حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دية الجنين

عن أبي هريرة قال: اقتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله ﷺ فقضى رسول الله ﷺ أن دية جنينها غرة عبدٍ أو وليدةٍ، وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورّثها ولدَها ومن معهم.
فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله، كيف أغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل؟ فمثل ذلك يُطلّ. فقال رسول الله ﷺ: «إنّما هذا من إخوان الكهّان» من أجل سجعه الذي سجع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الديات (٦٩١٠) ومسلم في القسامة (٣٦: ١٦٨١) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال فذكره، واللّفظ لمسلم.

عن أبي هريرة قال: اقتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله ﷺ فقضى رسول الله ﷺ أن دية جنينها غرة عبدٍ أو وليدةٍ، وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورّثها ولدَها ومن معهم.
فقال حمل بن النابغة الهذلي: يا رسول الله، كيف أغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل؟ فمثل ذلك يُطلّ. فقال رسول الله ﷺ: «إنّما هذا من إخوان الكهّان» من أجل سجعه الذي سجع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اقتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِن هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى بِدِيَةِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا، وَوَرَّثَهَا وَلَدَهَا وَمَنْ مَعَهُمْ. فَقَالَ حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ الهُذَلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أُغْرَمُ مَنْ لا شَرِبَ وَلا أَكَلَ، وَلا نَطَقَ وَلا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الكُهَّانِ» مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ الَّذِي سَجَعَ.


1. شرح المفردات:


● اقتتلت: تقاتلت وحدث بينهما عراك.
● هذيل: قبيلة عربية معروفة.
● رمت: ألقت.
● ما في بطنها: الجنين الذي كانت تحمله.
● اختصموا: تحاكموا وتنازعوا.
● قضى: حكم.
● دية جنينها غرة عبد أو وليدة: الدية هي compensation (عوض مالي) للجنين، والغرة: عبد أو أمة (جارية) قيمتهما خمس من الإبل (أي 500 درهم تقريبًا).
● عاقلتها: عصبة المرأة (أقاربها من الذكور الذين يتحملون الدية).
● ورّثها ولدها ومن معهم: جعل ميراثها لولدها ومن يرث معهم.
● حمل بن النابغة الهذلي: رجل من قبيلة هذيل.
● يُطل: يُهدر ويضيع (أي لا دية له).
● سجعه: كلامه المسجوع (متناسق كسجع الكهان).
● إخوان الكهان: يشبه كهنة الجاهلية في كلامهم المسجوع.


2. شرح الحديث:


● الواقعة: حدث نزاع بين امرأتين من قبيلة هذيل، فقتلت إحداهما الأخرى بحجر، وكانت المقتولة حاملاً فماتت هي وجنينها.
● تحاكمهم إلى النبي ﷺ: لجأ الأطراف إلى رسول الله ﷺ للفصل في القضية.
● حكم النبي ﷺ:
1- دية الجنين: غرة (عبد أو أمة) تُدفع لورثة الجنين.
2- دية المرأة: على عاقلتها (أقاربها الذكور)، لأن الدية في القتل الخطأ على العاقلة.
3- الميراث: يرثها ولدها ومن معهم من الورثة الشرعيين.
● اعتراض حمل بن النابغة: استنكر دية الجنين بحجة أنه لم يأكل أو يشرب أو يصرخ (أي لم يعش حياة مستقلة)، وادعى أن مثل هذا يُهدر ولا دية له.
● رد النبي ﷺ: أنكر عليه ﷺ هذا الكلام، ووصفه بأنه من "إخوان الكهان" بسبب سجعه (تنميق كلامه ككهنة الجاهلية)، مما يدل على بطلان حجته.


3. الدروس المستفادة:


1- حرمة الجنين: للجنين حرمة ودية، وهذا من رحمة الإسلام وتشريعه.
2- مسؤولية العاقلة: الدية في القتل الخطأ على عاقلة القاتل (أقاربه الذكور)، تخفيفًا للقاتل وتضامنًا اجتماعيًا.
3- رد البدع والمنكر: النبي ﷺ رد على من أنكر شرع الله بحجة عقلية فارغة، مما يدل على وجوب التمسك بالنصوص الشرعية.
4- ذم السجع المتكلف: ذم النبي ﷺ كلام حمل لأنه يشبه سجع الكهان، وفيه تحذير من التكلف في الكلام والجدال بالباطل.
5- العدل في القضاء: الحكم الشرعي شامل وعادل، يراعي حقوق جميع الأطراف بما فيهم الجنين.


4. معلومات إضافية:


● حكم الدية: دية الجنين غرة (عبد أو أمة) بالإجماع، وهي أقل من دية الإنسان الكامل.
● العاقلة: هم عصبة الرجل (أقاربه الذكور) يتحملون الدية في القتل الخطأ.
● الورثة: يرث الجنين إذا خرج حيًا ثم مات، أما هنا فمات في بطن أمه، فله دية فقط.
● الحديث أصل في: أحكام الجنين والدية والعاقلة.

فهذا الحديث من أصول الفقه في باب الجنايات والديات، وفيه إظهار لكمال الشريعة وعدلها، وتحذير من الاعتراض على أحكام الله بحجج عقلية باطلة.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الديات (٦٩١٠) ومسلم في القسامة (٣٦: ١٦٨١) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال فذكره، واللّفظ لمسلم. وليس عند البخاريّ قال حمل بن النابغة ولا قوله: «وورّثها ولدها ومن معهم».
قوله: «على عاقلته»: عاقلة الرّجل: قراباته من قبل الأب وهم عصبته وفيه أن الولد ليس من العاقلة، وأن العاقلة لا ترث إِلَّا ما فضل عن أصحاب الفروض.
قوله: «يطلّ»: أي يهدر ولا يضمن.
وفيه دليل على أن دية شبه العمد على العاقلة بخلاف دية العمد فإنها هي على الجاني في ماله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 94 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

  • 📜 حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دية الجنين غرة عبد أو وليدة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب