حديث: ليس على المختلس قطع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما لا قطع فيه

عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس على المختلس قطع».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٥٩٢) عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عاصم بن جعفر المصري، قال: حدثنا المفضّل بن فضالة، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: فذكره.

عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس على المختلس قطع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس على المختلس قطع».

1. شرح المفردات:


● المختلس: هو الذي يأخذ مال الغير خفية وسرقة، لكنه يكون تحت نظر صاحب المال أو بحضرته، كمن يمد يده إلى جيب شخص أو إلى متاع معروض ويأخذ منه خفية.
● قطع: أي قطع اليد، وهي عقوبة السرقة الشرعية التي بينها الله تعالى في قوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38].

2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يبين أن المختلس - وهو من يأخذ المال خلسة من تحت نظر صاحبه - لا تُقام عليه عقوبة القطع التي تُقام على السارق. والفرق بين السرقة والاختلاس أن السرقة تكون بأخذ المال من حرز (مكان محفظ ومحروس) دون علم صاحبه، أما الاختلاس فيكون بأخذ المال من غير حرز أو بحضرة صاحبه ولكن بخداع أو خفية.
وقد ذهب جمهور الفقهاء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن المختلس لا يُقطع لأن شروط القطع لا تنطبق عليه، إذ يشترط للقطع أن تكون السرقة من حرز، وأن يكون الأخذ خفية دون علم صاحب المال. والمختلس يأخذ المال غالبًا من غير حرز أو بحضرة صاحبه، فلا تتحقق فيه شروط القطع الكاملة.
ومع ذلك، فإن المختلس آثم وعاصٍ، ويجب عليه رد المال أو تعويضه، وقد يعزر ويعاقب تعزيرًا بحسب حاله وجرمه، لكنه لا يصل إلى حد القطع.

3. الدروس المستفادة منه:


- دقة الشريعة الإسلامية وعدالتها في تطبيق العقوبات، حيث فرقت بين الجرائم المتشابهة وفقًا لظروفها وطريقة ارتكابها.
- مراعاة الشروط والأحوال في إقامة الحدود، وعدم تطبيقها إلا عند توافر جميع الشروط وانتقاء الموانع.
- الحث على حفظ الأموال وعدم التهاون في أخذها بطريقة غير مشروعة، حتى لو كانت خلسة، لأنها لا تسقط الإثم وإن سقطت عقوبة القطع.
- أهمية التفقه في الدين ومعرفة أحكام الجرائم والعقوبات لتطبيق الشرع بشكل صحيح.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصححه عدد من أهل العلم.
- الاختلاس في الاصطلاح الفقهي أعم من السرقة، وقد يعاقب المختلس بالتعزير (عقوبة غير محدودة تقديرية حسب اجتهاد القاضي) إذا لم تتحقق فيه شروط القطع.
- الفرق بين السرقة والاختلاس والغصب: فالسرقة أخذ المال خفية من حرز، والاختلاس أخذ المال خفية لكن من غير حرز أو بحضرة صاحبه، والغصب أخذ المال قهرًا وجهرًا.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجنبنا حدودَه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٥٩٢) عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عاصم بن جعفر المصري، قال: حدثنا المفضّل بن فضالة، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: فذكره.
وإسناده صحيح. وصحّحه أيضا الحافظ ابن حجر في «التلخيص».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس على المختلس قطع

  • 📜 حديث: ليس على المختلس قطع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس على المختلس قطع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس على المختلس قطع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس على المختلس قطع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب