حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع القلادة فيها ذهب وخرز

عن حنش أنه قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة، فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورق وجوهر، فأردت أن أشتريها، فسألت فضالة بن عبيد، فقال: انزع ذهبها، فاجعله في كفة، واجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٩١: ٩٢) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما، أن عامر بن يحيى المعافري أخبرهم عن حنش أنه قال فذكره.

عن حنش أنه قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة، فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورق وجوهر، فأردت أن أشتريها، فسألت فضالة بن عبيد، فقال: انزع ذهبها، فاجعله في كفة، واجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:

الحديث:


عن حنش قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة، فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورق وجوهر، فأردت أن أشتريها، فسألت فضالة بن عبيد، فقال: انزع ذهبها، فاجعله في كفة، واجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل».

1. شرح المفردات:


● حنش: هو حنش الصنعاني، تابعي ثقة.
● فضالة بن عبيد: صحابي جليل، كان من أمراء الجيوش في عهد النبي ﷺ والخلفاء من بعده.
● غزوة: معركة أو سريّة في سبيل الله.
● قلادة: عقد من الجواهر أو الحلي يُلبس في العنق.
● ذهب وورق وجوهر: الذهب معروف، والورق هو الفضة، والجوهر يعني اللؤلؤ أو الأحجار الكريمة.
● مثلاً بمثل: أي قدراً بقدر، مساواة في الوزن والجنس دون زيادة أو نقصان.

2. شرح الحديث:


يحدثنا التابعي حنش عن موقف حصل معه ومع أصحابه أثناء غزوة في سبيل الله، حيث وجدوا قلادة تحتوي على ذهب وفضة وجواهر، فأراد شراءها. لكنه استفتى الصحابي الجليل فضالة بن عبيد في كيفية شرائها بطريقة شرعية.
فأمره فضالة بن عبيد أن يفصل الذهب الموجود في القلادة ويوزنه، ثم يزن ذهبه هو الذي سيدفعه ثمناً لها، بحيث يكون الوزن متساوياً (مثلاً بمثل)، دون زيادة أو نقصان. وذلك لأن بيع الذهب بالذهب يجب أن يكون يداً بيد ومتساوياً في الوزن، كما جاء في الأحاديث الصحيحة التي تحذر من الربا.
ثم استدل فضالة بن عبيد بقول النبي ﷺ: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل». وهذا تحذير من الربا في بيع الأموال الربوية كالذهب والفضة وغيرها.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم الربا في البيوع: الحديث يدل على وجوب التماثل في بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة، وأنه لا يجوز الزيادة في أحد الطرفين لأن ذلك من الربا المحرم.
● الاستفتاء والعلم: حرص حنش على سؤال العالم فيما أشكل عليه، وهذا دليل على أهمية سؤال أهل العلم في الأمور الدينية والدنيوية.
● التقوى والورع: قول النبي ﷺ: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر» يشير إلى أن تجنب الربا والحرام من علامات الإيمان الكامل والخشية من الله واليوم الآخر.
● الفصل بين أنواع الأموال: إذا كان البيع يشمل عدة أنواع (كذهب وفضة وجوهر)، فيجب فصل كل جنس وبيعه بمثله مع التماثل والتقابض إذا كان من الأموال الربوية.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "بيوع الربا" ويُستدل به على وجوب التماثل في بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة، وأنه يجب أن يكون يداً بيد (أي حالاً لا نسيئة).
- القلادة المختلطة (ذهب وفضة وجوهر) إذا بيعت ككلٍ واحد بذهب أو فضة، قد يدخل فيها الربا إذا لم يفصل بين الأنواع ويوزن كل جنس بمثله.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث ومن غيره أن الأموال الربوية ("الأثمان") يشترط في مبادلتها التماثل والتقابض في المجلس.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بالحلال والحرام، ويجنبنا الربا والمعاصي. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٩١: ٩٢) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما، أن عامر بن يحيى المعافري أخبرهم عن حنش أنه قال فذكره.
قال الترمذيّ: «والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم لم يروا أن يباع السيف محلى، أو منطقة مفضضة، أو مثل هذا بدراهم حتى يميز ويفصل. وهو قول ابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. ورخص بعض أهل العلم في ذلك من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 328 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

  • 📜 حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب