حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما لا قطع فيه

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله ﷺ أنه سئل عن الثمر المعلق فقال: «من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خُبنة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه، فعليه غرامة مثليه والعقوية، ومن سرق منه شيئًا بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطع».
وذكر في ضالة الإبل والغنم كما ذكره غيره.
قال: وسئل عن اللقطة فقال: «ما كان منها في طريق الميناء، أو القرية الجامعة فعرّفها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك. وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس».

حسن: رواه أبو داود (١٧١٠) والترمذي (١٢٨٨) والنسائي (٨٩٥٨) وابن ماجه (٢٥٩٦) كلهم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله ﷺ أنه سئل عن الثمر المعلق فقال: «من أصاب بفيه من ذي حاجة غير متخذ خُبنة فلا شيء عليه، ومن خرج بشيء منه، فعليه غرامة مثليه والعقوية، ومن سرق منه شيئًا بعد أن يؤويه الجرين فبلغ ثمن المجن فعليه القطع».
وذكر في ضالة الإبل والغنم كما ذكره غيره.
قال: وسئل عن اللقطة فقال: «ما كان منها في طريق الميناء، أو القرية الجامعة فعرّفها سنة، فإن جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك. وما كان في الخراب يعني ففيها وفي الركاز الخمس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي ﷺ، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● الثمر المعلق: هو الثمر الذي لا يزال على الشجر ولم يُجْتَنَ بعد.
● بفيه: أي بفمه، أي يأكل منه مباشرة دون حمله.
● ذي حاجة: الشخص المحتاج الذي يجوزه الجوع أو العطش.
● غير متخذ خُبنة: "خُبنة" هي الوعاء أو الجيب، أي دون أن يتخذ وعاءً ليخبئ فيه ما يأخذه.
● يؤويه الجرين: "الجرين" هو المكان الذي يجمع فيه الحب أو الثمر بعد جنيه وتجفيفه، و"يؤويه" يعني يُجمع ويُخزن فيه.
● بلغ ثمن المجن: "المجن" هو الترس الذي يُتَّقى به، و"ثمنه" يقدر بنحو ربع دينار ذهبي أو ثلاثة دراهم فضية في ذلك الزمن، وهو النصاب الذي يجب عنده قطع يد السارق.
● العقوية: غرامة إضافية تُفرض على المعتدي، وقيل هي عقوبة مالية محددة.
● طريق الميناء: الطريق المأهول بالناس، الموصل إلى المدن أو القرى.
● القرية الجامعة: القرية الكبيرة التي يجتمع فيها الناس.
● الخراب: الأماكن المهجورة أو الخالية من السكان.
● الركاز: الكنوز المدفونة في الأرض من عصور الجاهلية.

ثانياً. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1. حكم من يأكل من الثمر المعلق دون حمله:
إذا مر إنسان جائع أو عطشان ببستان فيه ثمار معلقة، فله أن يأكل منها مباشرة بفمه قدر حاجته دون أن يجمع أو يخبئ شيئاً، ولا شيء عليه في هذه الحالة؛ لأن هذا من الرخصة الشرعية لدفع الضرر عن النفس.
2. حكم من يخرج بشيء من الثمر:
إذا حمل شخص شيئاً من الثمر المعلق وخرج به، فإن عليه غرامة مضاعفة (مثليه) وعقوبة مالية (العقوية)، لأن هذا يعتبر اعتداءً على مال الغير، لكنه ليس سرقة بالمعنى الشرعي الكامل إذ الثمر لم يحفظ بعد في الجرين.
3. حكم سرقة الثمر بعد جمعه وتخزينه:
إذا سرق شخص شيئاً من الثمر بعد أن جُمع وخُزّن في الجرين (أي صار محروزاً)، وبلغت قيمته نصاباً (قدر ثمن المجن)، فإن على السارق القطع؛ لأنه سرقة من مال محرز بلغ النصاب.
4. حكم اللقطة (الضالة):
- إذا وُجدت لقطة في طريق مأهول أو قرية عامرة، يجب على من يجدها أن يعرفها لمدة سنة كاملة. فإن جاء صاحبها دفعها إليه، وإلا أصبحت ملكاً للواجد.
- إذا وُجدت في مكان خالٍ (خراب)، فإنها تعامل معاملة الركاز، ويجب إخراج خمس قيمتها (كصدقة أو لبيت المال)، والباقي للواجد.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مراعاة حاجة الإنسان: الشرع يراعي الظروف الإنسانية ويبيح للجائع أو العطشان أن يأكل مما يمر به من ثمار دون إثم، شريطة أن يكون ذلك بقدر الحاجة دون إسراف أو اختزان.
2- التدرج في العقوبات: تختلف العقوبة باختلاف حالة المال (معلقاً أم مجتمعاً) وقيمة المسروق، مما يدل على حكمة التشريع ومراعاته للظروف.
3- حرمة الملكية الخاصة: الحديث يؤكد على حرمة أموال الناس، ويضع ضوابط صارمة للتعامل معها، مع عقوبات رادعة للاعتداء عليها.
4- الحفاظ على الأمانة: في شأن اللقطة، يأمر الشرع بالتعريف والبحث عن صاحبها، مما يعزز قيم الأمانة والصدق في المجتمع.
5- الرحمة والعدل: الجمع بين رحمة الشرع بالجائع والعطشان، وعدله في حفظ حقوق الناس وأموالهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مالك في الموطأ، والإمام أحمد في المسند، وهو من الأحاديث التي يعتمد عليها الفقهاء في أبواب الجنايات والحدود واللقطة.
- النصاب المذكور (ثمن المجن) يقدر بنحو ربع دينار ذهبي أو ثلاثة دراهم فضية، وهو ما يعادل حوالي 85 جراماً من الفضة في عصرنا، وقد اختلف الفقهاء في تقدير النصاب المعاصر بالعملات الحالية.
- الحديث يدل على أن الثمر قبل جمعه ليس محرزاً كاملاً، لذا لا يقع فيه حد القطع، أما بعد جمعه وتخزينه فيصبح محرزاً وتطبق عليه أحكام السرقة الكاملة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧١٠) والترمذي (١٢٨٨) والنسائي (٨٩٥٨) وابن ماجه (٢٥٩٦) كلهم عن قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث. إلا ابن ماجه فرواه من وجه آخر عن الوليد بن كثير، عن عمرو بن شعيب. واللفظ لأبي داود، وعند الآخرين مختصرًا.
ورواه الحاكم (٤/ ٣٨١) من وجه آخر عن عمرو بن شعيب بإسناده نحوه وقال: هذه سنة تفرد بها عمرو بن شعيب بن محمد، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص. إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ثقة فهو كأيوب عن نافع، عن ابن عمر. انتهى.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
ورواه الإمام أحمد (٦٦٨٣) بكماله من وجه آخر عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. ومحمد بن إسحاق مدلس وعنعن إلا أنه توبع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

  • 📜 حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب