حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في النهي عن بيع المزابنة والمحاقلة

عن رافع بن خديج قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن المحاقلة والمزابنة.

حسن: رواه أبو داود (٣٤٠٠)، وابن ماجه (٢٢٦٧)، والنسائي (٣٨٩٠) كلهم من حديث أبي الأحوص، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن رافع بن خديج فذكره.

عن رافع بن خديج قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن المحاقلة والمزابنة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ المُحَاقَلَةِ وَالمُزَابَنَةِ".
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.


1. شرح المفردات:


* نَهَى: أي حرّم وأمر بالترك.
* المُحَاقَلَة: هي أن يبيع الإنسان زرعه وهو لا يزال أخضراً (قبل أن ييبس ويشتد) بثمن معين من الحبوب (كأن يبيعه بكيل من القمح أو الشعير). سميت بذلك لأن البيع يكون على أساس "الحُقُل"، أي المساحة المحروثة، أو لأن البذر يكون قد "حَقَل" أي نبت وظهر.
* المُزَابَنَة: هي بيع ثمر النخل (الرطب الذي على الشجر) بثمن معين من التمر الجاف المُخزَّن، أو بيع العنب على الشجر بزبيب معين. سميت بذلك لأن الزبيب يسمى "الزَبِن".


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن هاتين المعاملتين (المحاقلة والمزابنة) لاشتمالهما على الغرر (المخاطرة والمجهول) والربا.
* وجه الغرر: في بيع الزرع الأخضر أو الثمر على الشجر، لا يدري البائع ولا المشتري مقدار ما سيحصُل عليه بالضبط. فقد يزيد المحصول كثيراً فيخسر البائع، أو يقِلّ كثيراً فيخسر المشتري. وهذا من القمار والجهالة المنهي عنها في البيوع.
* وجه الربا: في المزابنة خاصة، إذا كان البيع يتم بتمر مقابل تمر، أو شعير مقابل شعير (وهي أموال ربوية)، يشترط في بيعها التقابض والتساوي. أما في المزابنة، فيكون التمر على الشجر (وهو رطب) يُباع بتمر جاف، وهذا تفاضل (رطب مقابل جاف) وليس هناك تقابض في المجلس (لأن الثمرة لم تُجْذَ بعد)، فيجمع بين ربا الفضل وربا النسيئة.
لذلك جاء النهي لسدّ هذا الباب الذي يؤدي إلى النزاع والخصام والربا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم البيوع التي فيها غرر وجهالة: فالشريعة الإسلامية تحرص على أن تكون المعاملات المالية واضحة ومعلومة للطرفين، لتجنب النزاع والظلم.
2- سد الذرائع إلى المحرمات: نهى النبي ﷺ عن هذه البيوع لأنها تكون ذريعة للربا والخصومة، even if the intention of the individuals might be pure.
3- الحكمة من تشريع البيوع: الشرع لم ينه عن هذه المعاملات إلا لحكمة عظيمة، وهي حفظ أموال الناس ومنع استغلال حاجتهم أو جهلهم.
4- مراعاة مصلحة المجتمع: النظام الاقتصادي في الإسلام يهدف إلى إقامة العدل ومنع الظلم والاستغلال بين أفراد المجتمع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* من الصور المشابهة للمزابنة والتي ورد النهي عنها: المخاضرة (بيع الحب في سنبله بالحب الجاف).
* البديل الشرعي لهذه المعاملات هو أحد أمرين:
1- البيع بعد الجذاذ والحصاد: أي ينتظر حتى يصير الثمر رطباً فيباع كرطب، أو ييبس فيبيع تمراً. وينتظر حتى يصير الزرع حباً فيابساً فيبيعه.
2- المساقاة والمزارعة: وهي أن يعطي صاحب الأرض أو النخيل لشخص آخر ليعمل عليها (يسقيها ويزرعها أو يعتني بالثمر) مقابل جزء مشاع معين من الناتج (مثل النصف أو الثلث). فهذه جائزة لأنها شركة في العمل والنتيجة، وليست بيعاً لمجهول.
* هذا الحديث من الأحاديث التي عليها مدار أبواب البيوع في الفقه الإسلامي، وهو أصل من أصول تحريم بيوع الغرر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٠٠)، وابن ماجه (٢٢٦٧)، والنسائي (٣٨٩٠) كلهم من حديث أبي الأحوص، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن رافع بن خديج فذكره.
وإسناده حسن من أجل طارق بن عبد الرحمن، وهو البجلي الأحمسي الكوفي، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الصحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 338 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

  • 📜 حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب