حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال في النذر بالمعصية كفارة

عن عقبة بن عامر، عن رسول الله ﷺ قال: «كفارة النذر كفارة اليمين».

صحيح: رواه مسلم في النذر (١٦٤٥) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكره.

عن عقبة بن عامر، عن رسول الله ﷺ قال: «كفارة النذر كفارة اليمين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «كفارة النذر كفارة اليمين».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه)


1. شرح المفردات:


● كفارة: ما يُكَفِّرُ الذنب ويُزيل إثمه، وهي عبارة عن عمل مشروع يُؤدى للتكفير عن ذنب أو إخلال بالتزام.
● النذر: هو أن يلزم الإنسان نفسه بعمل طاعة لله تعالى لم يكن لازماً عليه بأصل الشرع، مثل أن يقول: "لله عليَّ أن أصوم كذا" أو "أن أتصدق بكذا".
● كفارة اليمين: هي الكفارة المذكورة في قوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} [المائدة: 89].


2. شرح الحديث:


بيَّن النبي ﷺ في هذا الحديث أنَّ من نذر نذراً ثم لم يستطع الوفاء به، فإنَّ عليه كفارة يمين، أي مثل كفارة الحنث في اليمين. وذلك لأن النذر يشبه اليمين من حيث إنه التزام بالقيام بعمل، فإذا عجز عن الوفاء به لسبب شرعي (كمرض أو فقر أو نحوه)، فإنه يكفر بكفارة اليمين.
والحكمة من ذلك: التيسير على المسلم ورفع الحرج عنه، وعدم تحميله ما لا طاقة له به، مع الحفاظ على قداسة الالتزام بالعهود والنذور.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التيسير في الشريعة الإسلامية: فالشريعة جاءت برفع الحرج والتخفيف على العباد، وعدم تكليفهم فوق طاقتهم.
2- وجوب الوفاء بالنذر: إذا كان النذر في طاعة لله تعالى، فإنه يجب الوفاء به ما لم يكن هناك عذر شرعي.
3- التكفير عند العجز: إذا عجز المسلم عن الوفاء بنذره، فلا يتركه بلا تكفير، بل عليه كفارة يمين كما بين الحديث.
4- التشبيه بين النذر واليمين: من حيث وجوب الوفاء والتكفير عند عدم الوفاء، مما يدل على عظم شأن الالتزام بالعهود في الإسلام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- إذا نذر المسلم نذراً وهو قادر على الوفاء به، وجب عليه الوفاء، وإلا لزمته الكفارة.
- إذا كان النذر في معصية (مثل نذر شرب الخمر أو قطيعة الرحم)، فلا يجوز الوفاء به، بل يجب كفارة يمين.
- كفارة اليمين هي على التخيير: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يستطع صام ثلاثة أيام.
- هذا الحديث يدخل في باب "النذور" في كتب الفقه، ويستدل به العلماء على حكم كفارة النذر.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النذر (١٦٤٥) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكره.
من قال في المعصية كفارة أخذ بهذا الحديث المطلق.
ورواه الترمذيّ (١٥٢٨) من وجه آخر عن أبي بكر بن عباس قال: حَدَّثَنِي محمد مولى المغيرة بن شعبة، قال: حَدَّثَنِي كعب بن علقمة، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله ﷺ: «كفارة النذر إذا لم يسمّ كفارة اليمين».
وفيه محمد مولى المغيرة هو محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي «مجهول» ومن طريقه رواه أيضًا أبو داود (٣٣٢٣) وليس فيه: «إذا لم يسمّ».
ورواه ابن ماجة (٢١٢٧) من وجه آخر عن إسماعيل بن رافع، عن خالد بن يزيد، عن عقبة بن عامر وذكر فيه: «لم يسمّه».
وإسماعيل بن رافع الأنصاري المدني ضعيف الحفظ كما في التقريب.
ومعنى قوله: «إذا لم يسمّ» أي أن كفارة اليمين إنّما تجب فيما كان من النذروات غير مسمى. وحملوا هذا المقيد على المطلق الذي في حديث عقبة بن عامر عند مسلم.
قال النوويّ معلقًا على قوله: «كفارة النذر كفارة اليمين»: «اختلف العلماء في المراد به. فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج، وهو أن يقول إنسان يريد الامتناع من كلام زيد مثلا: إن كلمت زيدًا مثلا فلله عليّ حجّة أو غيرها. فيكلمه. فهو بالخيار بين كفارة بيمين، وبين ما التزمه. هذا هو الصَّحيح في مذهبنا.
وقال: وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق كقوله: عليَّ نذر. وحمله أحمد
وبعض أصحابنا على نذر المعصية كمن نذر أن يشرب الخمر. وحمله جماعة من فقهاء أصحاب الحديث على جميع أنواع النذر. وقالوا: هو مخير في جميع النذورات بين الوفاء بما التزم وبين كفارة يمين». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 94 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

  • 📜 حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كفارة النذر كفارة اليمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب