حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تفسير المسكين

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَ والْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يَفْطِنُونَ بِهِ فَيُعْطُونَهُ».

صحيح: رواه أبو داود (١٦٣١) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَ والْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يَفْطِنُونَ بِهِ فَيُعْطُونَهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَ والْأَكْلَتَانِ وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَا يَفْطِنُونَ بِهِ فَيُعْطُونَهُ».
رواه الإمام البخاري في صحيحه (برقم 1476)، ومسلم في صحيحه (برقم 1039).


شرح المفردات:
● تَرُدُّهُ: تمنعه وترده عن السؤال؛ أي تكفيه وتشبعه.
● التَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ: التمرة الواحدة أو التمرتان. والمراد: الشيء اليسير من الطعام أو المال.
● الْأَكْلَ والْأَكْلَتَانِ: اللقمة واللقمتان من الطعام. وهو كناية عن القليل الذي يقيم صلبه.
● لَا يَفْطِنُونَ بِهِ: لا يدركون حاجته وفاقته؛ لأنه لا يظهرها ولا يشكو للناس.
● فَيُعْطُونَهُ: فيتصدقون عليه ويعينونه دون أن يسألهم.


المعنى الإجمالي للحديث:
يصحح النبي ﷺ في هذا الحديث المفهوم الخاطئ للمسكين الذي كان سائدًا في الجاهلية وبعض الناس، حيث كانوا يظنون أن المسكين هو الذي يسأل الناس ويتكففهم ويمد يده لهم، فيعطونه لقمة أو لقمتين فيكف عن سؤاله وقتها.
فيبين لنا ﷺ أن المسكين الحقيقي، الذي يستحق العون والمساعدة والصدقة، هو ذلك الشخص المتعفف الذي لا يطلب من الناس شيئًا، بل يصبر على فاقته وحاجته، ولا يظهرها لأحد، حتى أن الناس لا يكتشفون فقره فيبادروا بإعطائه، فهو محتاج لكنه لا يسأل، متعفف لا يتكفف.


الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان فضل التعفف وترك السؤال: الحديث يرفع من شأن المتعفف الذي يكتم فاقته ولا يمد يده للناس، ويحثنا على البحث عن هذا النوع من المحتاجين وإعانتهم.
2- الحث على التماس المستحق الحقيقي للصدقة: ليس المستحق هو من يصرخ بحاجته فقط، بل هناك من هو أحوج منه لكنه لا يستطيع أو يتعفف عن السؤال. وهذا يحفز المسلم على البحث النشط عن المحتاجين وتفقد أحوال جيرانه وإخوانه.
3- ذم سؤال الناس: الحديث يحث على الكفاف والقناعة وذم التطلع إلى ما في أيدي الناس، وهو من أخلاق الإسلام العالية.
4- تفضيل الصبر على الفاقة: صبر هذا المسكين على فقره مع قدرته على السؤال (لكنه لا يسأل) دليل على قوة إيمانه وتوكله على الله تعالى.
5- الحكمة من تشريع الزكاة: من حكم الزكاة أن تكون حقًا مفروضًا يُؤخذ من أغنياء المسلمين ويرد على فقرائهم، حتى لا يضطر الفقير إلى ذل السؤال والمسألة.


فوائد إضافية:
- هذا الحديث يبين لنا أن الفقر ليس عيبًا، ولكن العيب هو ذل السؤال والتكفف أمام الناس مع القدرة على الكسب والتعفف.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب السؤال إلا في حال الضرورة القصوى، كما جاء في أحاديث أخرى.
● المسؤولية المجتمعية: الحديث يضع مسؤولية على المجتمع المسلم في البحث عن الفقراء المتعففين وتلمس حاجاتهم وتلبيتها دون أن يطلبوا، مما يقوي أواصر المحبة والتكافل في المجتمع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٦٣١) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أيضًا عن مسدّد وعبد الله بن عمر وأبي كامل، المعنى - قالوا: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا معمر، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ (مثله).
وفيه قوله: «ولكن المسكين المتعفّف». زاد مسدّد في حديثه: «ليسَ لهُ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الَّذِي لا يسأَلُ وَلا يُعْلَمُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَذَاكَ المَحْرُومُ». وَلَمْ يَذْكُرْ مَسَدَّدٌ المُتَعَفَّفُ الَّذِي لا يَسْأَلُ.
قال أَبُو دَاوُد: رَوَى هَذَا الحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ وَعبد الرزّاق عَنْ مَعْمَرٍ وَجَعَلا المَحْرُومَ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ أَصَحُّ».
قال الأعظمي: الإسنادان صحيحان، وقد رواه أيضًا النسائيّ (٢٥٧٤) من طريق عبد الأعلى، قال: حَدَّثَنَا محمد بإسناده، ولم يذكر «فذاك المحروم».
وتبين من كلام أبي داود، وما أخرجه النسائيّ وغيره أن قوله: «فذاك المحروم» ليس بمرفوع، وإنما هو من كلام الزّهريّ.
ويؤيّده ما رواه أحمد (٧٥٣٩) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به، مثله. وفي آخره قال الزّهريّ: «وذلك هو المحروم».
ورواه النسائيّ في الصغرى (٢٥٧٣)، وفي الكبرى (٢٣٦٥) من طريق عبد الأعلى، به. وليس فيه قوله: «وذلك هو المحروم».
وحديث أبي هريرة، رواه الشيخان من أوجه سبق ذكر بعضها ولم يذكر أحد هذه الزيادة.
وفي الباب ما رُوي عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: «ليس المسكين بالطواف، ولا بالذي تردّه
التمرة ولا التمرتان، ولا اللّقمة ولا اللقمتان، ولكن المسكين المتعفّف الذي لا يسأل الناس شيئًا، ولا يُفطن له فيتصدّق عليه».
رواه الإمام أحمد (٣٦٣٦، ٤٢٦٠)، وأبو يعلى (٥١١٨) كلاهما من حديث إبراهيم بن مسلم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل إبراهيم بن مسلم الهجريّ وهو أبو إسحاق، قال ابن عدي: «إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص، عن عبد الله، وعامتها مستقيمة». وقال غيره: كان رفّاعا، وضعّفوه.
وأمّا قول الحافظ الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٩٢): «رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح» فالصحيح أن إبراهيم الهجري هذا ليس من رجال الصَّحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 307 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

  • 📜 حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب