حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النّصاب الذي تقطع فيه يد السّارق

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لعن الله السارق يسرق البيضةَ فتقطع يده، ويسرقُ الحبلَ فتقطعُ يده».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٧٨٣) ومسلم في الحدود (١٦٨٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لعن الله السارق يسرق البيضةَ فتقطع يده، ويسرقُ الحبلَ فتقطعُ يده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر:
هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6783) ومسلم في صحيحه (رقم 1687) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله السارق يسرق البيضةَ فتقطع يده، ويسرقُ الحبلَ فتقطعُ يده».


1. شرح المفردات:


● لعن الله: اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وهو وعيد شديد يدل على عظم الجرم.
● البيضة: هنا المقصود بيضة الدجاج أو ما يشابهها من الأشياء قليلة القيمة.
● الحبل: هو الحبل المعروف، وهو أيضاً من الأشياء التافهة قليلة الثمن.
● فتقطع يده: أي تُقْطَع يده حداً من حدود الله تعالى عقوبةً له على سرقته.


2. شرح الحديث:


يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عِظَم جريمة السرقة وخطورتها على المجتمع، حتى وإن كانت السرقة في شيء تافه وقليل القيمة.
● المعنى الإجمالي: أن السارق الذي يقدم على سرقة شيء حقير كبيضة أو حبل، يكون مستحقاً للعن من الله تعالى وعقوبة قطع يده، وذلك لجرأته على محارم الله وعدم مبالاته بالحدود.
● الحكمة من ذكر الأشياء الحقيرة (البيضة والحبل): ليس المقصود أن تقطع اليد لسرقة بيضة أو حبل بمفردهما، لأن الشرع اشترط لقطع اليد أن تبلغ السرقة نصاباً محدداً (وهو ربع دينار ذهب أو ثلاثة دراهم فضة أو ما يعادل قيمتهما في عصرنا)، وأن تُؤخذ من حرز (أي مكان محكم). وإنما المقصود من الحديث:
1- التغليظ في شأن السرقة: التحذير من الاستهانة بأي نوع من أنواع السرقة، حتى ولو كانت صغيرة، لأنها مقدمة للسرقات الكبيرة، ودليل على قلة الوازع الديني.
2- بيان سوء نية السارق: الذي يسرق شيئاً تافهاً يكون قد استهان بحرمة مال أخيه واستباحه دون حق، وهذه الجرأة هي التي تجعله مستحقاً للعن والوعيد الشديد، حتى لو لم يبلغ ما سرق النصاب الموجب للقطع.
3- أن الصغيرة قد تؤدي إلى الكبيرة: فمن اعتاد على سرقة الأشياء الصغيرة، سهل عليه أن يتجرأ على سرقة ما هو أكبر.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم السرقة مطلقاً: كبيرها وصغيرها، وأنها من الكبائر التي توجب لعن فاعلها.
2- الاستهانة بالمعاصي: التحذير من الاستهانة بالذنوب والمعاصي واعتبارها صغيرة، فإن اجتراح الصغائر هو طريق إلى الوقوع في الكبائر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، حَتَّى أَنْضَجُوا خَبِيزَتَهُمْ».
3- حرمة أموال المسلمين: وأنها مصونة لا يجوز الاعتداء عليها ولو بقدر بيضة، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
4- شدة عقوبة السرقة: فالحديث يذكر أقصى العقوبة (القطع) للتنفير من هذه الجريمة وبيان خطورتها على أمن المجتمع واستقراره.
5- النية والمعيار المعنوي: أن العقاب ليس على قيمة المسروق فقط، بل على الجرأة على محارم الله واستباحة أموال الناس.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● ضوابط تطبيق حد السرقة: يجب أن يُعلم أن قطع اليد له شروط严格ية وموانع تمنع إقامة الحد، مثل:
- بلوغ النصاب الشرعي.
- أخذ المال من حرز (مكان محكم ومغلق كخزانة أو صندوق).
- ثبوت السرقة بإقرار السارق أو بشهادة عدلين.
- أن لا يكون للسارق حقّ في المال المسروق أو شبهة حق.
- أن لا يكون السارق مضطراً أو جائعاً لا يجد ما يسد به رمقه.
● المقصد من الحدود: المقصد الأساسي من إقامة الحدود في الإسلام هو الزجر والردع، وصيانة المجتمع، وليس التشفي أو التعذيب. وقد وردت نصوص كثيرة تحث على التستر على الزلات ودرء الحدود بالشبهات.
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من كل مكروه، وأن يقينا شر ourselves ourselves، وأن يرزقنا حسن الخلق والورع.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٧٨٣) ومسلم في الحدود (١٦٨٧) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وزاد البخاري: قال الأعمش: كانوا يرون أنه بيض الحديد، والحبل كانوا يرون أنه منهما ما يساوي دراهم.
وقول الأعمش: «بيض الحديد» يعني التي تجعل في الرأس في الحرب.
والحديث منهم من حمله على ظاهره، ومنهم من تأوّله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

  • 📜 حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب