حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التعزير

عن أبي بردة الأنصاري قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله».
وفي لفظ: «لا يُجلد فوق عشرة جلدات إلا في حدّ من حدود الله».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٠) ومسلم في الحدود (١٧٠٨) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكير بن الأشجّ حدّثه قال: بينما أنا جالسٌ عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر فحدث سليمان بن يار، ثم أقبل علينا سليمان بن يسار، فقال: حدّثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدّثه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري قال فذكره.

عن أبي بردة الأنصاري قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله».
وفي لفظ: «لا يُجلد فوق عشرة جلدات إلا في حدّ من حدود الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي بردة الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله». وفي لفظ: «لا يُجلد فوق عشرة جلدات إلا في حدّ من حدود الله».
رواه الإمام البخاري في صحيحه.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● تَجْلِدُوا: تأمرون بضرب الشخص بالسياط (جمع سوط) أو تنفذون الجلد بأنفسكم.
● فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوِاطٍ: أكثر من عشرة ضربات بالسوط.
● حَدٌّ مِنْ حُدُودِ الله: عقوبة مقدرة شرعاً لها أسباب وشروط محددة، كحد الزنا أو حد القذف أو حد شرب الخمر.

# 2. شرح الحديث:


يُرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى قاعدة عظيمة في التعامل مع الأخطاء والعقوبات التعزيرية (أي التي ليست حدوداً مفروضة). فالمعنى:
● النَهي عن تجاوز العشرة: ينهى النبي صلى الله عليه وسلم ولاة الأمر والقضاة عن أن يوقعوا عقوبة الجلد على أي معصية أو مخالفة تعبيرية (أي ليست حداً منصوصاً عليه) بأكثر من عشرة أسواط.
● الاستثناء: يستثني النبي صلى الله عليه وسلم من هذا النهي "حدود الله"، وهي العقوبات المقدرة بنص شرعي ثابت في القرآن أو السنة، والتي قد تزيد فيها الضربات على العشر بكثير، كحد القذف (80 جلدة) أو حد شرب الخمر (80 جلدة في رأي بعض الفقهاء) وغيرها. فهذه لها نصوصها الخاصة التي تبين قدرها.
الفقه في الحديث:
يستنبط العلماء من هذا الحديث أن العقوبات التعزيرية (التأديبية غير المقدرة بحد) التي يُعاقب بها المرء على معصية لا حد فيها – مثل بعض الجنايات أو المخالفات الإدارية – لا يجوز أن تبلغ مبلغ الحدود المقدرة. فالعشرة أسواط هي أقصى ما يمكن الوصول إليه في التعزير بالجلد، حفظاً لكرامة الإنسان ومنعاً للتفريط أو الإفراط في العقوبة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرحمة في التشريع: يُظهر الحديث رحمة الإسلام وعدله، حيث جعل للعقوبات سقفاً لا يتجاوز فيه الحاكم في تأديب الناس إلا فيما فيه مصلحة عامة وردع شديد (الحدود).
2- ضبط السلطة: الحديث يقيد سلطة الحاكم والقاضي ويضبطها بضوابط شرعية، preventing التعسف أو القسوة المفرطة في العقاب، مما يحمي حقوق الأفراد.
3- التفريق بين الحد والتعزير: يؤكد على الفرق الجوهري بين العقوبة المقدرة شرعاً (الحد) والعقوبة التقديرية التي للقاضي فيها مجال (التعزير)، ويبين الضابط لكل منهما.
4- كرامة الإنسان: حتى في حال العقاب، يحفظ الإسلام كرامة المخطئ ويحرم تعذيبه أو الإفراط في إيذائه، ما دامت ذنبه لا يصل إلى مستوى الحدود.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل من أصول باب "التعزيرات" في الفقه الإسلامي.
- التعزير يكون بأنواع أخرى غير الجلد، كالنصح أو التوبيخ أو الحبس أو الغرامة المالية، حسب ما يراه القاضي محققاً للمصلحة والردع.
- الحديث دليل على عظمة الشريعة الإسلامية وشمولها وعدلها، حيث وضعت الضوابط حتى في مجال العقوبات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٠) ومسلم في الحدود (١٧٠٨) كلاهما من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكير بن الأشجّ حدّثه قال: بينما أنا جالسٌ عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر فحدث سليمان بن يار، ثم أقبل علينا سليمان بن يسار، فقال: حدّثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدّثه، أنه سمع أبا بردة الأنصاري قال فذكره. واللفظ للبخاري. قال أبو داود: «أبو بردة اسمه هانئ».
قال الأعظمي: وقيل: اسمه الحارث بن عمرو، وقيل غير ذلك وهو أبو بردة بن نِيار البلوي، حليف الأنصار صحابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 117 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

  • 📜 حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب