حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تلقين السارق

رُوي عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله ﷺ أتي بلص فاعترف اعترافا، ولم يوجد معه المتاع. فقال رسول الله ﷺ: «ما إخالك سرقت؟» قال: بلى، ثم قال: «ما إخالك سرقت» قال: بلى. فأمر فقطع. فقال النبي ﷺ: «قل: أستغفر الله وأتوب إليه» قال: أستغفر الله وأتوب إليه، قال: «اللَّهم تب عليه» مرتين.

ضعيف: رواه أبو داود (٤٣٨٠) والنسائي (٤٨٨١) وابن ماجه (٢٥٩٧) وأحمد (٢٢٥٠٨) والبيهقي (٨/ ٢٧٦) كلهم من حديث إسحاق بن أبي طلحة قال: سمعت أبا المنذر مولى أبي ذر، يذكر أن أبا أمية حدثه فذكر الحديث.

رُوي عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله ﷺ أتي بلص فاعترف اعترافا، ولم يوجد معه المتاع. فقال رسول الله ﷺ: «ما إخالك سرقت؟» قال: بلى، ثم قال: «ما إخالك سرقت» قال: بلى. فأمر فقطع. فقال النبي ﷺ: «قل: أستغفر الله وأتوب إليه» قال: أستغفر الله وأتوب إليه، قال: «اللَّهم تب عليه» مرتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه موقف نبوي كريم يجمع بين إقامة حد الله والرحمة بعباده، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أُتِيَ بِلَصٍّ: جيء بسارق.
● فَاعْتَرَفَ اعْتِرَافًا: أقر بالسرقة إقرارًا صريحًا.
● وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ الْمَتَاعُ: لم يعثر على المسروق بحوزته (وهذا قد يثير شكًا في صدقه).
● مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ: ما أظنك سرقت (استفهام إنكار وتثبت، و"إخالك" من الظن).
● فَأَمَرَ فَقُطِعَ: أمر النبي ﷺ بقطع يده تطبيقًا لحد السرقة.
● اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ: يا الله تقبل توبته واغفر له.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو أمية المخزومي رضي الله عنه أن النبي ﷺ أُحضر إليه سارق، فأقرّ بالسرقة اعترافًا صريحًا، لكن اللافت أن المسروق لم يوجد معه. هنا تظهر حكمة النبي ﷺ القضائية ورحمته؛ حيث شكّك في اعترافه مرتين قائلاً: "مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ"، أي: لست أظن أنك سرقت، وهذا ليس تكذيبًا للاعتراف، بل:
1- تثبتٌ قضائي: تحرٍّ للصدق، فقد يكون اعترف لسبب آخر (كضغط نفسي أو غيره).
2- تخفيفٌ عنه: محاولة لدفعه لترك الاعتراف لينجو من العقاب.
ولكن الرجل أصر على اعترافه بالسرقة في المرة الأولى والثانية، فلم يبقَ للنبي ﷺ بعد هذا الإصرار إلا تطبيق حد الله تعالى، فأمر بقطع يده.
ثم بعد إقامة الحد، الذي هو كفارة للذنب، علم النبي ﷺ أن التوبة تجب ما قبلها، فأمر الرجل أن يقول: "أستغفر الله وأتوب إليه"، ليتطهر من ذنبه، ثم دعا له النبي ﷺ بقبول توبته مرتين تأكيدًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- إقامة الحدود شرعًا: يجب إقامة حد السرقة إذا تحققت شروطه (الإقرار أو البينة)، وهو قطع اليد، لحكمة عظيمة في حفظ الأموال والمجتمع.
2- التثبت في القضاء: حتى مع الاعتراف، يشرع للتثبت والتأني، كما فعل النبي ﷺ بتكرار السؤال.
3- الرحمة حتى مع العقوبة: موقف النبي ﷺ بعد القطع يدل على شدة رحمته، حيث لم يترك المعاقب هملاً، بل وجهه للتوبة والاستغفار.
4- التوبة تجب ما قبلها: الذنب وإن عظم، فإن التوبة الصادقة تمحوه، ولذلك دعا له النبي ﷺ.
5- حكمة عدم وجود المتاع: قد يكون لتخليصه من تهمة أخرى، أو لتعليم الأمة أن الإقرار كافٍ في إقامة الحد.
6- حسن التعامل مع الجاني: الجمع بين العدل في إقامة الحد والرحمة في الدعاء له وتوجيهه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- الحديث يدخل في باب "حد السرقة" في كتب الفقه، وفيه بيان أن الإقرار مرة واحدة كافٍ، لكن تكرير النبي ﷺ للسؤال للاستيثاق.
- القطع يكون من الرسغ (مفصل الكف)، كما هو مذهب الجمهور.
- هذا الموقف يرد على من يتوهم أن الإسلام قاسٍ في عقوباته، بل هو عدل ورحمة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المستغفرين التوابين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٣٨٠) والنسائي (٤٨٨١) وابن ماجه (٢٥٩٧) وأحمد (٢٢٥٠٨) والبيهقي (٨/ ٢٧٦) كلهم من حديث إسحاق بن أبي طلحة قال: سمعت أبا المنذر مولى أبي ذر، يذكر أن أبا أمية حدثه فذكر الحديث.
وأبو المنذر مجهول. لم يرو عنه غير إسحاق بن أبي طلحة، ولم يوثقه أحد.
تنبيه: لم ينتبه الأعظمي إلى جهالة هذا الراوي في «المنة الكبرى» (٧/ ٣١٢) فقال: صحيح. والصواب أنه ضعيف.
وأما تلقين السارق عن رجوعه من اعترافه فأحبه جماعة من أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين لما فيه درء الحدود. والنبي ﷺ كان يحب درء الحدود بالشبهات.
وقد أتي عمر بن الخطاب برجل فسأله أسرقت؟ قل: لا. قال: فقال: لا، فتركه ولم يقطعه. ورُوي مثل هذا عن عدد من الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

  • 📜 حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب