حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تحل المبتوتة حتى تنكح زوجًا غيره

عن ابن عمر سئل رسول الله ﷺ عن رجل طلّق امرأته البتة، - يعني ثلاثا، فتزوجتْ رجلًا، فطلقها قبل أن يدخل بها، أترجع إلى الأول؟ فقال: «لا حتى يذوق من عُسيلتها ما ذاق صاحبه».

صحيح: رواه أبو يعلى (٤٠٦٦) عن عبد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن زكريا، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر مثله.

عن ابن عمر سئل رسول الله ﷺ عن رجل طلّق امرأته البتة، - يعني ثلاثا، فتزوجتْ رجلًا، فطلقها قبل أن يدخل بها، أترجع إلى الأول؟ فقال: «لا حتى يذوق من عُسيلتها ما ذاق صاحبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن أحكام الطلاق والعدة، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● طلّق امرأته البتة: أي طلّقها الطلاق البائن الذي يقطع العلاقة الزوجية، وهو الطلاق الثلاث.
● فتزوجت رجلاً آخر: أي عقدت زواجاً على رجل آخر بعد انتهاء عدتها من الطلاق الأول.
● فطلقها قبل أن يدخل بها: أي طلّقها الزوج الثاني قبل أن يجامعها.
● أترجع إلى الأول؟: أي هل يحل للأول أن يعيدها إلى عصمته بعقد جديد؟
● «لا حتى يذوق من عُسيلتها ما ذاق صاحبه»: أي لا تحل للأول حتى يجامعها الزوج الثاني جماعاً حقيقياً.

ثانياً. شرح الحديث:


يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكماً عظيماً من أحكام الطلاق، وهو أن المرأة إذا طُلقت من زوجها الطلاق الثالث (البائن بينونة كبرى)، ثم تزوجت برجل آخر، ثم طلقها هذا الزوج الثاني قبل أن يدخل بها (أي قبل الجماع)، فإنها لا تحل للزوج الأول لمجرد هذا العقد والطلاق.
بل يشترط لتحليلها للأول أن يدخل بها الزوج الثاني دخولاً حقيقياً (أي يجامعها)، فإذا طلقها بعد ذلك، وانقضت عدتها، حلت للأول.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إبطال نكاح التحليل: وهو أن يتزوج رجل امرأة مطلقة ثلاثاً بقصد أن يطلقها فتحل لزوجها الأول، وهذا محرم بإجماع العلماء، وهو من كبائر الذنوب. والحديث يبطل هذه الحيلة؛ لأنه اشترط الدخول الحقيقي لا مجرد العقد.
2- حكمة التشريع الإلهي: في اشتراط الدخول بالزوج الثاني؛ ليكون الزواج جاداً وحقيقياً، لا مجرد وسيلة للتحايل على أحكام الله.
3- التأكيد على حرمة الطلاق الثالث: وأنه لا يحل العودة بعده إلا بعد زواج صحيح من رجل آخر ودخول حقيقي.
4- التحذير من الاستهانة بأحكام الله: والتحايل عليها، فإن الله لا يخدع.

رابعاً. فتوى متعلقة بالحديث:


- إذا تزوجت المطلقة ثلاثاً برجل آخر بنية التحليل (أي بقصد أن يطلقها لترجع للأول)، فإن هذا الزواج باطل بإجماع العلماء، وهو منكر عظيم.
- إذا تزوجها رجل آخر بنية صحيحة، ثم حصل بينهما خلاف فطلقها قبل الدخول، فإنها لا تحل للأول.
- لا تحل للأول إلا إذا تم الزواج الثاني زواجاً صحيحاً، ودخل بها الزوج الثاني دخولاً حقيقياً، ثم طلقها أو مات عنها، وانقضت عدتها.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٤٠٦٦) عن عبد الله بن عمر، حدثنا يحيى بن زكريا، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر مثله.
أي مثل حديث عائشة لأنه ذكر حديث عائشة قبله.
وإسناده صحيح. وعبد الله بن عمر، وهو ابن أبان المعروف بِمُشكدانة، المحدث من شيوخ عبد الله بن أحمد. أثنى عليه أبو بكر بن أبي شيبة ووثّقه أحمد، توفي عام ٢٣٩ هـ انظر «العقيلي» (٨٤٥) وأورده الهيثمي في المجمع (٤/ ٣٤٠) وقال: «رواه الطبراني، وأبو يعلى إلا أنه قال: بمثل حديث عائشة، وهو نحو هذا. ورجال أبي يعلى رجال الصحيح».
ولحديث عبد الله بن عمر أسانيد أخرى منها:
رواه النسائي (٣٤١٤) وابن ماجه (١٩٣٣) وأحمد (٥٥٧١) والبيهقي (٧/ ٣٧٥) كلهم من حديث محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، قال: سمعت سالم بن رزين، يحدث عن سالم بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل سالم بن رزين، قال البخاري: «لا تقوم الحجة بسالم بن رزين ولا برزين، لأنه لا يدري سماعه من سالم، ولا من عبد الله بن عمر». التاريخ الكبير (٤/ ١٣).
وهو يشير إلى ما رواه النسائي (٣٤١٥) وغيره عن وكيع، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن رزين بن سليمان الأحمري، عن ابن عمر فذكره.
قال النسائي: «هذا أولى بالصواب». ورزين بن سليمان هو سالم بن رزين وقد وقع الخلاف في اسمه فقيل كذا، وقيل: سليمان بن رزين.
وقد رُوي من أوجه أخرى عن ابن عمر مرفوعًا إلا أن البخاري رجّح الموقوف على ابن عمر. انظر التاريخ الكبير (٤/ ١٣).
قال البيهقي (٧/ ٣٧٥): «بلغني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه وهَّنَ حديث شعبة وسفيان جميعا».
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ سئل عن رجل كانت تحته امرأة، فطلقها ثلاثا، فتزوجت بعده رجلًا، فطلّقها قبل أن يدخل بها، أتحل لزوجها الأول؟ قال: فقال
رسول الله ﷺ: «لا، حتى يكون الأخر قد ذاق من عسيلتها وذاقت من عسيلته».
رواه أحمد (١٤٠٢٤) والبزار - كشف الأستار - (١٥٠٥) وأبو يعلى (٤١٩٩) والبيهقي (٧/ ٣٧٥ - ٣٧٦) كلهم من طرق عن محمد بن دينار العبدي، حدثني يحيى بن يزيد، عن أنس بن مالك فذكره.
ومحمد بن دينار العبدي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف. وهنا خالف شعبة الذي رواه عن يحيى بن يزيد موقوفا عن أنس بن مالك، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٤/ ٢٧٥) عن غندر، عن شعبة به وهذا أصح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

  • 📜 حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حتى يذوق من عسيلتها ما ذاق صاحبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب