حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيمن أُعطى من غير مسألة ولا إشراف نفس

عن خالد بن عدي الجهنيّ، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ قال: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عز وجل إِلَيْهِ».

صحيح: رواه أحمد (١٧٩٣٦)، وأبو يعلى (٩٢٥)، والطَّبرانيّ (٤١٢٤) كلّهم من طريق عبد الله ابن يزيد المقرئ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي أيوب، حَدَّثَنِي أبو الأسود، عن بكير بن عبد الله، عن بر ابن سعيد، عن خالد بن عدي، فذكره.

عن خالد بن عدي الجهنيّ، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ قال: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ ﷿ إِلَيْهِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الشريف الذي ذكر حديث عظيم، فيه توجيه نبوي كريم في التعامل مع العطايا والهدايا، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● مَعْرُوفٌ: كل ما يعرفه الشرع والعقل حسنه، ويشمل هنا الهبة والهدية والصلة وغيرها من أنواع الإحسان.
● عَنْ أَخِيهِ: أي من أخيه في الإسلام، أو من أي إنسان يصدر منه هذا الإحسان.
● مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ: أي دون أن يطلب منه ذلك أو يتسولّه.
● وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ: أي دون أن تكون نفسه مشرقة ومتطلعّة له، أو يكون قد أظهر رغبته فيه بطريقة غير مباشرة.
● فَلْيَقْبَلْهُ: فليقبل هذا العطاء والمعروف.
● وَلَا يَرُدَّهُ: ولا يرفضه أو يرده على معطيه.
● رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ: أي أن هذا العطاء هو رزق قدّره الله وساقه إليه من طريق هذا الأخ المحسن.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يوجّه النبي ﷺ المسلمَ الذي يصل إليه معروفٌ أو هدية من أخيه، دون أن يكون قد سأله ذلك أو تطلعت نفسه إليه، أن يقبل هذا العطاء ولا يرفضه، لأنه في الحقيقة رزق قدّره الله تعالى له، وساقه إليه عن طريق هذا المحسن، فرده يعني رده لهذا الرزق الذي قُدّر له.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- الحث على قبول الهدية والمعروف: من السنة قبول الهدية والعطية، لما في ذلك من إدخال السرور على قلب المسلم وتقوية أواصر المحبة والأخوة.
2- النهي عن ردّ المعروف غير المسؤول: نهى النبي ﷺ عن رد الهبة أو المعروف إذا جاء من غير مسألة ولا إشراف نفس، لأن في رده كسراً لقلب المعطي، ورداً للرزق الذي ساقه الله.
3- الإيمان بالقدر والرزق: الحديث يؤصل لمعرفة أن الأرزاق بيد الله تعالى، وهي تأتي من أسباب قدّرها، ومنها إحسان المحسنين، فقبولها شكر لله على رزقه.
4- تجنب إيذاء المشاعر: رَدُّ الهبة قد يُفسد العلاقة ويؤذي مشاعر المعطي، وقبولها يجلب المودة ويبعد الوحشة.
5- الفرق بين هذا وبين المسألة: الحديث خاص بالمعروف الذي يأتي عفواً دون طلب، أما ما كان نتيجة مسألة أو تطلع نفس فيختلف حكمه، خاصة إذا كان خوفاً من المنّة أو عدم القدرة على المكافأة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الحديث: حديث حسن، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وهو حسن.
● من فوائد القبول: قبول الهدية يدعو إلى المودة، ويفتح باب الخير، ويشجع على التعاون والتآلف بين المسلمين.
● ما يعفى عنه: إذا كان في قبول الهدية محذور شرعي، كهدية العامل إلى من يعمل عنده، أو خوف من عدم القدرة على المكافأة، فيشرع الرد بلطف مع بيان العذر.
● الهدية من الكافر: يقاس على هذا قبول هدية الكافر إذا لم يكن فيها محذور، تأليفاً لقلبه.
أسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يرزقنا حسن التعامل مع إخواننا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٩٣٦)، وأبو يعلى (٩٢٥)، والطَّبرانيّ (٤١٢٤) كلّهم من طريق عبد الله ابن يزيد المقرئ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي أيوب، حَدَّثَنِي أبو الأسود، عن بكير بن عبد الله، عن بر ابن سعيد، عن خالد بن عدي، فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه أيضًا ابن حبَّان (٣٤٠٤)، والحاكم (٢/ ٦٢) كلاهما من هذا الوجه.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وأبو الأسود هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسديّ من رجال الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 302 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

  • 📜 حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب