حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تحل المبتوتة حتى تنكح زوجًا غيره

عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه، أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب على عهد رسول الله ﷺ فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فاعترض عنها، فلم يستطع أن يُصيبها، فطلقها ولم يمسها. فأراد رفاعة أن ينكحها، وهو زوجها الذي كان طلقها قبل عبد الرحمن، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ فنهاه عن تزويجها فقال: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة».

حسن: رواه ابن الجارود في المنقي (٦٨٢) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني مالك بن أنس، عن المسور بن رفاعة القرظي، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه فذكره.

عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه، أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب على عهد رسول الله ﷺ فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فاعترض عنها، فلم يستطع أن يُصيبها، فطلقها ولم يمسها. فأراد رفاعة أن ينكحها، وهو زوجها الذي كان طلقها قبل عبد الرحمن، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ فنهاه عن تزويجها فقال: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه، أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب على عهد رسول الله ﷺ فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فاعترض عنها، فلم يستطع أن يُصيبها، فطلقها ولم يمسها. فأراد رفاعة أن ينكحها، وهو زوجها الذي كان طلقها قبل عبد الرحمن، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ فنهاه عن تزويجها فقال: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة».


1. شرح المفردات:


● اعترض عنها: أي عجز عن جماعها بسبب عائقٍ ما.
● لم يستطع أن يُصيبها: أي لم يقدر على الوطء (الجماع).
● لم يمسها: لم يجامعها.
● تذوق العسيلة: تذوق العسل، وهو كناية عن الجماع. والعسيلة هي العسل، واستعير هنا للدلالة على حلاوة الجماع ووقوعه.


2. شرح الحديث:


قصة الحديث أن رجلاً اسمه رفاعة بن سموأل طلق زوجته تميمة بنت وهب طلاقاً بائناً (أي انتهت به العدة وصارت أجنبية عنه). ثم تزوجها رجل آخر هو عبد الرحمن بن الزبير، لكنه عجز عن جماعها بسبب عائقٍ ما (ربما مرض أو عنة)، فطلقها قبل أن يمسها (أي قبل الدخول بها).
بعد ذلك، أراد الزوج الأول (رفاعة) أن يعيد الزواج بها من جديد، فسأل النبي ﷺ عن حكم ذلك، فنهاه النبي ﷺ عن ذلك وقال: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»، أي لا تحل لك حتى يجامعها زوج آخر غيرك جماعاً حقيقياً.


3. الدروس المستفادة:


1- بيان حكم الزوج المطلق إذا أراد الرجوع بعد زواجها من آخر لم يدخل بها:
- إذا طلق الرجل امرأته طلاقاً بائناً، ثم تزوجت زوجاً آخر لكنه لم يدخل بها وطلقها، فإنها لا تحل للزوج الأول حتى يتحقق شرط "التحليل" الشرعي، وهو أن يجامعها الزوج الثاني جماعاً كاملاً.
2- شرط التحليل في الإسلام:
- الحديث يدل على أن مجرد العقد لا يكفي لتحليل المرأة لزوجها الأول، بل لابد من حصول جماع حقيقي من الزوج الثاني، وهذا من حكمة الشريعة في قطع طمع الأول في العودة بسهولة بعد الطلاق، وصوناً لكرامة المرأة.
3- تحريم التحليل المحرم:
- بعض الناس يتلاعبون بهذا الحكم فيزوجون المرأة لشخص بقصد التحليل فقط دون رغبة في استمرار الزواج، وهذا حرام بإجماع العلماء، وهو من الكبائر، لأنه استهانة بأحكام الله. والحديث هنا يبين أن التحليل لا يكون بمجرد العقد، بل لابد من جماع حقيقي.
4- عناية الشريعة بالمرأة وصونها:
- الشريعة تحرص على أن لا تكون المرأة لعبة بيد الرجال، فاشتراط الدخول بالزوج الثاني يقطع الطريق على التلاعب بالطلاق والرجعة.
5- أن العجز عن الجماع لا يمنع وقوع الطلاق:
- الزوج الثاني عجز عن الجماع، ومع ذلك وقع الطلاق، لأن العقد صحيح، والطلاق واقع.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب "المحلل" وتحريم اللعب بأحكام النكاح والطلاق.
- رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حسن.
- الفقهاء استدلوا به على أن المرأة إذا تزوجت زوجاً ثانياً ولم يدخل بها ثم طلقها، فإنها لا تحل للأول حتى يجامعها الزوج الثاني.
- المقصود بـ "تذوق العسيلة" هو الجماع الكامل، وليس مجرد العقد أو الخلوة.


الخلاصة:


الحديث يبين حكمة الشريعة في اشتراط الدخول بالزوج الثاني لتحليل المرأة لزوجها الأول، وذلك سداً لذريعة التلاعب بالطلاق، وصوناً لكرامة المرأة وحقوقها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن الجارود في المنقي (٦٨٢) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم قال: أخبرني مالك بن أنس، عن المسور بن رفاعة القرظي، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه فذكره. وهذا إسناده حسن.
ورواه مالك في النكاح (١٨) ولم يذكر فيه «عن أبيه» وذلك من رواية يحيى عنه. فصار مرسلًا. والذين وصلوه بذكر «أبيه» ابن وهب كما رأيت وكذلك إبراهيم بن طهمان، وأبو علي الحنفي - ثلاثتهم عن مالك، فقالوا فيه: الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه.
وإسناده حسن من أجل الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير فإنه حسن الحديث. وهو من شيوخ مالك من أهل المدينة.
والزبير بن عبد الرحمن بن الزَبير - بفتح الزاي على الصحيح - وهو من بني قريظة من أهل المدينة وهم زَبيريون وقد قيل: بضم الزُّبير الأول، وفتح الزبير الآخر وهو الجد والأول أصح.
ورفاعة بن سموأل. وقيل: رفاعة بن رفاعة القرظي من بني قريظة، وهو خال صفية بنت حيي بن أخطب أم المؤمنين، فإن أمه برة بنت سموأل.
وبعد جمع هذه الروايات يخلص منها ما يأتي:
١ - إن المرأة لم تُمَكِّنه من الجماع أو عُرض له عارض من المرض وغيره.
٢ - إن الرجل لم يكن بعنين، إذ لو ثبت عنّتُه عند النبي ﷺ لما أمرها بتذويق العسيلة كل منهما للآخر.
٣ - وقول المرأة كما في الصحيحين - البخاري (٥٢٦٥) ومسلم (١١٤: ١٤٣٣) ولم يقربني إلا هنة واحدة«كما في لفظ البخاري، ولم يذكره مسلم. وفي رواية عند أحمد (٢٥٩٢٠)»إلا هبة
واحدة» والهبة هي هبات الفحل، وسفاده ومعناه أنه أتاها وقعة واحدة كما فسّره الخطابي في غريب الحديث (١/ ٥٤٦).
وظاهر المرفوع يعارض هذا، لأن النبي ﷺ قال: «حتى تذوقي عسيلته، وتذوق عسيلتك» فإن الرجل لو تمكّنَ من الوطء ولو مرة واحدة لما أمرها النبي ﷺ بهذا الأمر. بل أجاز طلاقها.
فالمعنى الصحيح والله تعالى أعلم أن هذه الهبة الواحدة لم يحصل منها العسيلة المعروفة التي تكفي الطلاق، والرجوع إلى الزوج الأول، فكأن الرجل حاول الجماع، ولكن حصل له فتور مؤقت، فأمرها النبي ﷺ بالصبر حتى يذوق عسيلتها، وتذوق عسيلته.
ونُفيَ عنه العنّةُ. لوجود بيّنة بقوله: «هذا الذي تزعمين ما تزعمين، فوالله لهم أشبه به من الغراب بالغراب».
٤ - والعسيِلة: تصغير العسل والمراد منه حلاوة الجماع، فلعل الرجل كان أُنزل قبل تمام الإيلاج، فلم يذقْ عسيلة صاحبته، كما لم تذق عسيلة صاحبها.
٥ - والعمل على هذا الحديث عند عامة أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، بأن وطء الزوج الثاني لا يكون محللًا لارتجاع الزوج الأول للمرأة إلا إذا كان حال وطئه منتشرًا، فلو لم يكن كذلك، أو كان عنِّينا، أو طفلا لم يكن في أصح قولي أهل العلم.
٦ - وقوله: «حتى تذوقي عسيلته ...» كناية عن الجماع، وهو تغييب حشفة الرجل في فرج المرأة. سواء أنزل أو لم ينزل. فإن التذوق يحصل بمجرد الإدخال، وإن كان كماله لا يكون إلا بالإنزال.
٧ - وقوله: هدبة الثوب: هو طرف الثوب وهو كناية عن أن ذكر الرجل يشبه الهدبة في الاسترخاء، وعدم الانتشار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

  • 📜 حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب