حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب طلاق السنة

عن نافع، إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله ﷺ. فسأل عمر بن الخطاب رسول الله ﷺ عن ذلك. فقال رسول الله ﷺ: «مره فليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلّق قبل أن يمسّ، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء».

متفق عليه: رواه مالك في الطلاق (٥٣) عن نافع، به.

عن نافع، إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله ﷺ. فسأل عمر بن الخطاب رسول الله ﷺ عن ذلك. فقال رسول الله ﷺ: «مره فليراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلّق قبل أن يمسّ، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبين حكمة التشريع الإسلامي في مسألة الطلاق، وتحافظ على كيان الأسرة من التهور والاندفاع.

أولاً. شرح المفردات:


● طلق امرأته: أي أصدر عليها صيغة الطلاق.
● وهي حائض: في حالة الحيض، وهي فترة نزول دم الدورة الشهرية.
● مره فليراجعها: اطلب منه أن يعود ويُراجعها، أي يردها إلى عصمته (زوجيته).
● حتى تطهر: حتى ينقطع دم الحيض وتغتسل.
● ثم تحيض ثم تطهر: حتى تمر بها دورة شهرية كاملة (حيض ثم طهر).
● قبل أن يمس: قبل أن يجامعها.
● فتلك العدة: فهذا الوقت الصحيح للطلاق.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي لنا هذا الحديث قصة واقعية وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وفي لحظة غضب أو تهور، طلق زوجته وهي في حالة حيض.
فعلم والده، الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بالأمر، فانطلق يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم هذا الطلاق، لأنه يعلم أن للشرع رأياً في مثل هذه الحالة.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحلٍّ عادل وحكيم، يتمثل في:
1- إبطال هذا الطلاق الحاصل في الحيض، لأنه طلاقٌ وقع في وقت غير مشروع، فيُعتبر طلاقاً بدعياً.
2- أمره أن يراجعها، أي يعيدها إلى عصمته وزوجيته، فلا يترتب على كلمته في تلك اللحظة أي أثر.
3- أن ينتظر بها حتى تمر بدورة شهرية كاملة (تطهر من هذه الحيضة، ثم تحيض حيضة أخرى ثم تطهر منها).
4- فإذا انتهت من الطهر الثاني، أصبح أمامه خياران:
* فإن شاء أمسكها بعد ذلك، واستمرت الحياة الزوجية.
* وإن شاء طلقها في حالة طهر، قبل أن يجامعها. وهذا هو الوقت الشرعي الصحيح للطلاق.
فالهدف هو أن يكون الطلاق في وقت هدوء وصفاء ذهن، لا في وقت غضب أو حيض قد يكون فيه اضطراب نفسي أو جسدي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة التشريع الإسلامي: يهدف الشرع إلى الحفاظ على الأسرة وعدم تفكيكها بسبب لحظة غضب عابرة، فجعل الطلاق البدعي (في حيض أو في طهر جامع فيه زوجته) غير نافذ.
2- التثبت وطلب العلم: فعل سيدنا عمر رضي الله عنه هو القدوة في أنه لا بد من الرجوع إلى أهل العلم والشريعة في المسائل الشرعية المعقدة، وعدم الاكتفاء بالرأي الشخصي.
3- العدل مع المرأة: هذا التشريع يحمي المرأة من أن تُطلق بشكل اعتباطي في أي وقت، مما يسبب لها ضرراً نفسياً ومادياً.
4- التأني وعدم التسرع: النهي عن الطلاق في حال الغضب أو الحيض يعلمنا to avoid making permanent decisions in times of emotional turmoil.
5- بيان العدة الشرعية: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الطلاق الشرعي يكون بعد هذه العدة (مرور حيضة وطهر)، وهي العدة التي أمر الله بها.

رابعاً. معلومات إضافية مهمة:


- هذا الطلاق يسمى "الطلاق البدعي" لأنه خالف السنة والهدي النبوي في كيفية الطلاق.
- جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) على أن هذا الطلاق يقع ويحتسب من طلاق المرأة، ولكن صاحبه آثم لفعلته لمخالفته أمر الشرع. وهذا قول قوي.
- ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يقع ولا يحتسب لأنه وقع على غير الوجه المشروع. والراجح هو القول الأول.
- الحديث دليل على وجوب العدة على المرأة المطلقة، وأن الطلاق السني هو الذي يقع في طهر لم يجامعها فيه.
نسأل الله أن يوفقنا لفهم سنن نبيه والعمل بها، وأن يحفظ على المسلمين أسرهم وأعراضهم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطلاق (٥٣) عن نافع، به.
ورواه البخاري في الطلاق (٥٢٥١)، ومسلم في الطلاق (١: ١٤١٧) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
ورواه مسلم أيضًا من طريق الليث بن سعد، عن نافع، عن عبد الله أنه طلق امرأة له وهي حائض تطليقة واحدة، فأمره رسول الله ﷺ أن يراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض عنده حيضة أخرى. ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها، فإن أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر من قبل أن يجامعها، فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء.
وكذلك رواه مسلم أيضًا من طريق عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: طلقت امرأتي على عهد رسول الله ﷺ وهي حائض، فذكر ذلك عمر لرسول الله ﷺ فقال: «مُرْهُ فليراجعها، ثم لدعها حتى تطهر، ثم تحيض حيضة أخرى، فإذا طهرت فليطلقها قبل أن يجامعها، أو يمسكها، فإنها العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء».
وكذلك رواه أيوب، عن نافع، أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض، فسأل عمر النبي ﷺ فأمره أن يراجعها، ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخرى، ثم يمهلها حتى تطهرَ، ثم يطلقها قبل أن يمسها. فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء. رواه مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

  • 📜 حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب