حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في النهي عن بيع المزابنة والمحاقلة

عن جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، وأن تشترى النخل حتى تشقه -والإشقاه أن يحمر، أو يصفر، أو يؤكل منه شيء-. والمحاقلة أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم. والمزابنة أن يباع النخل بأوساق من التمر. والمخابرة الثلث والربع وأشباه ذلك.

صحيح: رواه مسلم (١٥٣٦: ٨٣) من طرق عن زكريا بن عدي، أخبرنا عبيد اللَّه، عن زيد بن أبي أنيسة، حدّثنا أبو الوليد المكي -وهو جالس عند عطاء بن أبي رباح- عن جابر بن عبد اللَّه فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، وأن تشترى النخل حتى تشقه -والإشقاه أن يحمر، أو يصفر، أو يؤكل منه شيء-. والمحاقلة أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم. والمزابنة أن يباع النخل بأوساق من التمر. والمخابرة الثلث والربع وأشباه ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن بعض المعاملات التي فيها غرر وجهالة، مما قد يؤدي إلى النزاع والخصام بين المسلمين، أو إلى أكل أموال الناس بالباطل.

الحديث بلفظه:


عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، وأن تشتري النخل حتى تشقه -والإشقاه أن يحمر، أو يصفر، أو يؤكل منه شيء-. والمحاقلة أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم. والمزابنة أن يباع النخل بأوساق من التمر. والمخابرة الثلث والربع وأشباه ذلك.

شرح المفردات:


1- المحاقلة: من الحقْل، وهو الزرع، والمحاقلة هي بيع الزرع الذي لم يَحْصُدْ بعد بكيل معين من الطعام.
2- المزابنة: من الزَّبْن، وهو الدفع، والمزابنة هي بيع ثمر النخل الذي لم يُجْدَ بعد بتمر معين.
3- المخابرة: من المُخابرة، وهي المعاملة على الأرض بأن يعطي صاحبها لأخرى ليزرعها على أن له جزءاً معيناً من الزرع.
4- حتى تشقه: أي حتى يبدو صلاحه ويظهر نضجه.
5- الإشقاه: هو ظهور علامات النضج في الثمر، كالحمرة أو الصفرة أو أن يؤكل منه شيء.
6- أوساق: جمع وسق، وهو مكيال معروف.

شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ثلاثة أنواع من البيوع التي فيها غرر وجهالة، ونهى عن شراء النخل قبل بدو صلاحه.
1- نهيه عن المحاقلة: وهي بيع الزرع الذي لم يحصد بعد بكيل معين من الطعام، مثل أن يقول: أبيعك هذا الحقل من القمح بعشرة أوسق من القمح. وهذا النهي لأن الزرع قد يزيد أو ينقص، فإذا باعه بكيل معين فقد يخسر أحد الطرفين، وفي ذلك غرر وجهالة.
2- نهيه عن المزابنة: وهي بيع ثمر النخل الذي لم ينضج بعد بتمر معين، مثل أن يقول: أبيعك ثمر هذه النخلة بعشرين وسقاً من التمر. وهذا أيضاً فيه غرر، لأن الثمر قد يزيد أو ينقص، وقد يتلف بعضه، فبيع المجهول بالمعلوم لا يجوز.
3- نهيه عن المخابرة: وهي أن يعطي الرجل أرضه لآخر ليزرعها على أن له جزءاً معيناً من الزرع، كالثلث أو الربع. والنهي هنا على أحد التفسيرات، وهو إذا كان الجزء مشاعاً غير معين من أرض معينة، لأنه قد يختلف المحصول. ولكن هناك روايات أخرى تجيزها إذا كانت بشروط معينة، كأن يكون جزءاً معيناً من ناتج أرض معينة.
4- نهيه عن شراء النخل حتى يشقه: أي لا يجوز بيع ثمر النخل قبل أن يبدو صلاحه، بأن يحمر أو يصفر أو يؤكل منه شيء. لأن قبل ذلك لا يُدرى هل يصلح أم لا، ففيه غرر.

الدروس المستفادة منه:


1. تحريم البيوع التي فيها غرر وجهالة، لأنها تؤدي إلى النزاع وأكل أموال الناس بالباطل.
2. وجوب العلم بالمعقود عليه في البيع، وأن يكون معلوماً للطرفين.
3. مراعاة العدل في المعاملات، وعدم استغلال جهالة الآخر.
4. أن الشريعة جاءت بسد الذرائع إلى المنهيات.
5. أهمية التوثيق والوضوح في المعاملات المالية.

معلومات إضافية:


- هذه البيوع التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم تدخل في باب "بيوع الغرر" التي نهى عنها الشارع.
- هناك استثناءات وتفصيلات في بعض هذه المسائل عند الفقهاء، فبعضهم أجاز المخابرة إذا كانت بشروط معينة.
- المقصود من النهي هو درء المفاسد و تحقيق العدل بين المتعاملين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم (١٥٣٦: ٨٣) من طرق عن زكريا بن عدي، أخبرنا عبيد اللَّه، عن زيد بن أبي أنيسة، حدّثنا أبو الوليد المكي -وهو جالس عند عطاء بن أبي رباح- عن جابر بن عبد اللَّه فذكره.
قال زيد: قلت لعطاء بن أبي رباح: أسمعت جابر بن عبد اللَّه يذكر هذا عن رسول اللَّه ﷺ؟ . قال: نعم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

  • 📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل قبل بدو صلاحه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب