حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا وفاء لنذر في المعصية

عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنسانًا بخزامة في أنفه. فقطعها النَّبِيّ بيده، ثمّ أمره أن يقوده بيده.

صحيح: رواه البخاريّ في الأيمان والنذور (٦٧٠٣) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان يقود إنسانًا بخزامة في أنفه. فقطعها النَّبِيّ بيده، ثمّ أمره أن يقوده بيده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُظهر رحمة النبي ﷺ ورفقه بالخلق، وحسن تعليمه لأمته. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ".
(رواه الإمام مالك في الموطأ، والإمام أحمد في المسند، والبيهقي في السنن الكبرى، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● يَطُوفُ: يسير حول الكعبة بشكل دائري كجزء من مناسك الحج أو العمرة.
● يَقُودُ: يسحب ويجُرُّ شخصًا وراءه.
● بِخِزَامَةٍ: الخزامة -بكسر الخاء- هي الحلقة أو السير الذي يُجعل في أنف البعير أو الحيوان ليساق به. واستخدامها هنا للإنسان فيه إذلال ومهانة.
● فِي أَنْفِهِ: أي أن القائد قد جعل الخزامة (الحلقة) في أنف الرجل المقود كما يفعل مع الحيوان.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يطوف حول الكعبة المشرفة -وهي مكان عظيم الجلالة، ومكان للتضرع والخضوع لله تعالى- فشاهد منظرًا مؤلمًا.
كان هناك رجل يقود رجلاً آخر ليس بحلقة في يده أو بطرق مهذبة، بل بخزامة في أنفه، وكأنه حيوان أو عبد ذليل. هذا الفعل فيه امتهان شديد للكرامة الإنسانية، وإهانة للمقود، وتقليد لأعراف الجاهلية في معاملة العبيد أو الأسرى معاملة بهيمية.
فما كان من النبي ﷺ إلا أن تدخل فورًا فَقَطَعَهَا بِيَدِهِ، أي أزال تلك الخزامة من أنف الرجل بيده الكريمة، محررًا إياه من هذا الذل والعار.
ولم يكتفِ النبي ﷺ بذلك، بل أَمَرَهُ أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ، أي وجه القائد إلى البديل الأخلاقي والمهذب، وهو أن يقوده بيده إذا كان لا بد من قيادته، فهي طريقة تحفظ للإنسان كرامته وآدميته.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحفاظ على كرامة الإنسان: الإسلام يرفع من شأن الإنسان ويحرم إذلاله وإهانته، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]. هذا الحديث تجسيد عملي لهذه الكرامة، فالنبي ﷺ لم يرضَ أن يُهان مسلم بهذه الطريقة حتى في أقدس الأماكن.
2- الرفق والرحمة في المعاملة: من هدي النبي ﷺ الرفق بالناس جميعًا، والرحمة بهم. تصرفه ﷺ كان رحمة بالرجل المقود وإنقاذًا له من موقف مهين.
3- النهي عن التشبه بالحيوانات: نهى الإسلام عن أي فعل يجعل الإنسان يشبه الحيوان في هيئته أو معاملته، لما في ذلك من انتقاص لإنسانيته.
4- التعليم العملي: النبي ﷺ هو المعلم الأول، فهو لم يكتفِ بالنهي عن المنكر فقط، بل قدم البديل العملي مباشرة ("اقودوه بيده"). وهذا من أنجع طرق التعليم والتغيير.
5- إنكار المنكر حسب الاستطاعة: النبي ﷺ أنكر هذا المنكر بيده عندما استطاع ذلك، وهذا هو最高 درجات إنكار المنكر.
6- الكرامة حتى للعبد أو المخطئ: حتى لو كان هذا الرجل المقود عبدًا أو مجرمًا يجب تقييده، فلا يجوز معاملته بهذه الطريقة المهينة. هناك طرق أخرى تحفظ كرامته الآدمية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، حيث جمع بين إزالة المنكر وتقديم البديل الحسن في فعل واحد.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على تحريم أي شكل من أشكال الإهانة أو التعذيب أو إذلال الإنسان، كالجر بالحبال أو السلاسل في الأماكن العامة إلا لضرورة قصوى وبأقل صورة مهينة.
- يظهر الحديث أيضًا تواضع النبي ﷺ وعدم تكبره، حيث لم يتردد في مد يده الشريفة لقطع خزامة رجل قد يكون بسيطًا أو مجهولاً.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، وأن نقتدي به في رحمته ورفقه وحكمته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأيمان والنذور (٦٧٠٣) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول أن طاوسا أخبره، عن ابن عباس فذكره.
والخزامة بكسر الخاء وهو ما يجعل في أنف البعير من شعر أو غيره ليقاد به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

  • 📜 حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقودوا الناس بالخزامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب