حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من ابتلي بالفقر فلجأ إلى الله تعالى جعل له مخرجًا عاجلًا أو آجلًا

عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ».

حسن: رواه أبو داود (١٦٤٥)، والتِّرمذيّ (٢٣٢٧) كلاهما من حديث بشير بن سلمان، عن سيار أبي حمزة، عن طارق، عن ابن مسعود، فذكره.

عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى: إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ».
(رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● فَاقَةٌ: الحاجة والفقر، أي نقص في المال أو الطعام أو شدة تعتريه.
● أَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ: جعل حاجته وشكواه إلى الناس، وطلب العون منهم.
● لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ: لم تُرْفَع حاجته أو لم تُقْضَ.
● أَنْزَلَهَا بِاللهِ: لجأ إلى الله تعالى وحده، وتوكل عليه وسأله.
● أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى: يسر الله له الغنى سريعًا.
● مَوْتٍ عَاجِلٍ: أي الموت السريع الذي يرحمه الله به من شدة الفقر والبلاء.
● غِنًى عَاجِلٍ: الغنى السريع في الدنيا.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث موقفين للمسلم عند نزول الشدة والفقر به:
● الموقف الأول: من يعرض فاقته وحاجته على الناس، ويطلب منهم المساعدة، فإن فاقته لا تُسدّ غالبًا، بل قد تزداد ذلةً وحرجًا.
● الموقف الثاني: من يلجأ إلى الله تعالى ويُظهر فاقته وحاجته له وحده، متوكلًا عليه، راجيًا فضله، فإن الله تعالى يتكفل بإغناءه إما بسرعة بغنى في الدنيا، أو برحمته له بالموت السريع لينتقل إلى رحمة الله وجنته.


3. الدروس المستفادة:


1- التوكل على الله واللجوء إليه: يجب على المسلم أن يجعل الله ملجأه الأول عند الشدائد، ولا يعتمد على الناس في قضاء حوائجه.
2- ذمُّ التذلل للناس: طلب الحاجة من الناس قد يؤدي إلى الذل والهوان، وقد لا يُقضى الحاجة، خلافًا للجوء إلى الله الذي هو الغني الكريم.
3- اليقين برحمة الله وتفريجه للكرب: الله تعالى قريب مجيب، ومن سأله أعطاه، ومن توكل عليه كفاه.
4- الغنى الحقيقي هو غنى القلب: قد يكون الغنى بالراحة النفسية والقلبية، وليس فقط بالمال.
5- الموت راحة للمؤمن: إذا كان الفقر شديدًا، فإن الموت قد يكون فرجًا للمؤمن ورحمة من الله لينتقل إلى الدار الآخرة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدعو إلى الصبر والالتجاء إلى الله، ويذكّر بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
- ينبغي للمسلم أن يعتز بدينه ولا يذل نفسه لغير الله، فإن الله يكرم من اتكل عليه.
- من الأدعية الواردة عند الكرب: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي» (رواه أحمد).

أسأل الله أن يرزقنا القناعة والغنى في النفس، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٦٤٥)، والتِّرمذيّ (٢٣٢٧) كلاهما من حديث بشير بن سلمان، عن سيار أبي حمزة، عن طارق، عن ابن مسعود، فذكره.
واللّفظ لأبي داود، ولفظ الترمذيّ: «من نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةُ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللهِ فَيُوشِكُ اللهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ».
قال الترمذيّ: حسن صحيح غريب، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٠٨).
قال الأعظمي: هو حسن فقط، وقد اختلف في سيار هذا فجاء عند أبي داود منسوبًا إلى أبي حمزة وهو الصَّحيح، وهو الذي صحَّحه الإمام أحمد (٤٢٢٠) في روايته عن عبد الرزّاق، عن سفيان، عن بشير، وقال: «هو الصواب، سيار أبو حمزة، قال: سيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء».
ولم ينفرد سفيان بهذا الانتساب بل تبعه ابن المبارك عن بشير عند أبي داود.
وأمّا الترمذيّ والحاكم وغيرهما فلم ينسباه أصلًا.
ورواه الإمام أحمد (٣٦٩٦) عن وكيع، عن بشير، فقال: سيار أبو الحكم، ورجّح البخاريّ أن يكون سيار أبو الحكم لأنه سمع من طارق بن شهاب، ولكن قال الدَّارقطنيّ: هذا وهم منه.
وتبع البخاري في كونه سيارًا أبا الحكم: مسلمٌ، والنسائي، والدولابي، وغيرهم. ذكر كلَّ ذلك الحافظ في «تهذيب التهذيب» في ترجمة سيار أبي الحكم، وهو ثقة من رجال الجماعة.
فلو ثبت ما قاله البخاريُّ كان الحديث صحيحًا.
وأمّا سيار أبو حمزة فلم أقف على توثيق أحد له، غير أنّ ابن حبَّان ذكره في «الثّقات» (٦/ ٤٢١) فقال: من أهل الكوفة، ولم يذكر من الرواة عنه غير عبد الملك بن سعيد بن أبجر إِلَّا أنّ هذه الترجمة غير موجودة في جميع نسخ ابن حبَّان، فإن كلام المعلق بقوله: «هذه الترجمة من ظ وم» يشير إلى أنها لا توجد في النسخ الأخرى؛ ولذا اختلف الحافظ ابن حجر مع المزّيّ، فإنّه عزاه إلى ابن حبَّان. وقال الحافظ: لم أجد لأبي حمزة ذكرًا في ثقات ابن حبَّان.
وقوله: «أنزلها بالنّاس» أي عرضها عليهم لإزالة فقره.
وقوله: «بموت عاجل» أي بموت قريب، أو بموته هو فيستغني عن المال.
أو «غني عاجل» أن يسوقه الله بالأسباب الخفية وهو لا يدري مثل العطايا والجوائز وغيرها، وإليه بشير قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: ٢، ٣].
وفي رواية الترمذيّ: «أو آجل» بالهمزة - أي أنّ الله يؤخر غناه لمصلحته هو، وهو لا يدري ذلك.
وأمّا ما رُوي عن الفراسيّ أنه قال لِرَسُولِ الله ﷺ: أَسْأَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لا، وَإِنْ كُنْتَ سَائِلًا لا بُدَّ فَاسْأَلِ الصَّالِحِينَ».
رواه أبو داود (١٩٤٦)، والنسائيّ (٢٥٨٨) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث بن سعد،
عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مَخْشِيٍّ، عن ابن الفراسيّ، عن أبيه، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الإمام أحمد (١٨٩٤٥)، وفيه مسلم بن مخشي تفرّد بالرواية عنه بكر بن سوادة، ولم يوثقه أحد، ومع هذا أدخله ابنُ حبَّان في «الثّقات» على قاعدته في توثيق المجاهيل، وابن الفراسيّ لم يرو عنه غير مسلم بن مخشي فهو مجهول أيضًا.
وأمّا الفراسيّ -بكسر الفاء- فله صحبة، وهو نسبة إلى بني فراس بن مالك بن كنانة، ولا يعرف اسمه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 312 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

  • 📜 حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب