حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب حد شارب الخمر
حسن: رواه أبو داود (٤٤٨٨) عن ابن السرح (وهو أحمد بن عمرو بن السرح) قال: وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد، عن عقيل أن ابن شهاب أخبره، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، أخبره عن أبيه فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الرحمن بن أزهر رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:
1. شرح المفردات:
● شارب: أي شارب الخمر.
● بحنين: مكان قريب من مكة، كانت فيه غزوة حنين.
● حثا وجهه في التراب: أي وضع وجهه في التراب أو دلكه به.
● ضربوه بالنعال، وما كان في أيديهم: أي ضربوه بأحذيتهم وأي شيء متاح لديهم.
● جلد: أي ضرب بالجلد كعقوبة.
● الحدين كليهما: أي جمع بين عقوبتي الخمر والحد الآخر (كالقذف مثلاً).
● أثبت معاوية الحد: أي جعل العقوبة الرسمية للخمر ثمانين جلدة.
2. شرح الحديث:
يذكر الحديث قصة معاقبة شارب الخمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور عقوبة شرب الخمر في عهد الخلفاء الراشدين ومعاوية رضي الله عنهم.
- في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
أُتي بشخص شرب الخمر في غزوة حنين، فلم يحدده النبي صلى الله عليه وسلم بعدد معين من الجلد، بل حثا وجهه في التراب (وهذا نوع من الإهانة الزاجرة)، ثم أمر أصحابه فضربوه بأحذيتهم وبما في أيديهم من أشياء حتى أمرهم بالكف. وهذا يدل على أن العقوبة في بداية الإسلام لم تكن محددة بعدد، بل كانت تعزيراً بحسب الحال.
- في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، جلد أبو بكر شارب الخمر أربعين جلدة. وهذا بناء على فهمه أن عقوبة الخمر ينبغي أن تكون مشابهة لعقوبة القذف (وهي أربعون جلدة) لعدم وجود نص قرآني أو حديث صريح بتحديد العدد.
- في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
استمر عمر في أول خلافته على جلد الشارب أربعين، ثم بعد ذلك رأى أن الخمر تسبب الفساد الكبير، فزاد العقوبة إلى ثمانين جلدة. وقد استند في ذلك إلى أن شارب الخمر يسكر فيتهم البريء، وربما يقذف المحصنات، فجمع بين حد القذف (ثمانون) وعقوبة الخمر.
- في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
في أول خلافته جلد أربعين، ثم في آخر خلافته جلد ثمانين، بل有时 كان يجمع بين عقوبتين إذا اقترن شرب الخمر بجريمة أخرى (كالقذف) فيجلد ثمانين وأربعين.
- في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه:
أثبت الحد على ثمانين جلدة بشكل رسمي، وصار هذا هو المشهور والعمل به في المذاهب الفقهية.
3. الدروس المستفادة:
● مرونة التشريع الإسلامي: تظهر القصة كيف تطورت عقوبة الخمر تدريجياً حسب ظروف المجتمع وحاجته للزجر.
● اجتهاد الصحابة: الصحابة رضي الله عنهم اجتهدوا في تطبيق العقوبة بما يرونه مناسباً للمصلحة العامة، وليس لهم نص صريح محدد.
● الزجر عن المعاصي: العقوبة تختلف بحسب حال الجاني وخطورة الجريمة على المجتمع.
● التدرج في العقوبات: الإسلام يراعي التدرج في التشريع، فبداية كانت العقوبة تعزيرية، ثم استقرت على ثمانين.
● حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: في حثو الوجه بالتراب وضربه بالنعال، إشارة إلى إهانة الفاعل ليزدجر هو وغيره.
4. معلومات إضافية:
- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حديث صحيح.
- جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) على أن حد الخمر ثمانون جلدة، إلا أن المالكية يرون أن الأربعين هي الأصل، ولكن الإمام مالك رحمه الله يرى أن الإمام يزيد حسب المصلحة.
- الخمر محرمة بنص القرآن والسنة، وهي أم الخبائث، وسبب لكثير من المفاسد الاجتماعية والأخلاقية.
أسأل الله تعالى أن يبعدنا عن مسالك المعاصي، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ومن هذا الوجه رواه أيضا النسائي في الكبرى (٥٢٨٣) إلى قوله: «فتوفي رسول الله ﷺ وتلك سنة».
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، لم يوثقه غير ابن حبان. ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول»
أي عند المتابعة، وقد توبع.
رواه أبو داود (٤٤٨٧) من وجه آخر عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن أزهر قال: فذكره. وكذلك رواه النسائي في «الكبرى» من أوجه كثيرة عن عبد الرحمن بن أزهر فذكره مختصرًا.
قال أبو داود: «أدخل عقيل بن خالد بين الزهري وبين الأزهر في هذا الحديث: عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر عن أبيه».
وفي الباب ما روي عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يَقِتْ في الخمر حدًا. وقال ابن عباس: «شرب رجل فسكر فلقي يميل في الضجّ» فانطُلق به إلى النبي ﷺ فلما حاذى بدار العباس انفلت. فدخل على العباس فالتزمه، وذكر ذلك للنبي ﷺ فضحك وقال: «أفعلها؟» ولم يأمر فيه بشيء.
رواه أبو داود (٤٤٧٦) عن الحسن بن علي ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن محمد بن علي بن ركانة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال أبو داود: هذا مما انفرد به أهل المدينة. حديث الحسن بن علي هذا.
ومحمد بن علي بن ركانة هو محمد بن علي بن يزيد بن ركانة روى عنه اثنان، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان فهو مقبول عند المتابعة. ولم أجد له متابعا.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 72 تُقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا
- 73 اقطعوا في ربع دينار ولا تقطعوا فيما هو أدنى من...
- 74 لم تقطع يد سارق في أقل من ثمن المجن
- 75 قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
- 76 قطع يد السارق في تُرس ثمنه ثلاثة دراهم
- 77 لا قطع في ثمر ولا كثر
- 78 من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه
- 79 ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع
- 80 ليس على المختلس قطع
- 81 ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطعه
- 82 هلا قبل أن تأتيني به
- 83 من حالت شفاعته دون حد من حدود الله
- 84 تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب
- 85 أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.
- 86 قطع يد امرأة سرقت ثم حسنت توبتها
- 87 لا تقطع الأيدي في السفر
- 88 اقتلوه قالوا يا رسول الله إنما سرق
- 89 إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف
- 90 أمر النبي ﷺ السارق بالاستغفار بعد القطع.
- 91 اقطعوه ثم احسموه ثم ائتوني به
- 92 بع العبد إذا سرق ولو بنش
- 93 قطعت يد السارق في سرقة الجمل
- 94 ألا هل بلغت؟ ثلاثا
- 95 قذف المحصنات المؤمنات من السبع الموبقات
- 96 البينة وإلا حد في ظهرك
- 97 ضرب الحد على رجلين وامرأة بعد نزول آية الإفك
- 98 من وقع على ذات محرم فاقتلوه
- 99 عوقبة شرب الخمر بلا توبة في الآخرة
- 100 إن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من...
- 101 عقوبة شرب الخمر وعدم قبول الصلاة اربعين يوما
- 102 جلد شارب الخمر أربعين جلدة
- 103 عن عثمان بن عفان في إقامة الحد على الوليد بن...
- 104 صلّى الصبح ركعتين ثم قال أزيدكم
- 105 من لم يسنه رسول الله ﷺ
- 106 ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
- 107 اضربوه ولا تقولوا أخزاك الله ولا تعينوا عليه الشيطان
- 108 من عنوان الحديث: كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله...
- 109 عبد الله الذي كان يلقب حمارًا ويحب الله ورسوله
- 110 من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه
- 111 إذا سكر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه
- 112 من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه
- 113 من شرب الخمر فاجلدوه ثم إن شرب فاجلدوه ثم إن...
- 114 إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه
- 115 عن النبي ﷺ: أيسكر؟ فلا تشربوه، فإن لم يصبروا عنه...
- 116 الخمر إذا شربوها فاجلدوهم ثم إذا شربوها فاقتلوهم
- 117 لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود...
- 118 لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود...
- 119 يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم
- 120 ما خُيّر رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 121 من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر
معلومات عن حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
📜 حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ضرب الشارب بالنعال وأمر النبي بالرفع
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








