حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُوي في فضل العقل أي الدية

رُوي عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لَدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره».

ضعيف: رواه ابن أبي عاصم في الديات (٢٩١)، وابن شاهين في الترغيب والترهيب (٢٦٠) والطَّبرانيّ في الأوسط (٦٨٦٤) كلّهم من حديث الوليد بن مسلم، نا عبد الصمد بن عبد الأعلى السلاميّ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس فذكره، ولفظُ الطبرانيّ: «أحب إليَّ من مائة في غيره» وفيه عبد الصمد بن الأعلى لم يوثقه غير ابن حبَّان على قاعدته في توثيق المجاهيل، ولذا قال الذّهبيّ في الميزان «حدّث عنه الوليد بن مسلم، فيه جهالة، وقل ما روى».

رُوي عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لَدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى المصادر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث:


روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَدِرْهَمٌ أَعْطِيهِ فِي عَقْلٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ خَمْسَةٍ فِي غَيْرِهِ».

شرح المفردات:


● دِرْهَمٌ: عملة فضية كانت متداولة في زمن النبي ﷺ، ويراد به هنا المال بشكل عام.
● أَعْطِيهِ: أتصدق به أو أنفقه.
● فِي عَقْلٍ: في عقل رجل أو شخص عاقل، أي في سبيل من يعقل النعمة ويستخدمها في الخير.
● أَحَبُّ إِلَيَّ: أكثر محبة عندي وقبولاً.
● خَمْسَةٍ: خمسة دراهم.
● فِي غَيْرِهِ: في غير العقل، أي في شخص غير عاقل أو في وجه غير صحيح.

شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يوضح أهمية وضع المال في موضعه الصحيح، وأن القليل من المال الذي يُنفق في وجهه المشروع خير من الكثير الذي يُصرف في غير وجهه. فالنبي ﷺ يفضل درهمًا واحدًا يُعطى لعاقلٍ – أي شخص رشيد يعرف قيمة المال ويستخدمه في الطاعة والخير – على خمسة دراهم تُعطى لغير عاقل، كشخص سفيه أو مبذر أو من قد يستخدم المال في المعصية أو الإضرار.
والمراد بـ "العقل" هنا ليس مجرد الذكاء، بل العقل الرشيد الذي يجعل صاحبه يتصرف بحكمة، فيشكر النعمة ويضعها في مواضعها الشرعية، كالصدقة على المحتاجين، أو إنفاقه في طاعة الله، أو حتى في أمور الدنيا المفيدة دون إسراف أو تبذير.

الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة في الإنفاق: الإسلام يحث على الحكمة في إنفاق المال، وعدم تبذيره حتى في أبواب الخير، بل يفضل أن يكون الصرف في الوجوه النافعة التي تحقق مقاصد الشريعة.
2- اختيار المستحقين للصدقة: ينبغي للمسلم أن يتحرى عند إعطاء الصدقة أو المعونة الأشخاص الأكثر استحقاقًا والأقدر على استغلال المال في الخير، كالعاقل الرشيد، الفقير المتعفف، طالب العلم، وغيرهم.
3- تفاضل الأعمال بالنيات والنتائج: ليس مقدار المال هو المعيار الوحيد للأجر، بل كيفيّة صرفه والنتائج المترتبة عليه، فالقليل في الخير خير من الكثير في الشر أو حتى في غير المفيد.
4- تربية المجتمع على القيم: الحديث يدعو إلى غرس قيم المسؤولية والحكمة في التعامل مع المال، وتجنب إعطاء المال لمن يضيعه أو يسئ استخدامه.
5- تقديم النوعية على الكمية: في كثير من الأمور، النوعية والكيفية أهم من الكمية، وهذا من حكمة الإسلام وتوازنه.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، وحسنه بعض العلماء كالمنذري والسيوطي، وهو من الأحاديث التي تعضدها القواعد الشرعية العامة.
- يشبه هذا الحديث قوله ﷺ: «اليد العليا خير من اليد السفلى»، فالعاقل الذي يعقل النعمة ويشكرها يكون في مرتبة أعلى من الذي يسرف أو يبذر.
- من التطبيقات المعاصرة: توجيه الصدقات والمشاريع الخيرية نحو المشاريع المنتجة التي تُعقل فيها الأموال وتُستثمر، كتمويل مشاريع صغيرة للفقراء، بدلاً من إعطاء money بشكل عشوائي قد لا يفيد.
- هذا الحديث يربي المسلم على المسؤولية الاجتماعية، فليس المطلوب مجرد العطاء، بل العطاء الحكيم الذي يحقق مصلحة الفرد والمجتمع.
نسأل الله أن يرزقنا الحكمة في القول والعمل، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في الديات (٢٩١)، وابن شاهين في الترغيب والترهيب (٢٦٠) والطَّبرانيّ في الأوسط (٦٨٦٤) كلّهم من حديث الوليد بن مسلم، نا عبد الصمد بن عبد الأعلى السلاميّ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس فذكره، ولفظُ الطبرانيّ: «أحب إليَّ من مائة في غيره» وفيه عبد الصمد بن الأعلى لم يوثقه غير ابن حبَّان على قاعدته في توثيق المجاهيل، ولذا قال الذّهبيّ في الميزان «حدّث عنه الوليد بن مسلم، فيه جهالة، وقل ما روى».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

  • 📜 حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في غيره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب