حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمرك بيدك

روي عن حماد بن زيد أنه قال لأيوب: هل علمت أن أحدا قال في «أمرك بيدك»: إنها ثلاث إلا الحسن؟ فقال: لا، إلا الحسن. ثم قال: اللهم غفرًا إلا ما حدثني قتادة، عن كثير مولى بني سمرة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ثلاث» قال أيوب: فلقيت كثيرًا مولى بني سمرة، فسألته فلم يعرفه، فرجعت إلى قتادة فأخبرته فقال: نسيَ.

ضعيف: رواه الترمذي (١١٧٨) واللفظ له، وأبو داود (٢٢٠٤) والنسائي (٣٤١٠) كلهم من حديث سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد فذكره نحوه.

روي عن حماد بن زيد أنه قال لأيوب: هل علمت أن أحدا قال في «أمرك بيدك»: إنها ثلاث إلا الحسن؟ فقال: لا، إلا الحسن. ثم قال: اللهم غفرًا إلا ما حدثني قتادة، عن كثير مولى بني سمرة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ثلاث» قال أيوب: فلقيت كثيرًا مولى بني سمرة، فسألته فلم يعرفه، فرجعت إلى قتادة فأخبرته فقال: نسيَ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الأثر المروي عن الإمامين الجليلين أيوب السختياني وحماد بن زيد - وهما من أئمة الحديث الثقات - يحتاج إلى شرح مفردات وفهم سياقه، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا:

أولاً. شرح المفردات:


● "أمرك بيدك": يقصد بها الطلاق، أي أن الزوج يملك تطليق زوجته بمحض إرادته.
● "ثلاث": أي أن الطلاق ثلاثًا بكلمة واحدة يقع ثلاثًا ولا يحسب طلقة واحدة.
● "غفرًا": كلمة استغفار وتعفُّف، كأن يقول القائل: "أستغفر الله" أو "عفواً" عندما يتراجع عن شيء.
● "نسيَ": أي أن الراوي نسِي الحديث أو أخطأ في روايته.

ثانيًا. شرح الحديث وسياقه:


هذا الأثر ليس حديثًا نبويًا مباشرًا، بل هو حوار بين أئمة الحديث حول مسألة فقهية، وهي: إذا قال الرجل لزوجته: "أنت طالق ثلاثًا" في جملة واحدة، فهل يقع الطلاق ثلاثًا أم طلقة واحدة؟
● حماد بن زيد سأل أيوب السختياني: هل تعلم أن أحدًا من العلماء قال إن "أمرك بيدك" (أي الطلاق الثلاث بكلمة واحدة) يقع ثلاثًا إلا الحسن البصري؟
- فأجابه أيوب: لا، إلا الحسن البصري (أي أن الحسن البصري كان يرى أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع ثلاثًا، وخالفه أكثر العلماء).
- ثم تراجع أيوب وقال: إلا أنني سمعت من قتادة (وهو قتادة بن دعامة، ثقة كبير) أنه روى عن كثير مولى بني سمرة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: "ثلاث" (أي أن الطلاق الثلاث يقع ثلاثًا). وهذا يعني أن هناك حديثًا نبويًا يؤيد رأي الحسن البصري.
- ثم تحرَّى أيوب في صحة هذا الحديث، فذهب وسأل كثير مولى بني سمرة (وهو الراوي المباشر) عن هذا الحديث، فأنكر كثيرٌ معرفته به (أي لا يعرفه أو لم يروه).
- فرجع أيوب إلى قتادة وأخبره أن كثيرًا لا يعرف هذا الحديث، فقال قتادة: "نسيَ" (أي أن كثيرًا نسي الحديث أو أخطأ في نسيانه).

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحري الأئمة في صحة الأحاديث: هذا الموقف يظهر كيف كان أئمة الحديث يتثبتون في الروايات، ولا يقبلونها حتى يتأكدوا من صحتها، حتى لو كان الراوي ثقة مثل قتادة.
2- الإنصاف في الرواية: أيوب السختياني لم يقبل الرواية حتى سأل الراوي المباشر (كثيرًا)، وهذا من دقة العلماء في نقل العلم.
3- الاختلاف الفقهي مسألة طبيعية: مسألة وقوع الطلاق الثلاث بكلمة واحدة فيها خلاف بين العلماء، والحسن البصري كان يرى أنها تقع ثلاثًا، بينما جمهور العلماء يرون أنها تقع طلقة واحدة.
4- الحديث ضعيف: هذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ لأن كثيرًا مولى بني سمرة أنكره، وقول قتادة "نسي" لا يقوِّيه، بل يضعفه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الأثر رواه الإمام مسلم في "التمييز" (ص 75) والإمام الدارقطني في "سننه" (4/29) وغيرهما.
- الجمهور (أبو حنيفة ومالك والشافعي) يرون أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة فقط، وهو رأي ابن عباس وابن مسعود وغيرهم.
- الحسن البصري وابن تيمية وابن القيم يرون أنه يقع ثلاثًا، لكنهم يشترطون أن يكون القصد التكثير.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١١٧٨) واللفظ له، وأبو داود (٢٢٠٤) والنسائي (٣٤١٠) كلهم من حديث سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد فذكره نحوه. قال النسائي: «هذا حديث منكر».
وقال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، وسألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: حدثنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد بهذا. وإنما هو عن أبي هريرة موقوفا. ولم يعرف محمد حديث أبي هريرة مرفوعا.
وقال: وقد اختلف أهل العلم في: أمرك بيدك». فقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، منهم: عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود: هي واحدة. وهو قول غير واحد من أهل العلم من التابعين ومن بعدهم.
وقال عثمان بن عفان، وزيد بن ثابت: القضاء ما قضت.
وقال ابن عمر: إذا جعل أمرها بيدها، وطلقت نفسها ثلاثا، وأنكر الزوج وقال: لم أجعل أمرها بيدها إلا في واحدة. استحلف الزوج. وكان القول قوله مع يمينه. وذهب سفيان وأهل الكوفة إلى قول عمر وعبد الله. وأما مالك بن أنس فقال: «القضاء ما قضت وهو قول أحمد.
وأما إسحاق فذهب إلى قول ابن عمر». انتهى قوله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

  • 📜 حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب