حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التعزير

عن ابن عمر أنهم كانوا يُضربون على عهد النبي ﷺ إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم حتى يُؤووه إلى رحالهم.

صحيح: رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٢) عن عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر أنهم كانوا يُضربون على عهد النبي ﷺ إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم حتى يُؤووه إلى رحالهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أَنَّهُمْ كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا اشْتَرَوْا طَعَامًا جِزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ فِي مَكَانِهِمْ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ".


1. شرح المفردات:


● يُضْرَبُونَ: يُعاقَبون ويُمنَعون بالقوة إذا لزم الأمر.
● جِزَافًا: أي بدون وزن أو كيل، بل بالتقريب والتخمين.
● أَنْ يَبِيعُوهُ فِي مَكَانِهِمْ: أي أن يبيعوه في نفس السوق أو المكان الذي اشتروه فيه قبل نقله.
● حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ: حتى ينقلوه إلى بيوتهم أو أماكن تخزينهم.


2. شرح الحديث:


كان هذا المنع والعقاب في عهد النبي ﷺ لمن يشترون الطعام (كالحبوب والتمور وغيرها) بغير كيل أو وزن (أي جزافًا)، ثم يريدون بيعه في نفس مكان الشراء قبل نقله إلى بيوتهم أو مستودعاتهم.
الحكمة من هذا النهي:
● منع الغرر والجهالة في البيع: لأن البيع قبل القبض والتملك الكامل يحوي جهالة وغررًا، فقد يكون الطعام معيبًا أو ناقصًا، والمشتري الجديد لا يدري حقيقة ما اشترى.
● منع الاحتكار والتلاعب بالسوق: لأن بعض التجار كانوا يشترون الطعام جزافًا بكميات كبيرة ثم يبيعونه فورًا في السوق دون نقل، مما قد يؤدي إلى التلاعب بالأسعار واحتكار السلع.
● التأكيد على القبض التام في البيع: فالشريعة تشترط لقبض البيع أن ينقله المشتري من مكان البيع الأصلي إلى مكانه، حتى يتمكن من فحصه والاطمئنان عليه.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم بيع الطعام قبل قبضه: وهذا يدخل في عموم النهي عن بيع ما لم يُقبض، كما في الحديث: "لا تَبِعْ ما لَيْسَ عِنْدَكَ" (رواه أبو داود والترمذي).
2- النهي عن بيع السلع في مكان شرائها قبل نقلها: تطبيقًا لشرط القبض في البيع، وحمايةً للمتعاقدين من الغش والجهالة.
3- حرص الشريعة على العدل في المعاملات: ومنع أي صورة من صور الغرر أو الاحتيال في التجارة.
4- جواز استخدام العقوبة الزاجرة: إذا لزم الأمر لمنع المنكرات والمخالفات الشرعية في المعاملات، خاصة إذا تعلقت بمصالح الناس العامة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في تحريم بيع السلع قبل قبضها، وهو من القواعد المهمة في فقه البيوع.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن القبض الشرعي يختلف بحسب العرف ونوع السلعة، فقبض الطعام يكون بنقله من مكان السوق.
- هذه القاعدة تنطبق على جميع السلع التي يمكن فيها الغرر، وليس الطعام فقط، لكن الطعام ذكر لأنه كان السلعة الأكثر تداولاً.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا من المتعاملين بالعدل والصدق.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٢) عن عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

  • 📜 حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يضربون إذا اشتروا طعامًا جزافًا أن يبيعوه في مكانهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب