حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب طلاق الأمة وعدتها

رُوي عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «طلاق الأمة تطليقتان، وقُرْؤُها حيضتان» إلا أنه ضعيف.

ضعيف: رواه أبو داود (٢١٨٩) والترمذي (١١٨٢) وابن ماجه (٢٠٨٠) والدارقطني (٢/ ٣٩) والحاكم (٢/ ٢٠٥).

رُوي عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «طلاق الأمة تطليقتان، وقُرْؤُها حيضتان» إلا أنه ضعيف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي ذكر -أخي السائل- قد رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يتعلق ببعض أحكام الإماء (الرقيق) في الطلاق والحيض. وسأشرحه لك شرحاً وافياً إن شاء الله وفق الخطوات المطلوبة.

أولاً. شرح المفردات:


● طلاق الأمة: طلاق المرأة المملوكة (الرقيقة).
● تطليقتان: أي أن طلاقها يقع بلفظ الطلاق مرتين، بخلاف الحرة التي يقع طلاقها بثلاث تطليقات.
● قُرْؤُها: القُرء في اللغة يطلق على الحيض وعلى الطهر، والمراد هنا الحيض.
● حيضتان: أي أن عدتها تنقضي بحيضتين فقط، بخلاف الحرة التي عدتها ثلاثة قروء.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث: أن الأمة (المملوكة) إذا طُلقت، فإن طلاقها يقع بتطليقتين فقط، فإذا طلقها زوجها تطليقتين فقد بانت منه، ولا تحل له إلا بعقد جديد. وأما عدتها فتنقضي بمرور حيضتين فقط، بخلاف الحرة التي عدتها ثلاثة قروء.
وهذا الحكم من خصائص الإماء في بعض أحكام الطلاق والعدة، وذلك تخفيفاً عنها لما في الرق من مشقة.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- مراعاة حال المكلَّف: الشرع الحكيم يراعي أحوال الناس، فخفف عن الإماء في بعض الأحكام نظراً لظروف الرق التي يعشن فيها.
2- العدل والرحمة في التشريع: الإسلام شرع أحكاماً تتناسب مع طاقة الإنسان، فلا يكلفه ما لا يطيق.
3- الفروق بين الأحكام: هناك فروق بين أحكام الحرائر والإماء في بعض المسائل، مما يدل على دقة الشريعة ومراعاتها للفروق الواقعية.

رابعاً. معلومات إضافية:


● حكم الحديث: كما ذكرت في السؤال، فإن هذا الحديث ضعيف، وقد ضعفه عدد من أهل العلم، منهم الإمام البيهقي والإمام ابن حزم وغيرهم.
● المذهب الفقهي: مع ضعف الحديث، فإن جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) قد ذهبوا إلى أن عدة الأمة حيضتان، وأن طلاقها تطليقتان، واستدلوا بأدلة أخرى من القرآن والسنة، منها قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق: 4]، بجانب بعض الآثار عن الصحابة.
● الخلاف: خالف الحنابلة في هذه المسألة، فذهبوا إلى أن عدة الأمة ثلاثة قروء كالحرة، لضعف الحديث الوارد في ذلك.

تنبيه مهم:


بما أن الحديث ضعيف، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا مع بيان ضعفه، كما فعلت في سؤالك -وفقك الله-، وهذا من الأمانة في نقل العلم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢١٨٩) والترمذي (١١٨٢) وابن ماجه (٢٠٨٠) والدارقطني (٢/ ٣٩) والحاكم (٢/ ٢٠٥). كلهم من حديث أبي عاصم قال: حدثنا ابن جريج، عن مظاهر بن أسلم، عن القاسم، عن عائشة فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل مظاهر بن أسلم، فإنه ضعيف باتفاق أهل العلم.
ولذا قال الترمذي: «حديث عائشة حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث مظاهر بن أسلم. ومظاهر لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث».
وقال أبو داود: «هو حديث مجهول». وذكر البخاري في «التاريخ الأوسط» (٢٠٣٨) أن أبا عاصم يُضعف مظاهرًا.
وأما الحاكم فقال: «مظاهر بن أسلم شيخ من أهل البصرة، لم يذكره أحد من متقدمي مشايخنا بجرح، فإذا الحديث صحيح».
وقول الحاكم عجيب، فقد سبق القول فيه عن يحيى بن معين فقال: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: «منكر الحديث». وقال أبو داود: «مجهول، وحديث في طلاق الأمة منكر». وقال النسائي: «ضعيف».
وأعجب منه صنيع ابن حبان فإنه ذكره في الثقات (٧/ ٥٢٨) ولم يلتفت إلى كلام هؤلاء في مظاهر بن أسلم.
وجاء في التاريخ الأوسط (٨٧٤): حدثنا محمد: قال: نا يحيى بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن القاسم وسالم: عدّةُ الأمة حيضتان، وطلاقُ الحرِّ الأمةَ ثلاثٌ، وطلاقُ العبدِ الحرةّ تطليقتان.
وقال: ليس هذا في كتاب الله ولا سنة رسول الله ﷺ، ولكن عمل بها المسلمون وهذا يرد حديث مظاهر. انتهى.
ففي هذا نفي عن القاسم أن يكون ما رواه من عائشة مرفوعا إلى النبي ﷺ، وإنما الصحيح أنه موقوف على أصحاب رسول الله ﷺ، ومنهم أخذ المسلمون.
وذكر الدارقطني عن أبي عاصم قال: «ليس بالبصرة حديث أنكر من حديث مظاهر بن أسلم هذا، وعن أبي بكر النيسابوري قال: «الصحيح عن القاسم خلاف هذا».
ثم روى بإسناده عن زيد بن أسلم قال: سئل القاسم عن عدة الأمة. فقال: الناس يقولون: حيضتان، وإنا لا نعلم ذلك، أو قال: لا نجد ذلك في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله ﷺ، ولكن عمل به المسلمون» باختصار.
وهذا دليل على أن الحديث ليس للقاسم، وإنما أخطأ فيه مظاهر بن أسلم، وقد يكون قول أحد من التابعين فجعله مرفوعًا.
وقد أشار الترمذي إلى عمل المسلمين بهذا الأثر بقوله:
«والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم. وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر موقوفًا: «طلاق الأمة اثنتان وعدتها حيضتان».
رواه ابن ماجه (٢٠٧٩) والدارقطني (٤/ ٣٨) كلاهما من حديث عمر بن شيب المُسْلي، عن عبد الله بن عيسى، عن عطية، عن ابن عمر فذكره.
وأُعِلَّ بعطية: وهو ابن سعد العوفي، وهو يُضعَّف إذا انفرد، مع التدليس.
وعمر بن شبيب هو المُسْلي الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم.
قال الدارقطني: «تفرد به عمر بن شبيب مرفوعًا، وكان ضعيفًا، والصحيح عن ابن عمر ما رواه سالم ونافع عنه من قوله».
وقال: «وحديث عبد الله بن عيسى، عن عطية، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ منكر غير ثابت من وجهين: أحدهما أن عطية ضعيف، وسالم ونافع أثبت منه وأصح رواية.
والوجه الآخر: أن عمر بن شبيب ضعيف الحديث، لا يحتج بروايته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 46 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

  • 📜 حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طلاق الأمة تطليقتان وقروؤها حيضتان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب