حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وضع الربا

عن عمرو بن الأحوص قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ في حجة الوداع يقول: «ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون، ولا تظلمون».

حسن: رواه أبو داود (٣٣٣٤)، والترمذي (٣٠٨٧)، وابن ماجه (١٨٥١)، وأحمد (١٥٥٠٧) كلهم من طريق شبيب بن غرقدة البارقي، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه فذكره.

عن عمرو بن الأحوص قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ في حجة الوداع يقول: «ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون، ولا تظلمون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، يُعد من جوامع كلم النبي ﷺ، وقد أعلنه في أعظم مجمع للمسلمين، وهو في حجة الوداع، مما يدل على عظم مكانته وأهمية ما تضمنه.

أولاً. شرح المفردات:


● حجة الوداع: هي الحجة التي حجها النبي ﷺ في السنة العاشرة من الهجرة، وهي آخر حجة حجها، وودع فيها الناس، hence سُميت بحجة الوداع.
● كل ربا من ربا الجاهلية: الربا لغة: الزيادة. وشرعاً: هو زيادة مخصوصة في بيع مال بمال من جنسه، أو في القرض يشترط فيها الزيادة أو المنفعة.
● ربا الجاهلية: هو الربا الذي كان معروفاً ومتعاملاً به في الجاهلية قبل الإسلام، وأشهر صوره: أن يكون للرجل على الرجل دين إلى أجل، فإذا حل الأجل قال له الدائن: إما أن تقضي، وإما أن تربي (أي تزيد في المبلغ وتؤخر السداد).
● موضوع: أي مرفوع، ملغى، باطل، غير معترف به.
● رؤوس أموالكم: أصل المال الذي تم اقتراضه أو بيعه دون الزيادة المحرمة (أي القرض الأصلي أو ثمن المبيع الأصلي).
● لا تظلمون: (في أول الجملة) أي لا تَظلِمون غيركم بأخذ الزيادة الربوية.
● ولا تظلمون: (في آخر الجملة) أي لا تُظلَمون بأن يُؤخذ منكم أكثر من رأس المال.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الخطاب الجامع، الذي ألقاه أمام عشرات الآلاف من الصحابة، أن جميع صور الربا وأشكاله التي كانت معروفة في الجاهلية، ومهما بلغت تفاصيلها وأسماؤها، هي ملغاة وباطلة من أساسها، ولا يحل للمسلمين التعامل بها.
ثم بين ﷺ الحل الشرعي العادل الذي يحفظ الحقوق ويبني المعاملات على القسط، فقال: « لكم رؤوس أموالكم ». أي أن لكم الحق في استرداد أصل المال الذي دفعتموه فقط، دون أي زيادة محرمة.
ثم أكد على تحقيق العدل من الطرفين بقوله: « لا تظلمون ولا تظلمون »:
● « لا تظلمون »: نهي للمقرض (الدائن) أن يظلم المقترض (المدين) بأن يطلب منه زيادة على رأس ماله.
● « ولا تظلمون »: تأكيد على أن المقترض (المدين) أيضاً لا يُظلم، فلا يُؤخذ منه أكثر من رأس المال الذي استلفه، فهذه حماية له من ظلم الدائنين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الربا بجميع أنواعه وصوره: وهو من الكبائر، وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بالتحذير الشديد منه، حتى عُدّ من السبع الموبقات.
2- إبطال جميع تقاليد الجاهلية وأعرافها المخالفة للشرع: فالشريعة الإسلامية جاءت لتهدم باطل الجاهلية وتُقيم مكانه الحق والعدل.
3- إقامة المعاملات المالية على أساس العدل: فالمال لا يكون كسبه حلالاً إلا إذا كان عن طريق مشروع، خالٍ من الغش والظلم والربا.
4- الحكمة من تحريم الربا: حيث يؤدي الربا إلى استغلال حاجة الناس، وتكديس الأموال في أيدي فئة قليلة، وإثارة الأحقاد والضغائن في المجتمع، وإضعاف همم الناس عن العمل والكسب الحلال.
5- عظمة الشريعة الإسلامية وعدالتها: فهي تحفظ حق الطرفين، الدائن والمدين، فلا يطغى أحدهما على الآخر.
6- التأكيد على مبدأ (الضرر يزال): فالربا ضرر عظيم على الفرد والمجتمع، فجاءت الشريعة بإزالته ورفعه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع الشهيرة، التي فيها قواعد الإسلام العظام، والتي سماها النبي ﷺ (أي الخطبة) بأنها بلاغ للناس.
- الربا نوعان معروفان:
1- ربا النسيئة: وهو الربا المتعلق بالزمن والأجل، كأن يبيع 100 جرام ذهب ب 110 جرامات مؤجلة.
2- ربا الفضل: وهو الربا في بيع المال الربوي بجنسه مع زيادة (كبيع فضة بفضة مع زيادة).
- على المسلم أن يحرص على التوبة النصوح من أي تعامل ربوي سابق، وأن يخرج من هذه المعاملة بحسب ما يوضحه له أهل العلم، وذلك بإرجاع الزيادة الربوية أو التخلص منها وإخراجها كصدقة إذا تعذر ردها لصاحبها، مع العزم على عدم العودة لمثلها.
- البديل الشرعي للربا هو التعامل بالبيع والشراء المشروع، والقرض الحسن، والمساهمة في المشاريع على أساس المشاركة في الربح والخسارة (المضاربة والمشاركة).
أسأل الله تعالى أن ي purify أموالنا، ويبعدنا عن الحرام، وأن يرزقنا الحلال الطيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٣٣٤)، والترمذي (٣٠٨٧)، وابن ماجه (١٨٥١)، وأحمد (١٥٥٠٧) كلهم من طريق شبيب بن غرقدة البارقي، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من سليمان بن عمرو بن الأحوص فقد روى عنه جمعٌ، ووثّقه ابن حبان، ولم يذكر فيه جرحٌ، وحديثه هذا له أصل ثابت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 330 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

  • 📜 حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب