حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيمن أُعطى من غير مسألة ولا إشراف نفس

عن حكيم بن حزام، قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْس بُورِك له فيه، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، الْيَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى».
قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شيئًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُم يَا مَعْشرَ المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِن النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى تُوُفِّيَ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٢)، ومسلم في الزّكاة (١٠٣٥) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن عروة بن الزُّبير وسعيد بن المسيب، عن حكيم بن حزام، فذكر الحديث.

عن حكيم بن حزام، قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْس بُورِك له فيه، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، الْيَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى».
قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ ﵁ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شيئًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُم يَا مَعْشرَ المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِن النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى تُوُفِّيَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن حكيم بن حزام قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا حَكِيمُ! إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْس بُورِك له فيه، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، الْيَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى». قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شيئًا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُم يَا مَعْشرَ المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِن النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى تُوُفِّيَ.


1. شرح المفردات:


● خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ: الخضرة: ما يخضر من النبات، أي ناضج وجميل المنظر. والحلوة: طيبة الطعم. والمراد أن المال شهي ولذيذ، يجذب النفوس إليه.
● بِسَخَاوَةِ نَفْس: السخاوة: الكرم والسماحة. أي يأخذه بدون طمع ولا حرص، بل برضا وقناعة.
● بُورِك لَهُ فِيهِ: نال البركة، فقَلَّله الله ونماه، وحصل له الخير والانتفاع به.
● بِإِشْرَافِ نَفْسٍ: الإشراف: الحرص الشديد والطمع. أي يأخذه بشره وحرص.
● لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ: لم ينل البركة، فلا ينتفع به حق الانتفاع، ولا يشبع منه.
● كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ: مثل الذي يأكل الطعام ولا يشبع، بل يبقى جائعاً.
● الْيَدُ العُلْيَا: هي اليد المعطية المنفقة.
● الْيَدُ السُّفْلَى: هي اليد الآخذة السائلة.
● لا أَرْزَأُ أَحَدًا: لا آخذ من أحد شيئاً. الرزء: الأخذ والإخذ.
● الْفَيْءِ: المال الذي يأتي للمسلمين من غير قتال، كالجزية والخراج.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحكي الصحابي حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه سأل النبي ﷺ المال عدة مرات، فأعطاه في كل مرة. ثم نصحه النبي ﷺ موضحاً طبيعة المال، وأنه جميل وشهي، لكن البركة فيه مرتبطة بنية الآخذ وطريقة أخذه. فمن أخذه بدون طمع وبسماحة نفس، بارك الله له فيه. ومن أخذه بحرص وشره، حرم بركته، وشبهه النبي ﷺ بمن يأكل ولا يشبع. ثم بين أن اليد المعطية (العليا) أفضل من اليد الآخذة (السفلى).
فاستجاب حكيم رضي الله عنه لهذا النصح، وعاهد النبي ﷺ ألا يأخذ من أحد بعد ذلك شيئاً حتى يموت. ووفى بعهده، فرفض أن يأخذ العطاء من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى شهد عمر للمسلمين بأن حكيماً يعرض عليه حقه من المال فيأبى أخذه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حكمة النبي ﷺ في التربية: لم يمنعه النبي ﷺ من الأولى والثانية، بل أعطاه ثم نصحه بعد ذلك، مما يدل على حسن التربية والتدرج في التعليم.
2- خطر المال على النفس: المال حلو وجذاب، وقد يوقع في الطمع والحرص، فيفقد بركته.
3- أهمية النية في قبول العطاء: بركة المال تتوقف على نية الآخذ، فإذا أخذه بدون حرص، بورك له فيه، وإذا أخذه بشره، حرم البركة.
4- فضل العطاء على الأخذ: اليد العليا (المعطية) خير من اليد السفلى (الآخذة)، لما في العطاء من سمو النفس وكرمها.
5- قوة الاستجابة لنصح النبي ﷺ: استجاب حكيم رضي الله عنه للنصح فوراً، وعاهد النبي ﷺ، ووفى ب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٢)، ومسلم في الزّكاة (١٠٣٥) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن عروة بن الزُّبير وسعيد بن المسيب، عن حكيم بن حزام، فذكر الحديث. اللّفظ للبخاريّ. وأمّا مسلم فرواه مختصرًا.
وقوله: «فمن أخذه بسخاوة نفس» أي بانشراح من غير شره ولا إلحاح.
وفي رواية مسلم: «فمن أخذه بطيب نفس».
وقوله: «بإشراف نفس» هو أن تتطلّع النّفس إليه وتطمعها.
وقوله: «لا أرزأ» أي لا أنقصُ مالَه بالطّلب منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 301 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

  • 📜 حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب