حديث: خذه فتموله أو تصدق به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيمن أُعطى من غير مسألة ولا إشراف نفس

عن ابن عمر، قال: إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يُعْطِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه العَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ: أَعْطِه يا رَسُولَ اللهِ! أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لا فَلا تُتْبعْهُ نَفْسَكَ».
قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلا يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ.

صحيح: رواه مسلم في الزّكاة (١٠٤٥: ١١١) عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سائم، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، قال: إنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ يُعْطِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ﵁ العَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ: أَعْطِه يا رَسُولَ اللهِ! أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لا فَلا تُتْبعْهُ نَفْسَكَ».
قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلا يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في آداب التعامل مع المال والعطاء، يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن أبيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● يُعْطِي: يمنح ويعطي من مال الفيء أو الغنيمة أو الصدقات.
● العَطَاءَ: الهبة أو المال الذي يعطى دون مسألة.
● أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي: أي هناك من هو أحوج إليه مني.
● خُذْهُ: اقبله ولا ترده.
● تَمَوَّلْهُ: اجعله ملكًا لك وتصرف فيه كما تشاء.
● تَصَدَّقْ بِهِ: أعطه للفقراء والمساكين.
● غَيْرُ مُشْرِفٍ: غير طامع أو متطلع إليه بشره.
● غَيْرُ سَائِلٍ: لم تطلبْه أو تسألْه من أحد.
● فَلا تُتْبعْهُ نَفْسَكَ: لا تطلبه أو تسعى وراءه بشهوة أو طمع.


ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المال العام أو الهبات، فكان عمر يرى في نفسه أنه ليس بأحقّ به من غيره، فيقول للنبي: "أعطِه من هو أفقر مني". فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "خذه فإما أن تتملكه وتنفقه على نفسك وأهلك، أو تتصدق به على غيرك. وما أتاك من مال دون أن تطلبه أو تتشوق إليه فخذه، وما لم يأتك فلا تسعَ وراءه ولا تطلبه".
ثم يروي سالم (مولى ابن عمر) أن ابن عمر بسبب هذا الحديث كان لا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يرد ما يُعطى له.


ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- تواضع عمر رضي الله عنه وزهده: حيث كان يرى أن هناك من هو أحق بالمال منه، مما يدل على ورعه وخوفه من تحمل المسؤولية.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التوجيه: حيث أمره بأخذ العطاء ليتصرف فيه إما بالتملك أو بالصدقة، مما يدل على مراعاة التوازن بين الحقوق.
3- قبول الهبة دون سؤال: إذا أُعطي الإنسان مالاً دون أن يطلبه أو يطمع فيه، فليقبله ولا يرده، لأنه رزق ساقه الله إليه.
4- النهي عن التسول وطلب المال: لا ينبغي للمسلم أن يذل نفسه بالسؤال إلا في حال الضرورة القصوى.
5- الزهد وعدم الانشغال بالدنيا: لا ينبغي للإنسان أن يجعل همه جمع المال أو السعي وراءه بشهوة.
6- التأثر العملي بالحديث النبوي: كما فعل ابن عمر رضي الله عنهما، حيث التزم بهذا الأدب طوال حياته.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- العطاء الذي كان يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كان من أموال الفيء والغنائم التي أحلها الله لعباده.
- هذا الحديث يدخل في باب "القناعة والزهد" و"آداب السؤال والعطاء".


الخلاصة:


يحثنا هذا الحديث على:
- القناعة بما قسم الله.
- عدم طلب المال من الناس.
- قبول ما يأتي من الرزق دون سؤال.
- التصرف في المال بالوجه المشروع: إنفاقًا على النفس أو صدقة على الغير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزّكاة (١٠٤٥: ١١١) عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سائم، عن ابن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 300 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذه فتموله أو تصدق به

  • 📜 حديث: خذه فتموله أو تصدق به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خذه فتموله أو تصدق به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خذه فتموله أو تصدق به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خذه فتموله أو تصدق به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب