حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من شرب الخمر مرارًا

عن شرحبيل بن أوس وكان من أصحاب النبي ﷺ أنه قال: قال النبي ﷺ: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٨٠٥٣) والطبراني في الكبير (١/ ١٩٨) و(٧/ ٣٦٦) والحاكم (٤/ ٣٧٣) كلهم من حديث حريز بن عثمان الجمحي، قال: حدثني نمران بن مخْمر، عن شرحبيل بن أوس فذكره.

عن شرحبيل بن أوس وكان من أصحاب النبي ﷺ أنه قال: قال النبي ﷺ: من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن شرحبيل بن أوس -رضي الله عنه- وكان من أصحاب النبي ﷺ أنه قال: قال النبي ﷺ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وصححه جماعة من أهل العلم.


1. شرح المفردات:


● الخمر: كل ما خامر العقل وغطاه من المسكرات، سواء كان مصنوعاً من العنب أو غيره.
● فاجلدوه: أي اضربوه بالجلد عقوبة له على شربه.
● فإن عاد: أي إن عاد إلى شربها مرة أخرى بعد العقوبة.
● فاقتلوه: أي اوقعوا عليه عقوبة القتل.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث المنهج الشرعي في معاقبة شارب الخمر، وهو منهج تدريجي يراعي طبيعة الإنسان وضعفه، ويعطي له فرصاً للتوبة والرجوع إلى الله.
● المرحلة الأولى والثانية والثالثة (فاجلدوه): إذا شرب الإنسان الخمر لأول مرة، يُعاقب بعقوبة الجلد (وهي أربعون جلدة على المشهور من فعل الخلفاء الراشدين، وقيل ثمانون). فإن عاد للشرب بعد أن عوقب، يُجلد مرة أخرى. فإن عاد للمرة الثالثة، يُجلد أيضاً. فهذه ثلاث فرص للتوبة والانزجار عن هذا الجرم العظيم.
● المرحلة الرابعة (فاقتلوه): إذا استمر المعاقب في الإصرار على شرب الخمر بعد ثلاث عقوبات بالجلد، فإنه يُقتل. وهذا القتل هو عقوبة تعزيرية لاستمراره في المعصية واستخفافه بالحدود الشرعية، بعد أن أعطي فرصاً متعددة للتوبة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم جرم شرب الخمر: حيث أن عقوبته تتصاعد حتى تصل إلى القتل في حال التكرار والإصرار، مما يدل على خطورتها على الفرد والمجتمع، وأنها من الكبائر.
2- حكمة التشريع الإسلامي: يتجلى في التدرج في العقوبة، فالشريعة لا تنتقل إلى أقصى العقوبات إلا بعد إعطاء الفرص الكافية للإقلاع والتوبة، مراعيةً الطبيعة البشرية ودوافع التكرار.
3- المقصد من العقوبات: ليس الانتقام، بل الزجر والردع، وإصلاح الفرد، وحماية المجتمع من مفاسد الخمر التي تُذهب المال والعقل وتُفكك الأسر وتسبب الجرائم.
4- الرحمة في التشريع: فإعطاء الفرص المتكررة دليل على رحمة الإسلام وعدله، وعدم المبادرة إلى أشد العقوبات.
5- وجوب إنكار المنكر: الحديث يأمر الأمة (فاجلدوه) بإنكار هذا المنكر وإقامة الحدود، فهي مسؤولية جماعية لتحصين المجتمع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف الفقهاء في العمل بهذا الحديث، فذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن حد شارب الخمر هو الجلد (٤٠ أو ٨٠) وليس القتل، وأن عقوبة القتل في الحديث منسوخة أو أنها للتعزير في حالات خاصة كالاستهتار بالدين.
- وذهب الإمام أحمد في رواية عنه، وداود الظاهري، وبعض السلف إلى القول بظاهر الحديث وأن القتل هو عقوبة الشارب إذا تكرر منه الشرب للمرة الرابعة.
- والراجح عند المحققين أن عقوبة القتل للشارب لم تثبت في القرآن، وأن الأحاديث الواردة فيها مختلفة، وأن الإجماع انعقد على ترك القتل في حد الخمر، وعليه عمل الخلفاء الراشدين والأمة من بعدهم.
- المقصود الأعلى من الحديث هو بيان خطورة الإصرار على المعصية، وأنه قد يؤول بصاحبه إلى الهلاك، وفيه تهديد شديد للمستهترين بحدود الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٨٠٥٣) والطبراني في الكبير (١/ ١٩٨) و(٧/ ٣٦٦) والحاكم (٤/ ٣٧٣) كلهم من حديث حريز بن عثمان الجمحي، قال: حدثني نمران بن مخْمر، عن شرحبيل بن أوس فذكره. قال الحافظ ابن حجر: «رواته ثقات».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل نمران بن مخمر أبي الحسن الرحبي وهو من رجال «التعجيل» قال فيه: روى عنه حريز بن عثمان وبهذا ذكره البخاري. ولم يذكر فيه جرحا فقال: سمع أوسا.
قال الحافظ ابن حجر: قال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات. وذكره ابن حبان في «الثقات». وذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٨/ ٤٩٧) أن من شيوخه حريز بن عثمان، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وحريث بن عمرو الحضرمي.
ثم روي هذا الحديث من وجه آخر. رواه أحمد (١٣٠٢٣) والحاكم من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت يزيد بن أبي كبشة يخطب بالشام قال: سمعت رجلًا من أصحاب النبي ﷺ يحدث عبد الملك بن مروان في الخمر أن رسول الله ﷺ قال: فذكر مثله.
قال الحاكم: «سمعت أبا علي الحافظ يحدث بهذا الحديث فقال في آخره: هذا الصحابي من أهل الشام هو شرحبيل بن أوس».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

  • 📜 حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب