حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب طلاق السنة

عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر عن ذلك رسول الله ﷺ فقال: «مره فليراجعها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم يطلق بعد أو يمسك».

صحيح: رواه مسلم (٦: ١٤٧١) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، حدّثنا خالد بن مخلد، حدثني سليمان (هو ابن بلال) حدثني عبد الله بن دينار فذكره.

عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر عن ذلك رسول الله ﷺ فقال: «مره فليراجعها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم يطلق بعد أو يمسك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبنى عليها أحكام عظيمة في باب الطلاق. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● طلق امرأته: أي أصدق عليها لفظ الطلاق الذي يفسخ عقد النكاح.
● وهي حائض: أي في حالة الحيض، وهي الدماء الطبيعية التي تخرج من رحم المرأة في أوقات معينة.
● فسأل عمر: أي أن والد عبد الله بن عمر -وهو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه- سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم هذا الطلاق.
● مره فليراجعها: أي أَمْره بأن يعود إليها ويبقى في عصمته، والمراجعة هنا هي الرجوع عن الطلاق وإبقاء الزوجية.
● حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر: أي ينتظر حتى تنتهي من حيضها الحالي وتغتسل (فترة الطهر)، ثم تدخل في حيض جديد وتنتهي منه وتغتسل مرة أخرى (فترة طهر ثانية).
● ثم يطلق بعد أو يمسك: أي بعد انقضاء الطهر الثاني، يكون له الخيار: إما أن يطلقها طلاقاً شرعياً، أو يمسكها ويبقى على زوجيته لها.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي لنا هذا الحديث قصة واقعية وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق زوجته وهي في حالة حيض. وكان هذا الفعل مخالفاً لما أراده الشرع من تنظيم الطلاق.
فذهب والده عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في حكم هذا الطلاق، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر ابنه أن يراجعها (أي يعيدها إلى عصمته ويعتبر الطلاق الذي صدر منه كأن لم يكن)، ثم ينتظر بها حتى:
1- تنتهي من حيضها الحالي وتطهر (أي تغتسل).
2- ثم تدخل في حيضة جديدة كاملة وتنتهي منها وتطهر مرة أخرى.
فإذا انتهت من الطهر الثاني، أصبح لابن عمر خياران:
● أن يطلقها: فيطلقها في طهر لم يجامعها فيه، وهذا هو الطلاق السني المشروع.
● أو يمسكها: أي يتراجع عن نيته في الطلاق ويبقى معها على زوجيته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- تحريم الطلاق في الحيض: هذا الحديث أصل من أصول تحريم طلاق المرأة وهي حائض، لأنه طلاق بدعي مخالف لأمر الله ورسوله. والطلاق البدعي محرم بإجماع العلماء.
2- وجوب الرجعة لتصحيح الوضع: إذا وقع الطلاق في الحيض، فإنه لا يعتد به شرعاً ويجب على الزوج أن يراجع زوجته (أي يعيدها إلى عصمته بدون حاجة لعقد جديد) ليزيل أثر هذا الطلاق المحرم.
3- الطلاق السني هو ما كان في طهر لم يجامعها فيه: الشرع الحكيم نظم عملية الطلاق وجعلها على مراحل، وأمر أن يكون الطلاق في فترة الطهر (النقاء من الحيض) الذي لم يجامعها الزوج فيه، حتى لا تظن المرأة أن الطلاق كان بسبب كراهة أو غضب عارض، ولكي يكون القرار متخذًا في حالة هدوء وروية.
4- حكمة التشريع الإسلامي: في هذا الحديث تتجلى عظمة التشريع الإسلامي في الحفاظ على كيان الأسرة، حيث جعل الطلاق عملية مضبوطة بضوابط تمنع التسرع والندم، وتعطي فرصة للتروي والتفكير، مما يحفظ حقوق الزوجين ويصون الأسرة من التفكك.
5- التعليم بالقدوة العملية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بالنهي عن الطلاق في الحيض، بل وجه إلى العلاج العملي لتصحيح الخطأ، مما يبين أن الشريعة جاءت لتصحح الأخطاء وتهدي إلى الصواب.
6- حرص الصحابة على سؤال العلماء: في الحديث دليل على وجوب سؤال أهل العلم عند الوقوع في مشكلة، وعدم التصرف بالجهل، كما فعل عمر رضي الله عنه حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- اتفق جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة) على أن طلاق الحائض حرام ولا يقع إذا كان عن عمد وعلم بالتحريم، إلا أنهم اختلفوا في وقوعه، والراجح أنه يقع ولكن الزوج آثم بفعله، ويجب عليه الرجوع كما في الحديث.
- إذا طلق الرجل امرأته في الحيض جهلاً منه بالحكم، فإنه يُعذر ويأمر بالمراجعة كما في قصة ابن عمر.
- هذا الحديث يدل على أن الإسلام يحرص على استمرار الحياة الزوجية، ويجعل الطلاق هو الحل الأخير بعد استنفاد كل وسائل الإصلاح.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يصلح ذات بيننا، ويجمعنا على الخير والهدى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم (٦: ١٤٧١) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، حدّثنا خالد بن مخلد، حدثني سليمان (هو ابن بلال) حدثني عبد الله بن دينار فذكره.
الوجه الثاني: إنه أمر بمراجعتها. فإذا طهرت فليطلقها لطهرها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

  • 📜 حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم يطلق بعد أو يمسك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب