحافظ في «التهذيب»: «في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وتاريخ ابن أبي خيثمة ما يبين لك أنه هو، فإنه قال: عامر الأحول هو ابن عبد الواحد بصري، روي عن عائذ بن عمرو، وأبي الصديق، وعمرو بن شعيب، ثمّ ساق كلام الناس فيه وقال ابن أبي خيثمة في تاريخه سمعت أبا زكريا يقول عامر الأحول بصري وهو ابن عبد الواحد فهو كل عامر يروي عنه البصريون ليس غيره» انتهى.
فإذا ثبت أنه عامر بن عبد الواحد الأحول ففيه انقطاع بينه وبين عائذ بن عمرو.
والحديث رواه الطبرانيّ في «الكبير» (١٨/ ١٩)، وابن قانع في مُعْجَمُ الصّحابة (٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٥٥٤) كلّهم من هذا الوجه.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: ما الإشراف؟ قال: «تقول في نفسك: سيبعث إليَّ فلان، سيصلني فلان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

  • 📜 حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب