حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله تعالى: ﴿لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا﴾ [النساء: ١٩]

عن ابن عباس قال في هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا﴾ [النساء: ١٩] كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحقّ بامرأته. إن شاء بعضهم تزوّجها، وإن شاؤوا زوّجوها، وإن شاؤوا لم يُزوّجوها، فهم أحق بها من أهلها. فنزلت هذه الآية بذلك.

صحيح: رواه البخاري في الإكراه (٦٩٤٨)، عن حسين بن منصور، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الشيباني سليمان بن فيروز، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال في هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا﴾ [النساء: ١٩] كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحقّ بامرأته. إن شاء بعضهم تزوّجها، وإن شاؤوا زوّجوها، وإن شاؤوا لم يُزوّجوها، فهم أحق بها من أهلها. فنزلت هذه الآية بذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19] قال: "كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجُوهَا، وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ".


1. شرح المفردات:


● تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا: أن تأخذوها ميراثًا كما يُورث المال، رغمن عن إرادتها وبغير اختيارها.
● أَوْلِيَاؤُهُ: أقاربه من العصبة (كالأخ، الابن، العم، etc.).
● أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ: كانوا يعتقدون أن لهم الحق في التصرف فيها كالمملوك.
● كَرهًا: بالإكراه والقهر، ضد الاختيار والرضا.


2. شرح الحديث:


كانت هذه عادة جاهلية سيئة في الجاهلية، حيث كان الرجل إذا مات، يُورث زوجته كما يُورث متاعه وماله. فكان أولياؤه (ورثته من الرجال) يأتون إلى امرأته فيقول أحدهم: "أنا أحق بها من أهلها، إن شئت تزوجتها بغير مهر (لأنها أصبحت ميراثًا له)، أو أزوجها لمن أريد وأأخذ مهرها، أو أمنعها من الزواج تمامًا وأحتبسها ضدي وإلى الأبد".
فجاء الإسلام وأبطل هذه العادة الجاهلية القاسية، التي كانت تهدر كرامة المرأة وتجعلها كسلعة يتوارثها الرجال. فنزلت الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} لتحرم هذا الفعل وتحفظ للمرأة حقها في الاختيار والحرية والكرامة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إبطال عادات الجاهلية: الإسلام جاء ليحطم الأوثان والعادات السيئة، ومنها ظلم المرأة وإهانتها.
2- كرامة المرأة: المرأة في الإسلام ليست متاعًا يُورث، بل هي إنسانة كريمة لها حقوق وعليها واجبات.
3- الزواج يقوم على الرضا: لا يصح زواج بدون رضا المرأة، فلا يجوز إجبارها على الزواج أو منعها منه ظلمًا.
4- تحريم الظلم: النهي عن أي تصرف فيه إكراه أو ظلم للنساء، وهو من صميم العدل الذي جاء به الإسلام.
5- أن التشريع الإسلامي جاء مصلحًا: كلما نزل تشريع كان لإصلاح واقع فاسد، كما في هذه الآية التي أصلحت وضعًا اجتماعيًا ظالمًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه الآية جزء من سياق آيات سورة النساء التي تنظّم حقوق النساء وتصونها.
- جاء بعدها قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} تأكيدًا على معاملة النساء بالحسنى والعدل.
- هذا من دلائل سبق الإسلام في إقرار حقوق المرأة واحترام إرادتها، منذ أكثر من 1400 عام.
- يُستفاد منه أن فهم الآيات يكون أحيانًا بمعرفة سبب النزول، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الإكراه (٦٩٤٨)، عن حسين بن منصور، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الشيباني سليمان بن فيروز، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال الشيباني: «وحدثني عطاء أبو الحسن السوائي، ولا أظنه إلا ذكره عن ابن عباس فذكره».
ورواه أبو داود (٢٠٨٩) من حديث أسباط مثله، ورواه أيضا عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، حدثني علي بن حسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ﴿لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ [النساء: ١٩] وذلك أن الرجل كان يرث امرأة ذي قرابته، فيعضلها حتى تموت، أو ترد إليه صداقها، فأحكم الله عن ذلك ونهي عن ذلك.
وإسناده حسن من أجل علي بن حسين بن واقد، وأبيه حسين بن واقد فهما «صدوقان». ويزيد
النحوي هو: ابن أبي سعيد المروزي.
وقوله: «فأحكم الله عن ذلك» معناه: منع.
قال جرير بن الخطفي: أبني حنيفة أُحكِموا سُفهاءَهم إني أخاف عليكم أن أَغْضبا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

  • 📜 حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب