حديث: هلا قبل أن تأتيني به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

لا شفاعة للسارق إذا بلغ السلطان

عن صفوان بن أمية بن خلف أنه قيل له: هلك من لم يهاجر. قال: فقلت: لا أصل إلى أهلي حتى آتي رسول الله ﷺ فركبت راحلتي، فأتيت رسول الله ﷺ. فقلت: يا رسول الله، زعموا أنه هلك من لم يهاجر؟ قال: «كلا أبا وهب، فارجع إلى أباطح مكة» قال: فبينما أنا راقد إذ جاء السارق، فأخذ ثوبي من تحت رأسي، فأدركته. فأتيت به النبي ﷺ. فقلت: إن هذا سرق ثوبي. فأمر به ﷺ أن يقطع. قال: قلت: يا رسول الله! ليس هذا أردت. هو عليه صدقة. قال: فهلا قبل أن تأتيني به؟».

صحيح: رواه مالك في الحدود (٣١) وأحمد (١٥٣٠٣) واللفظ له، وأبو داود (٤٣٩٤) والنسائي (٤٨٨١) وابن ماجه (٢٥٩٥) والحاكم (٤/ ٣٨٠) والبيهقي (٨/ ٢٦٥) كلهم من طرق عن صفوان بن أمية.

عن صفوان بن أمية بن خلف أنه قيل له: هلك من لم يهاجر. قال: فقلت: لا أصل إلى أهلي حتى آتي رسول الله ﷺ فركبت راحلتي، فأتيت رسول الله ﷺ. فقلت: يا رسول الله، زعموا أنه هلك من لم يهاجر؟ قال: «كلا أبا وهب، فارجع إلى أباطح مكة» قال: فبينما أنا راقد إذ جاء السارق، فأخذ ثوبي من تحت رأسي، فأدركته. فأتيت به النبي ﷺ. فقلت: إن هذا سرق ثوبي. فأمر به ﷺ أن يقطع. قال: قلت: يا رسول الله! ليس هذا أردت. هو عليه صدقة. قال: فهلا قبل أن تأتيني به؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه قصة عظيمة لها فوائد ودروس مهمة.

أولاً. شرح المفردات:


● صفوان بن أمية بن خلف: صحابي جليل من أشراف قريش، أسلم يوم الفتح.
● هلك من لم يهاجر: أي هلك وخاب من لم يهاجر من مكة إلى المدينة.
● أبا وهب: كنية صفوان بن أمية.
● أباطح مكة: الأماكن الواسعة بين الجبال في مكة.
● السارق: اللص الذي سرق الثوب.
● عليه صدقة: أي أريد أن أتصدق عليه بالثوب ولا أريد عقوبته.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل صفوان بن أمية رضي الله عنه أنه سمع بعض الناس يقولون: "هلك من لم يهاجر" أي أن من لم يهاجر من مكة إلى المدينة فقد خاب وهلك. فانزعج من هذا الكلام لأنه كان مقيماً في مكة ولم يهاجر، فخاف أن يكون داخلاً تحت هذا الوعيد.
فذهب مسرعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله عن صحة هذا الكلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا أبا وهب" أي ليس الأمر كما قيل، ثم أمره بالرجوع إلى مكة والإقامة فيها.
وبينما هو نائم في مكة، جاء لص وسرق ثوبه من تحت رأسه، فأمسك به صفوان وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم فيه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يد السارق (كما هو حكم الله في السرقة).
فلما رأى صفوان أن الحكم سينفذ في السارق، ندم على إتيانه به وقال للنبي: "يا رسول الله! ليس هذا أردت. هو عليه صدقة" أي أنني أريد أن أتصدق عليه بالثوب ولا أريد عقوبته.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فهلا قبل أن تأتيني به؟" أي: هلا فعلت ذلك قبل أن تأتي به إلي وتحاكمه إليّ؟ لأن الحدود لا تسقط بعد وصولها إلى الإمام أو القاضي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان فضل الهجرة وليس وجوبها بعد الفتح: الهجرة كانت واجبة قبل فتح مكة، أما بعد الفتح فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" أي أن مكة صارت دار إسلام فلا هجرة منها.
2- حرص الصحابة على دينهم وخوفهم من الله: حيث إن صفوان رضي الله عنه لما سمع الكلام خاف على نفسه فذهب ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم.
3- رفق النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه: حيث خاطبه بلطف وقال: "كلا أبا وهب" ليطمئنه.
4- وجوب إقامة الحدود: وأنه لا يجوز التهاون فيها، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع يد السارق تطبيقاً لحكم الله.
5- أن العفو عن الحدود لا يجوز بعد وصولها إلى الحاكم: لأنه قال: "فهلا قبل أن تأتيني به؟" فدل على أن العفو يصح قبل رفع الأمر إلى القاضي، أما بعد وصوله إليه فلا عفو إلا في حقوق الآدميين التي لا تتعلق بحق الله تعالى.
6- كرم صفوان وجوده: حيث إنه أراد أن يتصدق على السارق بعد أن أمسك به.
7- الحث على المسارعة في فعل الخير: وعدم التأخر فيه.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على عظمة الشريعة الإسلامية في حفظ الأموال والممتلكات بإقامة حد السرقة.
- فيه بيان لرحمة الإسلام حيث جعل العفو قبل رفع الأمر إلى القاضي.
- وفيه بيان لحرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق أحكام الله وعدم التهاون فيها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحدود (٣١) وأحمد (١٥٣٠٣) واللفظ له، وأبو داود (٤٣٩٤) والنسائي (٤٨٨١) وابن ماجه (٢٥٩٥) والحاكم (٤/ ٣٨٠) والبيهقي (٨/ ٢٦٥) كلهم من طرق عن صفوان بن أمية. ومنهم من رواه مرسلًا، ومنهم من رواه موصولا، والحديث صحيح، وصحّحه الحاكم.
قال الخطابي: «واحتج من رأى أن المتاع المسروق لا قطع فيه إذا ملكهـ السارق قبل أن يرفع إلى الإمام بقوله: «فهلّا كان هذا قبل أن تأتيني به» قالوا: «فقد دل هذا على أنه لو وهبه منه، أو أبرأه من ذلك قبل أن يرفعه إلى الإمام سقط عنه القطع».
وأما ما روي عن ابن عباس أن صفوان بن أمية أتى النبي ﷺ برجل قد سرق حلة له، فقال: با رسول الله هبه لي، فقال رسول الله ﷺ: «فهلا قبل أن تأتينا بها»فهو ضعيف.
رواه الدارقطني (٣/ ٢٠٤ - ٢٠٦) والحاكم (٤/ ٣٨٠) كلاهما من حديث أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، ثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.
وخالفه سفيان بن عيينة فرواه عن عمرو بن دينار عن طاوس، ولم يذكر ابن عباس. رواه البيهقي (٨/ ٢٦٥) من طريق الشافعي، عن سفيان وقال: ذكر ابن عباس فيه ليس بصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن سفيان بن عيينة أثبت في عمرو بن دينار.
وله طرق أخرى عند النسائي وغيره وهو أضعف من هذا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هلا قبل أن تأتيني به

  • 📜 حديث: هلا قبل أن تأتيني به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هلا قبل أن تأتيني به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هلا قبل أن تأتيني به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هلا قبل أن تأتيني به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب