حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في طلاق المُكْرَه
حسن: له طرق منها ما رواه أبو داود (٢١٩٣) وابن ماجه (٢٠٤٦) والدارقطني (٤/ ٣٦) والحاكم (٢/ ١٩٨) والبيهقي (٧/ ٣٥٧) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني ثور بن يزيد الكلاعي - وكان ثقة - عن محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي قال: حججتُ مع عدي بن عدي الكندي، فبعثني إلى صفية بنت شيبة بن عثمان صاحب الكعبة أسألها عن أشياء سمعتْها من عائشة عن رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة تقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق».
1. شرح المفردات:
● لا طلاق: نفي للطلاق، أي أن الطلاق لا يقع.
● ولا عتاق: نفي للعتق، أي أن عتق الرقيق لا يصح.
● في إغلاق: الإغلاق لغة: الإكراه والحبس والاضطرار. والمقصود به هنا: حالة الغضب الشديد الذي يغلق على صاحبه عقله، فيفقد وعيه وتمييزه.
2. شرح الحديث:
معنى الحديث أن الطلاق والعتاق لا يقعان إذا صدرا من شخص في حالة "إغلاق"، وهي حالة الغضب الشديد الذي يبلغ درجة يفقد معها الإنسان وعيه وسيطرته على كلامه، بحيث لا يدري ما يقول.
والإغلاق هنا يشبه الإكراه، فكما أن المكره لا يؤاخذ بكلامه، فكذلك المغلق عليه بعقله بسبب شدة الغضب لا يقع طلاقه ولا عتاقه؛ لأنه غير مكلف في تلك الحالة، لعدم وجود القصد والاختيار.
3. الدروس المستفادة منه:
● رفع الحرج عن الأمة: من رحمة الله تعالى أن رفع الإثم وعدم ترتب الأحكام على من تكلم في حال فقدان العقل والوعي.
● اشتراط العقل والاختيار في التصرفات: لا تصح التصرفات الشرعية إلا من عاقل مختار، فإذا زال العقل أو الاختيار لم تصح تلك التصرفات.
● الحث على ضبط النفس عند الغضب: الحديث يحث المسلم على كظم الغيظ وضبط النفس عند الغضب، لأن الغضب الشديد قد يؤدي إلى أفعال وأقوال يندم عليها الإنسان.
● الفرق بين الغضب المعتاد والإغلاق: ليس كل غضب يعد إغلاقًا، بل المقصود هو الغضب الشديد جدًا الذي يزيل العقل والتمييز.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه، وحسنه بعض العلماء، وضعفه آخرون، ولكن معناه صحيح ومقبول لدى الفقهاء.
- اتفق الفقهاء على أن الطلاق لا يقع من المكره، وكذلك من المجنون، ومن في حكمهما كمن كان في حالة غضب شديد يزيل عقله.
- من الأمثلة على "الإغلاق": أن يغضب الإنسان غضبًا شديدًا فيصرخ ويضرب من حوله، ولا يدري ما يقول، فإذا قال: "أنت طالق" في هذه الحالة، فلا يقع الطلاق.
- يستحب للغاضب أن يتوضأ، أو يغير مكانه، أو يستعيذ بالله من الشيطان، ليذهب غضبه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعيننا على ضبط أنفسنا عند الغضب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده ضعيف من أجل محمد بن عبيد بن أبي صالح المكي.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتج به مسلم. وقال أبو حاتم: ضعيف.
وبه أعله المنذري في مختصر أبي داود، والحافظ ابن حجر في التلخيص (٣/ ٢١٠).
ومنها ما قاله الحاكم: وقد تابع أبو صفوان الأموي محمد بن إسحاق على روايته عن ثور بن
يزيد فأسقط من الإسناد محمد بن عبيد».
ثم رواه من طريق نعيم بن حماد، ثنا أبو صفوان.
قال الأعظمي: إذًا رجع الإسناد إلى محمد بن عبيد.
قال الذهبي في التلخيص: «نعيم صاحب مناكير».
قال الأعظمي: ومحمد بن إسحاق مدلس، ولكنه صرّح في بعض طرقه، وكما توبع أيضًا.
ومنها: ما رواه عطان بن خالد قال: حدثني محمد بن عبيد، عن عطاء، عن عائشة ذكره ابن أبي حاتم في «العلل» (١/ ٤٣٠) وقال: قلت لأبي: أيهما الصحيح؟ فقال: «حديث صفية أشبه».
ومنها: ما رواه الدارقطني (٤/ ٣٦) والبيهقي من طريق قرعة بن سويد، عن زكريا بن إسحاق، ومحمد بن عثمان جميعا عن صفية بنت شيبة، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا طلاق ولا عتاق في إغلاق» وقزعة بن سويد ضعيف كما في التقريب.
وبمجموع هذه الطرق يكون الحديث حسنًا، لأن من الحسن ما روي من غير وجه ليس فيه متهم.
وقوله: إغلاق«فسروه بالإكراه، لأن المكره يغلق عليه أمره، وتصرفه، وقيل: كأن يغلق عليه الباب ويحبس، ويضيق عليه حتى يطلق. وقيل: الإغلاق هنا: الغضب، وقيل: معناه: النهي عن إيقاع الطلاق الثلاثة كله في دفعة واحدة حتى لا يبقى منه شيء، ولكنه ليطلق للسنة كما أمر. ذكره المنذري في مختصر أبي داود.
وقال الخطابي: «معنى «الإغلاق» الإكراه. وكان عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس، ﵃ لا يرون طلاق المكره طلاقا. وهو قول شريح، وعطاء، وجابر بن زيد، والحسن، وعمر بن عبد العزيز، والقاسم، وسالم. وإليه ذهب مالك بن أنس، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.
وكان الشعبي، والنخعي، والزهري، وقتادة، يرون طلاق المكره جائزا. وإليه ذهب أصحاب الرأي. وقالوا في بيع المكره: إنه غير جائز. انتهين ا
وأما تفسيره بالغضب فقيل: لو كان كذلك لم يقع على أحد طلاق، لأن أحدا لا يطلق حتى يغضب. فالصحيح هو الإكراه والتضييق، وبه فسره أيضًا أبو عبيد، وابن قتيبة، وابن السيد وغيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 53 حديثاً له شرح
- 1 ليس منا من خبب امرأة على زوجها
- 2 ليس منا من حلف بالأمانة
- 3 طلِّقها أطع أباك
- 4 الوالد أوسط أبواب الجنة
- 5 ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق
- 6 إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه
- 7 مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر
- 8 مره فليراجعها حتى تحيض حيضة أخرى مستقبلة
- 9 مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق...
- 10 مره فليراجعها فإذا طهرت فليطلقها لطهرها
- 11 طلاق المرأة وهي حائض وكيفية الرجعة.
- 12 طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها
- 13 طلاق السنة تطليقة وهي طاهر في غير جماع
- 14 لا طلاق إلا فيما تملك ولا عتق إلا فيما تملك
- 15 ما لم يتكلموا أو يعملوا
- 16 لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
- 17 رفع القلم عن ثلاثة: النائم والمجنون والصغير
- 18 ثلاث جدّهن جد وهزلهن جد
- 19 طلاق بغير شهود ورجوع بغير شهود
- 20 طلاق الثلاث واحدة في عهد رسول الله وأبي بكر
- 21 طلاق الثلاث في مجلس واحد يعد طلقة واحدة
- 22 اخترنا الله ورسوله فلم يعد ذلك علينا شيئا
- 23 أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة لسؤال النفقة
- 24 اعتزل امرأتك ولا تقربها
- 25 أعوذ بالله منك فقال لقد عذت بعظيم
- 26 امرأة قالت لرسول الله: أعوذ بالله منك
- 27 ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة
- 28 إذا حرم امرأته ليس بشيء
- 29 لا تحل للأول حتى يذوق عسيلتها كما ذاق الأول
- 30 أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا حتى تذوقي عسيلته
- 31 امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ
- 32 «لا تحل لك حتى تذوق العسيلة»
- 33 «ليس لك أن ترجعي حتى يذوق عسيلتك رجل غيره»
- 34 حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه
- 35 رد ابنته على أبي العاص بن الربيع بعد سنتين
- 36 رد المرأة إلى زوجها الأول بعد إسلامها
- 37 اجلس ناحية، واجلسي ناحية، وادعواها
- 38 من يُحَاقُّني في ولدي هذا أبوك وهذه أمك
- 39 أنت أحق به ما لم تنكحي
- 40 قال لزيد: أنت أخونا ومولانا
- 41 الجارية عند خالتها فإن الخالة والدة
- 42 سبب نزول: لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
- 43 تحريم عضل المرأة بعد انقضاء العدة
- 44 ما نسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو...
- 45 الطلاق لمن أخذ بالساق
- 46 طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان
- 47 المُحِلّ والمُحَلَّل له
- 48 المُحِلّ والمُحَلَّل له لعنة الله
- 49 المحلل لعن الله المحلل والمحلل له
- 50 لا تحل المطلقة ثلاثًا إلا بنكاح رغبة.
معلومات عن حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
📜 حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








