حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب طلاق السنة

عن ابن سيرين قال: مكثت عشرين سنة يحدثني من لا أنهم أن ابن عمر طلق امرأته ثلاثا وهي حائض. فأمر أن يراجعها. فجعلت لا أتهمهم ولا أعرف الحديث حتى لقيت أبا غلّاب يونس بن جبير الباهلي. وكان ذا ثبت فحدثني أنه سأل ابن عمر، فحدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض، فأمر أن يرجعها.
قال: قلت: أفحسبت عليه؟ قال: فمه، أو إن عجز واستحمق؟

متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٣٣٣) من طريق يزيد بن إبراهيم ومسلم في الطلاق (٧: ١٤٧١) من طريق أيوب، كلاهما عن ابن سيرين، به، واللفظ لمسلم وهو عند البخاري مختصر لم يذكر أول القصة.

عن ابن سيرين قال: مكثت عشرين سنة يحدثني من لا أنهم أن ابن عمر طلق امرأته ثلاثا وهي حائض. فأمر أن يراجعها. فجعلت لا أتهمهم ولا أعرف الحديث حتى لقيت أبا غلّاب يونس بن جبير الباهلي. وكان ذا ثبت فحدثني أنه سأل ابن عمر، فحدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض، فأمر أن يرجعها.
قال: قلت: أفحسبت عليه؟ قال: فمه، أو إن عجز واستحمق؟

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، مع بيان معانيه والدروس المستفادة منه:


1. شرح المفردات:


● مكثت عشرين سنة: بقيت مدة طويلة (عشرين سنة) أسمع هذا الحديث.
● يحدثني من لا أتهم: يروي لي الحديث أناسٌ ثقات لا أتهمهم بالكذب.
● طلق امرأته ثلاثا: طلقها ثلاث تطليقات في مرة واحدة.
● وهي حائض: في وقت حيضها.
● فأمر أن يراجعها: أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها (يعيدها إلى عصمته).
● ذا ثبت: ثقة حافظ ضابط للحديث.
● أفحسبت عليه؟: أي: هل عدت هذه الطلقة من الطلقات الثلاث؟
● فمه: كلمة زجر بمعنى "اسكت" أو "لا تسأل عن هذا".
● أو إن عجز واستحمق؟: أوَ إن كان عاجزًا أو جاهلاً (في فهم الحكم)؟


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يرويه الإمام محمد بن سيرين (رحمه الله) عن صحابي جليل هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وفيه قصة طلاق ابن عمر لزوجته في زمن الحيض، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم له بمراجعتها.
القصة كما وردت:
طلق ابن عمر رضي الله عنه زوجته ثلاث طلقات في وقت واحد وهي حائض، فبلغ الأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فأنكر عليه ذلك، وأمره أن يراجعها (أي يردها إلى عصمته) ولا تعتبر هذه الطلقة قد وقعت؛ لأن الطلاق في الحيض ليس من السنة وهو طلاق بدعي.
ولكن ابن سيرين رحمه الله كان يسمع هذا الحديث من ثقات، لكنه كان يرويه بلفظ "ثلاثًا" (أي ثلاث طلقات)، فاستغرب ذلك؛ لأنه يعلم أن الطلاق الثلاث في وقت واحد يعتبر طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه، فكيف يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بمراجعتها؟!
فلقِيَ أبا غلاب يونس بن جبير الباهلي، وهو ثقة حافظ، فأخبره أنه سأل ابن عمر مباشرة، فحدثه بأنه طلقها تطليقة واحدة فقط وهي حائض، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها.
وسأله ابن سيرين: أفحسبت عليه؟ (أي هل عدت هذه الطلقة من الطلقات؟)
فقال ابن عمر: "فمه" (اسكت)، أوَ إن كان عاجزًا أو جاهلاً؟ (يعني: كيف لا أفعل ما أمرني به النبي صلى الله عليه وسلم؟).


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحري الدقة في رواية الحديث:
كان ابن سيرين من كبار الأئمة، ومع ذلك امتنع عن رواية الحديث حتى يتأكد من لفظه، وهذا من أخلاق العلماء وأمانتهم في نقل السنة.
2- النهي عن الطلاق في الحيض:
الطلاق في زمن الحيض طلاق بدعي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ويأمر من فعله أن يراجع امرأته.
3- الطلاق الثلاث في مرة واحدة:
إذا طلق الرجل زوجته ثلاثًا في كلمة واحدة، فإنه يقع عند جمهور العلماء طلاقًا بائنًا، ولا يجوز الرجعة إلا بعقد جديد.
4- أهمية سؤال أهل العلم:
كان ابن سيرين يتحرى ويسأل حتى يصل إلى الحقيقة، وهذا دليل على أهمية التوثيق في نقل العلم.
5- احترام أمر النبي صلى الله عليه وسلم:
ردَّ ابن عمر على السؤال باستنكار، مبينًا أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن ينفَّذ دون تردد أو تساؤل عن الحكمة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على أن الطلاق البدعي (كطلاق الحائض) لا يقع، أو يقع لكن يأثم فاعله ويأمره الشرع بالرجعة.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدل على دقة المحدثين في حفظ السنة ونقلها.
- الفقهاء اختلفوا في حكم الطلاق في الحيض، ولكن الراجح أنه طلاق بدعي ولا يقع إلا إذا نوى به الطلاق الشرعي.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٣٣٣) من طريق يزيد بن إبراهيم ومسلم في الطلاق (٧: ١٤٧١) من طريق أيوب، كلاهما عن ابن سيرين، به، واللفظ لمسلم وهو عند البخاري مختصر لم يذكر أول القصة.
وذكره البخاري معلقا (٥٢٥٣) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: حسبت علي بتطليقة.
ومما سبق يظهر أنه لا خلاف بين أهل العلم أن الذي طلق امرأته في الحيض وجب عليه مراجعته، ثم الانتظار إلى الطهر الثاني، فإن شاء أمسكها، وإن شاء طلقها.
واختلفوا في تطليقها في الطهر الأول فذهب أبو حنيفة إلى جوازه، لأن التحريم كان لأجل الحيض، فإذا طهرت زال موجب التحريم، فجاز طلاقها في هذا الطهر كما يجوز في الطهر الذي بعده.
وعند الإمام أحمد رواية في جواز ذلك، وكذلك عند الشافعية وجه، ولكن الصحيح عنده المنع.
وقد ذكروا حكما كثيرة في تأخيره إلى الطهر الثاني منها أن لا تكون المراجعة لغرض الطلاق، فإذا أمسكها زمانا فقد يجامع فيه، ولا يجوز له أن يطلقها في طهر جامع فيه، فيتراجع عن إيقاع الطلاق أصلا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

  • 📜 حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طلاق المرأة الحائض تطليقة واحدة وأمره بردها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب