حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الحثّ على العمل والتكسّب
متفق عليه: رواه مالك في الصّدقة (٦٠) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلا أَعْطَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ».
أخرجه البخاري ومسلم.
شرح المفردات:
* وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: قَسَمٌ من النبي ﷺ يؤكد صدق ما يخبر به وعظمه، ومعناه: والذي هو المالك المتصرف في روحي وهو الله تعالى.
* حَبْلَهُ: الحبل الذي يُربط به الحطب بعد جمعه.
* فَيَحْتَطِبَ: يجمع الحطب (أغصان الأشجار اليابسة) ليبيعه ويأكل من ثمنه.
* عَلَى ظَهْرِهِ: يحمله على ظهره بنفسه، مما يدل على مشقة العمل.
* أَعْطَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ: أي رزقه الله مالاً واسعاً أو رزقاً وفيراً.
* فَيَسْأَلَهُ: يطلب منه العطية أو الصدقة.
* أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ: سواء أعطاه هذا الغني ما سأله أو رفض إعطاءه.
المعنى الإجمالي للحديث:
يُقسم النبي ﷺ بعزة الله وقدرته -وهو القسم الأعظم- على حقيقة عظيمة، وهي أن عمل المسلم بأي مهنة شريفة وإن كانت متعبة وحقيرة في أعين الناس، مثل أن يجمع الحطب ويحمله على ظهره ليكسب قوته، هو خير له وأفضل عند الله من أن يذهب ليسأل الناس أموالهم ويتذلل لهم. وهذا الخير ثابت سواء استجاب الغني لسؤاله وأعطاه، أو رفض وأبى عليه. فالعمل الشريف يحفظ للعبد كرامته ودينه، بخلاف السؤال الذي قد يذهب بالكرامة ويُعرّض الإنسان للذل والمهانة.
الدروس المستفادة والفَوائد:
1- الحث على الكسب الحلال والعمل الشريف: الإسلام يحث على السعي والعمل وطلب الرزق، ويجعل ذلك من القربات والعبادات إذا نوى به المسلم الكفاف عن سؤال الناس وإعفاف نفسه وأهله.
2- ذم سؤال الناس والتطلع إلى ما في أيديهم: الحديث ينهى عن التسول ومد اليد إلى الناس عندما تكون القدرة على الكسب موجودة، لأنه унижает كرامة المسلم ويعرضه لامتحان النفس بالذل أو الحسد.
3- حفظ كرامة المسلم وعزته: من أعظم مقاصد الشريعة حفظ كرامة الإنسان. العمل الشريف يحفظ للعبد عزته وكرامته، بينما السؤال قد يذهب بها.
4- بيان عظم خطر السؤال: أن السؤال مذموم حتى لو تحقق المطلوب وحصل السائل على ما أراد، لأنه أتى سبب الذل، فخيره غير مضموم العواقب، بينما خير الكسب مضمون البركة والكرامة.
5- تفضيل المشقة في طلب الحلال على الذل في طلب العطية: مشقة العمل وكد اليد أهون على النفس المؤمنة من ذل السؤال وهوانه.
6- أن الغنى نعمة من الله تعالى: قوله: «أَعْطَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ» يذكرنا بأن المال كله من فضل الله ورزقه، مما يدفع الغني إلى الشكر والسخاء، والفقير إلى الصبر والاستغناء.
معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث لا يعني تحريم سؤال الناس مطلقاً، بل إن السؤال جائز بل وواجب لمن كان مضطراً حقاً ولا يجد ما يقيم به أوده، كمن لا يقدر على العمل بسبب مرض أو عجز أو كارثة. النهي هنا عن السؤال مع القدرة على الكسب.
* العمل في أي مهنة شريفة هو من الجهاد في سبيل الله، وقد قال النبي ﷺ: «لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ».
* هذا المبدأ (العمل الشريف خير من السؤال) هو أساس قوي لبناء المجتمعات المنتجة المعتزة بعمل أفرادها، والمنزهة عن الاتكالية والتسول.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٠) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، ورواه مسلم في الزّكاة (١٠٤٢) من وجه آخر عن أبي هريرة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 308 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 283 الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى
- 284 أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
- 285 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ
- 286 يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك
- 287 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ
- 288 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ
- 289 مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ
- 290 من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله
- 291 اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِن اليَدِ السُّفْلَى
- 292 إعطاء المال فتنة وإمساكه فتنة
- 293 لا تُلْحِفُوا فِي المَسْأَلَةِ
- 294 من سأل وله أوقية فقد سأل إلحافًا
- 295 من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
- 296 من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف
- 297 من سأل الناس وله عدل خمس أواق
- 298 لا تلحفوا بالمسألة فإنه لا يبارك فيه
- 299 خذه وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا...
- 300 خذه فتموله أو تصدق به
- 301 المال خضرة حلوة من أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه
- 302 مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ فَلْيَقْبَلْهُ
- 303 مَنْ آتاهُ اللهُ مالًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ
- 304 ليس المسكين الذي يطوف على الناس
- 305 لَيْسَ المِسْكِينُ بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ
- 306 المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي أو لا يسأل الناس...
- 307 لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ
- 308 لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من...
- 309 من يسأل الناس معطى أو ممنوعًا
- 310 خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه
- 311 لا تَسْأَل النَّاسَ شَيْئًا
- 312 مَنْ أَنْزَلَ فَاقَتَهُ بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى
- 313 جذبه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية الرداء في عاتقه
- 314 إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ أَوْ يُبَخِّلُونِي فَلَسْتُ بِبَاخِل
- 315 يأبون إلا ذلك ويأبى الله لي البخل
- 316 ردوا المسكين ولو بظلف محرق
- 317 رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور...
- 318 مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ
- 319 من سألكم بالله فأعطوه
- 320 من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه
- 321 ألا تبايعون رسول الله على عبادة الله وإقام الصلاة وعدم...
- 322 مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
- 323 المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة
- 324 الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ
- 325 مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا
- 326 مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِخُمُوشٍ
- 327 المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه
- 328 من يسأل ويعطى ويحمل في حضنه النار
- 329 من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه
- 330 من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار
- 331 إِنْ شِئْتُمَا أعطيتُكُما ولا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ ولا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ
- 332 لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي
معلومات عن حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
📜 حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








