حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في المرأة ترث من دية زوجها

عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول: الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئًا، حتى قال له الضحاك بن سفيان: كتب إلي رسول اللَّه ﷺ أن أورّث امرأة أشيم الضِّبابي من دية زوجها.

صحيح: رواه أبو داود (٢٩٢٧)، والترمذي (٢١١٠)، وابن ماجه (٢٦٤٢)، وأحمد (١٥٧٤٥) كلهم من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال فذكره.

عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول: الدية للعاقلة، ولا ترث المرأة من دية زوجها شيئًا، حتى قال له الضحاك بن سفيان: كتب إلي رسول اللَّه ﷺ أن أورّث امرأة أشيم الضِّبابي من دية زوجها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهمه وعلمه.
هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يتناول مسألة فقهية دقيقة، وهي مسألة توارث المرأة من دية زوجها. ودعنا نشرح هذا الحديث شرحاً وافياً على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الدية: المال الواجب بسبب الجناية على النفس أو ما دونها.
● للعاقلة: هم عصبة الرجل (أقاربه من الذكور) الذين يتحملون الدية في الجنايات الخطأ.
● أشيم الضبابي: هو رجل من بني ضبة، قُتل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
● كتب إلي: أي كتب إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة.


ثانياً. شرح الحديث:


كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى أن الدية للعاقلة (أي لعصبة القتيل الذكور) وأن الزوجة لا ترث من دية زوجها؛ لأن الدية في الأصل بدل عن النفس، وهي تُدفع للعصبة كبديل عن القصاص، فليست مالاً موروثاً كسائر الأموال.
لكن جاء الضحاك بن سفيان الكلابي (وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عاملاً له على بعض البلدان) وأخبر عمر بأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه رسالة يأمره فيها أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.
فقد قُتل زوجها (أشيم) وكانت القضية معروفة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بأن تُعطى الزوجة نصيبها من الدية كما لو كانت ميراثاً عادياً.


ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الاجتهاد والرجوع إلى الحق:
- عمر رضي الله عنه كان مجتهداً، ولم يكن يعلم بهذا النص، فلما بلغه أمر النبي صلى الله عليه وسلم تراجع عن رأيه وقبل به. وهذا من أدب الصحابة وحسن اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
2- أن الدية قد تكون موروثة:
- الحديث يدل على أن الدية تُقسم among الورثة كالميراث، خلافاً لرأي عمر الأول. وهذا مذهب جمهور العلماء (الشافعية والحنابلة وغيرهم).
3- فضل الصحابة وعلمهم:
- الضحاك بن سفيان رضي الله عنه حفظ هذا الحديث ونقله لعمر، مما يدل على حرص الصحابة على تبليغ العلم.
4- العدل والرحمة بالمرأة:
- النبي صلى الله عليه وسلم راعى حق المرأة في المال، وأمر بإعطائها نصيبها من دية زوجها، مما يدل على عدالة الشريعة ورحمتها.


رابعاً. الخلاف الفقهي والراجح:


- ذهب الحنفية إلى أن الدية للعاقلة فقط ولا تورث.
- وذهب الجمهور (الشافعية والحنابلة والمالكية) إلى أن الدية تُقسم among الورثة كالميراث.
- والراجح هو قول الجمهور؛ لحديث الضحاك بن سفيان هذا، ولأن الدية مال بدل عن النفس، فيجب أن يكون للورثة حق فيها.


ختاماً:


فهذا الحديث من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام وعدالته، وحفظه لحقوق المرأة، كما يظهر فيه تواضع الصحابة وحرصهم على اتباع النص مهما بلغت مكانتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٩٢٧)، والترمذي (٢١١٠)، وابن ماجه (٢٦٤٢)، وأحمد (١٥٧٤٥) كلهم من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال فذكره.
وأهل العلم مختلفون في سماع سعيد بن المسيب من عمر، والصحيح أنه سمع منه.
و«أشيم» بفتح الهمزة وسكون الشين. والضِّبابي - بكسر الضاد منسوب إلى محلة بالكوفة يقال لها: قلعة الضباب.
والضحاك بن سفيان هو الكلابي أبو سعيد صحب النبي ﷺ، وعقد له لواء، وكان على صدقات قومه.
وقال ابن سعد: كان ينزل نجدا في موالي ضرية، وكان واليا على من أسلم هناك من قومه. وقد جاء في بعض الروايات أنه الضحاك بن قيس الفهري. هكذا وقع في رواية الطبراني في المعجم الكبير (١/ ٢٨٢) عن المغيرة بن شعبة أن أسعد بن زرارة قال لعمر بن الخطاب: إن النبي ﷺ كتب إلى الضحاك بن قيس أن يُوَرث امرأة أشْيم الضبابي من دية زوجها.
قال الحافظ الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٣٠): «ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: فيه أمران مخالفان للواقع.
الأول: قوله: الضحاك بن قيس، وهو ليس بصحيح، فإن أكثر ما قيل فيه أن سنه عند وفاة النبي ﷺ كان ثماني سنوات. قال الطبري: «مات النبي ﷺ، وهو غلام يافع».
ويبدو أن الحافظ الهيثمي تنبه له، فقال في «المجمع»: «الضحاك بن سفيان».
والأمر الثاني: قوله: أسعد بن زرارة. فيه خطأ جسيم، فإن أسعد بن زرارة مات في حياة النبي ﷺ، وهو يبني المسجد.
قال البغوي: «بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأول ميت صلى عليه النبي ﷺ. فلعله تصحف كما قال الحافظ في ترجمته في الإصابة (١/ ٣٥) من»سعد بن زرارة«إلى»أسعد بن زرارة«، أو أنه أسعد بن زرارة آخر». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

  • 📜 حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تكتب إلي رسول الله أن أورث امرأة من دية زوجها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب