حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدة المطلقات في صورها المختلفة

عن ابن عباس في قوله: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦] وقال: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ [النحل: ١٠١] الآية وقال: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: ٣٩] فأول ما نسخ من القرآن القبلة، وقال: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة: ٢٢٨] وقال: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ﴾ [الطلاق: ٤] فنسخ من ذلك فقال تعالي: ﴿ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا﴾ [الأحزاب: ٤٩].

حسن: رواه النسائي (٣٤٩٩) واللفظ له، وأبو داود (٢٢٨٢) كلاهما من حديث علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس في قوله: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦] وقال: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ [النحل: ١٠١] الآية وقال: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: ٣٩] فأول ما نسخ من القرآن القبلة، وقال: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة: ٢٢٨] وقال: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ﴾ [الطلاق: ٤] فنسخ من ذلك فقال تعالي: ﴿ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا﴾ [الأحزاب: ٤٩].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحاً لهذا الأثر الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والذي يوضح مسألة مهمة من مسائل علوم القرآن، وهي مسألة النسخ.

أولاً. شرح المفردات:


● نَنْسَخْ: النَّسْخ في اللغة: الإزالة والإبطال. وفي الاصطلاح الشرعي: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
● نُنْسِهَا: من الإنساء، أي نؤخرها ونتركها أو نمحوها من الصدور.
● نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا: أي نأت بحكم جديد هو أخف على العباد أو أنفع لهم، أو أكثر ثواباً.
● يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ: المحو هنا يشمل محو الأحكام أو تغييرها.
● وَيُثْبِتُ: أي يبقي ما يشاء من الأحكام دون تغيير.
● أُمُّ الْكِتَابِ: اللوح المحفوظ، وهو الأصل الثابت الذي لا يتغير.

ثانياً. شرح الأثر ومضمونه:


يستدل ابن عباس رضي الله عنهما بآيات من القرآن الكريم ليشرح مفهوم النسخ، ويضرب أمثلة عملية عليه.
1- الاستدلال بالآيات على مشروعية النسخ: يبدأ ابن عباس بقوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106]. وهذه الآية أصل في بيان أن الله تعالى له الحق المطلق في أن ينسخ ما يشاء من أحكام، ويأتي بما هو أنفع للعباد وأقرب إلى مصلحتهم، مما يدل على حكمة التشريع ومرونته.
2- حكمة النسخ: ثم يستشهد بقوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} [النحل: 101]. وهذا تأكيد على أن التبديل والنسخ إنما هو بعلم الله تعالى الذي يعلم ما يصلح عباده في كل وقت.
3- الإيمان بقضاء الله وقدره في التشريع: ثم يذكر قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]. فهذه الآية تعم جميع أنواع المحو والإثبات،包括 التشريعي، وأن الأصل الثابت عند الله في اللوح المحفوظ هو الحكمة والمصلحة.
4- أمثلة عملية على النسخ:
● أول ما نُسخ: نسخ القبلة: كان المسلمون في أول الإسلام يصلون نحو بيت المقدس، ثم نسخ الله ذلك وأمرهم بالتوجه towards الكعبة في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144]. وهذا من النسخ.
● نسخ في أحكام العدة: يضرب ابن عباس مثالاً آخر بالعدة:
● الحكم الأول: قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]. وهذا الحكم عام لجميع المطلقات.
● الحكم الثاني: قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} [الطلاق: 4]. وهذا خاص باللاتي انقطع حيضهن.
● الحكم الناسخ: ثم جاء النسخ في حالة خاصة، وهي إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يمسها (أي قبل الدخول بها)، فلا عدة عليها أصلاً، كما في قوله تعالى: {ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب: 49]. فنسخ هذا الحكم الخاص حكم العدة في هذه الحالة بالذات.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- إثبات صفة النسخ: وهو من دلائل كمال الله تعالى في حكمته وتشريعه، حيث يشرع لعبده ما يناسب أحوالهم المتغيرة.
2- النسخ رحمة وتيسير: فالله تعالى ينسخ الحكم إلى ما هو أخف أو أنفع أو أكثر ملاءمة للعباد، كما في نسخ العدة في حالة عدم المسيس.
3- التسليم لحكمة الله: يجب على المسلم التسليم لأحكام الله تعالى، واليقين بأن كل ما جاء في الشرع هو محض الحكمة والمصلحة، سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها.
4- فهم التدرج في التشريع: كان النسخ أسلوباً من أساليب التربية النبوية والتدرج في تشريع الأحكام، مما يسهل على الناس تقبلها وتطبيقها.

رابعاً. معلومات إضافية:


● النسخ لا يعني التناقض: بل هو تغيير الحكم لظرف طارئ أو لمصلحة راجحة.
● شروط النسخ: أن يكون الحكم الناسخ متأخراً عن المنسوخ، وأن يكون بينهما تعارض لا يمكن الجمع بينهما.
● أنواع النسخ: منها نسخ القرآن بالقرآن (كالمثال المذكور)، ونسخ السنة بالقرآن، ونسخ السنة بالسنة.
وص
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٤٩٩) واللفظ له، وأبو داود (٢٢٨٢) كلاهما من حديث علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وأعله المنذري بقوله: «في إسناده علي بن الحسين بن واقد وهو ضعيف».
قال الأعظمي: علي بن الحسين ليس بضعيف، ولكنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
وروي مثل هذا عن قتادة أيضا كما ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن (ص ٢٠٦) ولكنه قال: «إن القول الصحيح المعتمد عليه أن هذه الآية محكمة، لأن أولها عام في المطلقات. وما ورد في الحامل، والآيسة، والصغيرة، فهو مخصوص من جملة العموم، وليس على سبيل النسخ» انتهى قوله.
قال الأعظمي: تخصيص العموم هو نوع من النسخ عند بعض الفقهاء فلا مشاحة في الاصطلاح وفي الباب ما روي عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية أنها طُلِّقتْ على عهد رسول الله ﷺ ولم يكن للمطلقة عدة، فأنزل الله عز وجل حين طُلِّقتْ أسماء بالعدة للطلاق، فكانت أول من أنزلت فيها العدة للمطلقات.
رواه أبو داود (٢٢٨١) ومن طريقه البيهقي (٧/ ٤١٤) عن سليمان بن عبد الحميد البهراني، حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني عمرو بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد فذكرته.
وأعله المنذري بقوله: «في إسناده إسماعيل بن عياش، وقد تكلم فيه غير واحد».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن التحرير فيه أن روايته عن الشاميين مستقيمة وهذا منها.
ولكن فيه مهاجر وهو ابن أبي مسلم الشافعي الأنصاري مولى أسماء بنت يزيد روي عنه جمعٌ، ولم يوثّقه أحدٌ غير ابن حبان ولذا قال الحافظ في التقريب «مقبول» أي عند المتابعة وإلا فليّن الحديث.
وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن ساقه من تفسير ابن أبي حاتم: «حديث غريب من هذا الوجه».
أي ضعيف من هذا الوجه، وأنه لم يجد له وجها آخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

  • 📜 حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب