بع العبد إذا سرق ولو بنش

حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سرق العبد فبيعوه ولو بنش».

حسن: رواه أبو داود (٤٤١٢) والنسائي (٤٩٨٠) وابن ماجه (٢٥٨٩) والبخاري في الأدب المفرد (١٦٥) كلهم من حديث أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سرق العبد فبيعوه ولو بنش».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سرق العبد فبيعوه ولو بنش».
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه، وابن ماجه في سننه، والبيهقي في سننه، وغيرهم. وهو حديث صحيح بشواهده.
### ثانياً. شرح المفردات
● العبد: المملوك الذي ليس له حرية التصرف في نفسه.
● فبيعوه: أي بيعوا هذا العبد الذي سرق.
● النش: هو نصف أوقية، والأوقية أربعون درهماً، فالنش عشرون درهماً. والمقصود هنا المبلغ الزهيد من المال.
### ثالثاً. شرح الحديث
هذا الحديث يتعلق بحكم شرعي خاص بالعبد إذا ارتكب جريمة السرقة. فالشريعة الإسلامية قد شرعت الحدود لزجر الجرائم وحماية المجتمع، ولكنها راعت أيضاً أحوال الأشخاص ومراتبهم.
والعبد الذي يسرق لا يقام عليه حد السرقة (وهو قطع اليد) كالحر، وذلك لعدة أسباب منها:
1. أن ماله في الأصل ليس ملكاً له بل هو ملك لسيده، فإذا سرق يكون قد خان سيده.
2. أن العبد ليس له حرية التصرف، وقد يسرق تحت ضغط الحاجة أو إكراه السيد.
3. أن قطع يد العبد يضر بسيده لأنه ينقص من قيمته ويقلل من منفعته.
ولذلك جاء الحل البديل وهو بيعه، حتى ولو كان الثمن زهيداً (ولو بنش)، وذلك لحكمة عظيمة:
- حماية المجتمع من استمراره في السرقة.
- معاقبته بنقله إلى سيد آخر قد يكون أرفق به.
- تعويض صاحب المال المسروق من ثمن بيعه.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- مراعاة الظروف والأحوال في تطبيق الأحكام: فالشريعة الإسلامية تراعي الفروق بين الأشخاص في التكليف والعقوبة.
2- الحكمة من التشريع: أن العقوبة ليست انتقاماً بل إصلاحاً للفرد والمجتمع.
3- الرحمة في الإسلام: حتى في العقوبات تظهر رحمة الإسلام، حيث استبدل قطع اليد بالبيع حفظاً لقيمة الإنسان حتى وهو عبد.
4- حماية الحقوق: بحيث لا يضيع حق صاحب المال المسروق، فيأخذ تعويضاً من ثمن بيع العبد.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحكم خاص بالعبد المملوك، وأما الحر فتقام عليه حد السرقة إذا توفرت شروطها.
- إذا سرق العبد ثم عتق بعد ذلك، فهل يقام عليه الحد؟ فيه خلاف بين الفقهاء، والراجح أنه لا يقام عليه الحد لأن السرقة حصلت منه وهو عبد.
- إذا كان العبد قد سرق من مال سيده، فالسيد بالخيار: إن شاء باعه، وإن شاء عفا عنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤١٢) والنسائي (٤٩٨٠) وابن ماجه (٢٥٨٩) والبخاري في الأدب المفرد (١٦٥) كلهم من حديث أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
قال النسائي: «عمر بن أبي سلمة ليس بالقوي في الحديث».
قال الأعظمي: ولكن قال البخاري: «صدوق» وقال أبو حاتم: «هو عندي صالح صدوق في الأصل»، وقال أحمد: «هو صالح ثقة إن شاء الله» وذكره البرقي في باب من احتمل حديثه من المعروفين قال: وأكثر أهل العلم بالحديث يثبتونه، وقال الدوري: «سألت ابن معين عن حديث من حديثه فقال: صحيح، وسألته عن آخر فاستحسنه» وقال ابن عدي: «حسن الحديث لا بأس به» فمثله يحسن حديثه إلا إذا خالف الثقات.
وقوله: نشُّ: هو نصف كل شيء ولو بنصف القيمة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

📜 حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بع العبد إذا سرق ولو بنش

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية