أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود».

حسن: رواه أبو داود (٤٣٧٥) وأحمد (٢٥٤٧٤) والنسائي في الكبرى (٧٢٩٧) والبيهقي (٨/ ٣٣٤) كلهم من حديث عبد الملك بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود».

شرح المفردات:

● أقيلوا: من الإقالة، وهي المسامحة والتجاوز عن الزلة، وإعفاء الشخص من تبعات خطئه.
● ذوي الهيئات: أصحاب المروءة والوقار والسمعة الحسنة، الذين يعرفون بالصلاح والاستقامة.
● عثراتهم: زلاتهم وهفواتهم التي تقع منهم عن غير قصد أو نادرة.
● الحدود: العقوبات المقدرة شرعًا للجرائم الكبيرة كالزنا والسرقة وشرب الخمر وغيرها.

شرح الحديث:

يأمر النبي ﷺ في هذا الحديث بالتجاوز عن زلات وأخطاء الأشخاص المعروفين بحسن السيرة والاستقامة، والذين لم تعرف عنهم المعاصي أو الإصرار على الخطأ. فإذا وقع من هذه person هفوة أو زلة نادرة، فإن الأولى التغاضي عنها وعدم إشهارها أو مؤاخذته بها، حفظًا لكرامته ومراعاة لحاله السابق.
الاستثناء المهم: "إلا الحدود" - أي أن هذا التجاوز لا يشمل الجرائم التي فيها حد شرعي مقرر، كالزنا أو السرقة أو القذف وغيرها. فالحدود حقوق لله تعالى لا يجوز التهاون فيها أو التغاضي عنها، بل يجب إقامتها إذا توفرت شروطها وانتفت موانعها.

الدروس المستفادة:

1- الرحمة واللين في التعامل: الإسلام يدعو إلى الرحمة والتسامح مع الناس، خاصة من عرفوا بالخير والصلاح.
2- مراعاة السمعة والحالة السابقة: ينبغي النظر إلى سابقة الشخص وحاله، فمن كان محسنًا يُتجاوز عن زلته النادرة.
3- الحفاظ على كرامة الناس: عدم إشاعة الزلات والحفاظ على سمعة الأشخاص المعروفين بالخير.
4- احترام حدود الله: التمييز بين الحقوق العامة (حدود الله) التي لا تسقط، والحقوق الخاصة التي يمكن التجاوز فيها.
5- التعليم النبوي في التربية: النبي ﷺ يعلمنا كيف نتعامل مع أخطاء الناس بحكمة وعدل.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على قاعدة فقهية مهمة وهي: "التجاوز عن زلات المتقين".
- رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
- من الآثار الواردة في هذا المعنى: قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أيما رجل له هيئة من خير فستر الله عليه، فأراد أن يشهره، كشف الله عنه ما ستر".
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على استحباب ستر أهل الصلاح على ذنوبهم الصغيرة النادرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٧٥) وأحمد (٢٥٤٧٤) والنسائي في الكبرى (٧٢٩٧) والبيهقي (٨/ ٣٣٤) كلهم من حديث عبد الملك بن زيد بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة فذكرته. إلا أن أبا داود لم يذكر فيه «عن أبيه» والثقات الذين رووه عن عبد الملك ذكروا فيه «عن أبيه».
وإسناده حسن من أجل عبد الملك بن زيد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث. وليس في حديثه ما ينكر عليه، وصحّحه أيضا ابن حبّان (٩٤) وإنه لم يذكر فيه «عن أبيه» وفي إسناده بعض الضعفاء.
وفي معناه رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم».
رواه الطبراني في الأوسط (٧٥٥٨) عن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود فذكره.
ورواه الخطيب في تاريخه (١٠/ ٨٥) من طريق الدارقطني وغيره عن محمد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي بإسناده.
قال الدارقطني: «هذا حديث غريب من حديث عاصم، عن زر، عن عبد الله، تفرد به الحنفي، عن أبيه، عن أبي بكر بن عياش عنه. ولم نكتبه إلا عن ابن مخلد.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به عبد الله بن يزيد بن محمد. ولا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد».
قال الأعظمي: لا يضر تفرد عبد الله بن يزيد، وهو عبد الله بن محمد بن يزيد الحنفي ترجمه الخطيب في تاريخه (١٠/ ٨٥) وقال: كان ثقة، مات سنة ٢٧٥ هـ، وإنما البلاء من أبيه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي الرفاعي ثم الكوفي أبو هشام فإنه ضعيف باتفاق أهل العلم. قال البخاري: «رأيتهم مجمعين على ضعفه». وفي معناه أحاديث أخرى لا تصح.
وأما معنى الحديث فقال الشافعي: «سمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول: يتجافى للرجل ذي الهيئة عن عثرته ما لم يكن حدًّا».
وقال أيضا: «وذووا الهيئات الذين يُقالون عثراتهم هم الذين ليسوا يعرفون بالشر، فيزل أحدهم بالزلة».
وقال الماوردي في عثراتهم وجهان: أحدهما الصغائر، والثاني: أول المعصية زل فيها مطيع. ذكر ذلك كله الحافظ في «التلخيص» (٤/ ٨٠).
وقال البغوي في شرحه (١٠/ ٣٣٠): وفيه دليل على جواز ترك التعزير، وأنه غير واجب، ولو كان واجبا كالحد، لاستوي فيه ذو الهيئة وغيره».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

📜 حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية