حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تحل المبتوتة حتى تنكح زوجًا غيره

عن عكرمة أن رفاعة طلّق امرأته، فتزوّجها عبدُ الرحمن بن الزبير القرظي، قالتْ عائشة: وعليها خمارٌ أخضر، فشكتْ إليها وأرتْها خضرةً بجلدها، فلما جاء رسول الله ﷺ والنساءُ ينصرُ بعضهن بعضا -، قالت عائشة: ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات؟ لجلدُها أشد خضرةً من ثوبها، قال: وسمع أنها قد أتت رسول الله ﷺ فجاء ومعه ابنان له من غيرها، قالت: واللهِ ما لي إليه من ذنب، إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه - وأخذتْ هُدبةً من ثوبها - فقال: كذبتْ واللهِ يا رسول الله، إني
لأنفُضها نَفْضَ الأديم، ولكنها ناشز، تُريد رفاعة. فقال رسول الله ﷺ: «فإن كان ذلك لم تحلي له، أو: لم تصلحي له، حتى يذوق من عسيلتك». قال: وأبصر معه ابنين له، فقال: «بنوك هؤلاء؟» قال: نعم، قال: «هذا الذي تزعمين ما تزعمين، فواللهِ لهم أشبهُ به من الغراب بالغراب».

صحيح: رواه البخاري في اللباس (٥٨٢٥) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، أخبرنا أيوب، عن عكرمة فذكره.

عن عكرمة أن رفاعة طلّق امرأته، فتزوّجها عبدُ الرحمن بن الزبير القرظي، قالتْ عائشة: وعليها خمارٌ أخضر، فشكتْ إليها وأرتْها خضرةً بجلدها، فلما جاء رسول الله ﷺ والنساءُ ينصرُ بعضهن بعضا -، قالت عائشة: ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات؟ لجلدُها أشد خضرةً من ثوبها، قال: وسمع أنها قد أتت رسول الله ﷺ فجاء ومعه ابنان له من غيرها، قالت: واللهِ ما لي إليه من ذنب، إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه - وأخذتْ هُدبةً من ثوبها - فقال: كذبتْ واللهِ يا رسول الله، إني
لأنفُضها نَفْضَ الأديم، ولكنها ناشز، تُريد رفاعة. فقال رسول الله ﷺ: «فإن كان ذلك لم تحلي له، أو: لم تصلحي له، حتى يذوق من عسيلتك». قال: وأبصر معه ابنين له، فقال: «بنوك هؤلاء؟» قال: نعم، قال: «هذا الذي تزعمين ما تزعمين، فواللهِ لهم أشبهُ به من الغراب بالغراب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه قصة عظيمة تحتوي على أحكام فقهية مهمة تتعلق بالطلاق والرجعة والنكاح. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● نَصَرُ بعضهن بعضا: أي يتعاونن ويتساعدن في أمورهن.
● خضرة بجلدها: كدمات وخضر من أثر الضرب.
● هُدبة من ثوبها: طرف الثوب أو حاشيته.
● أنفضها نفض الأديم: الأديم هو الجلد المدبوغ، أي أضربها ضربًا شديدًا.
● ناشز: هي المرأة التي تعصي زوجها وتترفع عن طاعته.
● عسيلتك: عسيلة المرأة يعني عُسَيْلَتَها، وهو比喻 للجماع والاستمتاع، والعسيلة في الأصل هي العسل، وشبه الجماع به للذته.
● أشبه به من الغراب بالغراب: مثل يضرب للشبه التام.

ثانيًا. قصة الحديث وشرحه:


تبدأ القصة بأن رفاعة القرظي طلق زوجته (وهي تميمة بنت وهب) طلاقًا بائنًا، ثم تزوجها بعد ذلك عبد الرحمن بن الزبير.
وكانت هذه المرأة تذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تشكو لها مما تلقاه من ضرب وإيذاء من زوجها الجديد (عبد الرحمن)، حتى إن أثر الضرب كان بجلدها، وكان لون الكدمات أشد خضرة من خمارها الأخضر.
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرته عائشة بما رأت، جاء عبد الرحمن بن الزبير لينفي عن نفسه تهمة الضرب، وادعى أن سبب ضربه لها هو نشوزها وعدم طاعتها له، وأنها تريد الرجوع إلى زوجها الأول رفاعة.
فأصدر النبي صلى الله عليه وسلم حكمين عظيمين:
1- الحكم الأول: قال لها: «فإن كان ذلك لم تحلي له، أو: لم تصلحي له، حتى يذوق من عسيلتك». أي: إذا كان ضربك لها بسبب أنها تريد زوجها الأول، فليس لك أن تستمتع بها أو تستمتع بها حتى تذوق من عسيلتها (أي حتى يجامعها الزوج الجديد)؛ لأنه إذا جامعها زالت رغبتها في الأول، وصارت منقادة للثاني.
2- الحكم الثاني: عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ابني عبد الرحمن من زوجة أخرى، وشبههما به تشبيهًا بينًا (كشبه الغراب بالغراب)، أيده في دعواه وكذب المرأة في إنكارها، لأن شبه الولد لأبيه دليل على صدق أبوته.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- تحريم ظلم المرأة وإيذائها بالضرب: فإن المرأة لها حق المعاملة الحسنة، والضرب ليس هو الأصل في معاملة الزوجة، وإنما هو آخر العلاج عند النشوز والعصيان.
2- وجوب إنصاف المظلوم والوقوف معه: كما فعلت عائشة رضي الله عنها حيث ساعدت المرأة واستمعت لشكواها.
3- أن الشبه في الأولاد قد يكون حجة: كما استدل النبي صلى الله عليه وسلم بشبه الولد لأبيه على صدق دعواه.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في فض النزاعات: بحكمته وعدله بين الزوجين.
5- أن طلاق الرجعة لا يمنع الزوج من الرجعة ما دامت في العدة، أما إذا انتهت العدة فلا تحل له إلا بعقد جديد.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على مشروعية الشكوى إلى أولي الأمر ومن يثق فيهم عند الظلم.
- وفيه أن الضرب المبرح الذي يترك أثرًا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الزوجات.
- وفيه بيان ذكاء النساء وحكمتهن في التعامل مع المشكلات الأسرية.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في اللباس (٥٨٢٥) عن محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، أخبرنا أيوب، عن عكرمة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأة تشتكي خضرة بجلدها لرسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب