قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

عن عائشة قالت: كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده، فأمر النبي ﷺ أن تُقطع يدها.
فأتى أهلها أسامة بن زيد فكلموه. فكلم رسول الله ﷺ فيها، ثم ذكر نحو حديث الليث ويونس.

صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٠: ١٦٨٨) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكر -أيها السائل الكريم- رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو حديث صحيح ثابت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● مخزومية: من بني مخزوم، وهي قبيلة عريقة من قريش.
● تستعير المتاع: تطلب استعارة الأمانات والحاجات من الناس.
● وتجحده: تنكر العارية وتدعي أنها لم تستعرها، أي تسرقها بالجحود والإنكار.
● أمر النبي ﷺ أن تُقطع يدها: حكم عليها النبي ﷺ بقطع اليد لحد السرقة.
● أسامة بن زيد: هو حب رسول الله ﷺ وابن حبه، وكان مقرباً منه.

ثانياً. شرح الحديث:

تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن امرأة من بني مخزوم -وهي قبيلة شريفة في قريش- كانت تستعير حاجات الناس ثم تنكر استعارتها فتستولي عليها، وهذا يعتبر سرقة لأنها أخذت المال خفية بإنكارها وجحودها. فلما ثبت ذلك عليها، أمر النبي ﷺ بقطع يدها تطبيقاً لحد الله في السرقة.
ولما سمع أهلها بالأمر، لجأوا إلى أسامة بن زيد رضي الله عنه ليشفع لها عند رسول الله ﷺ بسبب مكانته عنده. فكلم أسامةُ النبيَّ ﷺ فيها طالباً العفو عنها. فغضب النبي ﷺ من هذه الشفاعة في حد من حدود الله، وقال كلمته المشهورة: "أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!" ثم قام فخطب الناس قائلاً: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا".

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- وجوب إقامة حدود الله دون محاباة: فالحدود تُطبق على الشريف والوضيع، ولا فرق بين غني وفقير، أو شريف ووضيع في تطبيق شرع الله.
2- تحريم الشفاعة في الحدود: لا يجوز لأحد أن يشفع في إسقاط حد من حدود الله إذا ثبت واستوفى شروط إقامته.
3- العدل المطلق في الإسلام: الإسلام يساوي بين الناس جميعاً في الحقوق والواجبات، ويطبق القانون على الجميع دون تمييز.
4- خطورة الجحود والإنكار للأمانات: فإنه من صور الخيانة والسرقة التي تستوجب العقاب.
5- الحكمة من إقامة الحدود: وهي حفظ الأموال والأعراض والحقوق، وزجر الناس عن ارتكاب الجرائم.

رابعاً. فوائد إضافية:

- الحديث يدل على عظم مكانة أسامة بن زيد عند النبي ﷺ حتى إن أهل المرأة لجأوا إليه للشفاعة.
- بيان حكمة النبي ﷺ في التعليم بالموقف، حيث استغل الحادثة ليعلم الناس مساواة الشرع للجميع.
- إثبات أن الحدود رحمة من الله لصيانة المجتمع، وليست قسوة كما يظن بعض الجاهلين.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحدود (١٠: ١٦٨٨) من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: فذكرته. هكذا جاء في رواية معمر أنها تستعير وتجحد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

📜 حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية