حديث: صَلِّ هَاهُنَا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا وفاء لنذر في المعصية

عن جابر بن عبد الله أن رجلًا قام يوم الفتح. فقال: يا رسول الله! إني نذرت لله إن فتح عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين. فقال: «صل هاهنا» ثمّ أعاد عليه فقال: «صل هاهنا» ثمّ أعاد عليه. فقال: «شأنك إذًا».

صحيح: رواه أبو داود (٣٣٠٥) وأحمد (١٤٩١٩) والحاكم (٤/ ٣٠٤) والبيهقي (١٠/ ٨٢ - ٨٣) وابن الجارود (٩٤٥) كلّهم من حديث حمّاد بن سلمة، عن حبيب المعلم، عن عطاء بن أبي
رباح، عن جابر بن عبد الله فذكره.

عن جابر بن عبد الله أن رجلًا قام يوم الفتح. فقال: يا رسول الله! إني نذرت لله إن فتح عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين. فقال: «صل هاهنا» ثمّ أعاد عليه فقال: «صل هاهنا» ثمّ أعاد عليه. فقال: «شأنك إذًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله أن رجلًا قام يوم الفتح. فقال: يا رسول الله! إني نذرت لله إن فتح عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين. فقال: «صَلِّ هَاهُنَا» ثمّ أعاد عليه فقال: «صَلِّ هَاهُنَا» ثمّ أعاد عليه. فقال: «شَأْنَكَ إِذًا».


1. شرح المفردات:


● يوم الفتح: أي يوم فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة.
● نذرت لله: عاهدت الله تعالى ووعدته بوعد ملزم.
● بيت المقدس: المسجد الأقصى في فلسطين، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين.
● صَلِّ هَاهُنَا: أي صلِّ هنا في مكة.
● شَأْنَكَ إِذًا: كلمة تقال لمن أصر على رأيه بعد النصح، ومعناها: افعل ما تريد.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقال: إنه نذر لله أن يصلي ركعتين في المسجد الأقصى إذا فتح الله مكة على رسوله. فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في مكة بدلاً من بيت المقدس، كرر عليه النصيحة ثلاث مرات، لكن الرجل أصر على نذره، فتركه النبي صلى الله عليه وسلم على نذره قائلاً: "شأنك إذًا"، أي افعل ما نذرت.

# الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في مكة:


● تفضيل المسجد الحرام: حيث أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فيما سواه، كما في الحديث الصحيح.
● التيسير على المسلم: وعدم تحميله مشقة السفر إلى بيت المقدس.
● تعليم المسلمين: أن الوفاء بالنذر ليس دائماً هو الأولى، بل قد يكون التيسير وترك المشقة أفضل.


3. الدروس المستفادة:


1- جواز النذر مع كراهته: النذر جائز لكنه مكروه عند كثير من العلماء لأنه لا يرد قضاء الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النَّذْرَ لا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلا يُؤَخِّرُ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» (رواه البخاري ومسلم).
2- الأفضلية الشرعية: ينبغي للمسلم أن يختار الأفضل في عبادته، والصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في غيره من المساجد إلا المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
3- التدرج في النصح: النبي صلى الله عليه وسلم كرر النصح ثلاث مرات، مما يدل على أهمية الصبر في الدعوة والتعليم.
4- عدم الإلزام بعد البيان: إذا بين النبي صلى الله عليه وسلم الأفضلية واختار الشخص غيرها، فلا إثم عليه لكنه فاته الأجر الكامل.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن النذر لا يجب الوفاء به إذا كان في معصية أو كان فيه مشقة غير معتادة.
- العلماء اختلفوا في حكم الوفاء بالنذر إذا كان في مكان معين، والأفضل أن يوفى به إلا إذا كان هناك ما هو أفضل منه.
- من أراد أن ينذر نذر طاعة، فليكن نذره عاماً غير مقيد بمكان أو زمان، كأن يقول: "لله عليَّ أن أصوم كذا" دون تحديد مكان الصلاة أو الصيام.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٣٠٥) وأحمد (١٤٩١٩) والحاكم (٤/ ٣٠٤) والبيهقي (١٠/ ٨٢ - ٨٣) وابن الجارود (٩٤٥) كلّهم من حديث حمّاد بن سلمة، عن حبيب المعلم، عن عطاء بن أبي
رباح، عن جابر بن عبد الله فذكره.
قال أبو داود: «رُوي نحوه عن عبد الرحمن بن عوف، عن النَّبِيّ ﷺ.
قال الأعظمي: إسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين».
والرجل المبهم هو الشريد كما جاء في رواية عطاء بن أبي رباح قال: جاء الشريد إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله! إني نذرت إن الله فتح عليك أن أصلي في بيت المقدس. فقال النَّبِيّ ﷺ: «هاهنا فصلّ» ثمّ عاد حتَّى قال مثل مقالته هذه ثلاث مرات، والنبي ﷺ يقول: «هاهنا فصلّ» قال له في الرابعة: «اذهب، فوالذي نفسي بيده لو صليت هاهنا لأجزأ عنك، ثمّ قال: صلاة في هذا المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة» رواه عبد الرزّاق (١٥٨٩١) عن إبراهيم بن يزيد، عن عطاء إِلَّا أنه مرسل.
وأمّا حديث عبد الرحمن بن عوف الذي أشار إليه أبو داود ففيه رجال مجاهيل. رواه أبو داود (٣٣٠٦) مختصرًا، وعبد الرزّاق (١٥٨٩٠) مطوَّلًا عن ابن جريج، قال: أخبرني يوسف بن الحكم بن أبي سفيان، أن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف وعمرو بن حنّة أخبراه عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن رجال من الأنصار من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أن رجلًا من الأنصار جاء النَّبِيّ في يوم الفتح فذكر نحو حديث جابر بن عبد الله وجاء فيه: وقال ابن جريج: أخبرت أن ذلك الرّجل: الشريد بن سويد من الصدف وهو ثقيف.
وفيه حفص بن عمر بن عبد الرحمن وعمرو بن حنّة، وشيخهما عمر بن عبد الرحمن بن عوف كلّهم«مقولون كما في التقريب. أي يقبلون عند المتابعة كما هو الحال لحفص بن عمر بن عبد الرحمن وعمرو بن حنة، فإن أحدهما تابع الآخر. ولم أقف على متابعة عمر بن عبد الرحمن بن عوف. والله أعلم.
قال ابن المسيب: من نذر أن يعتكف في مسجد إيلياء فاعتكف في مسجد النَّبِيّ ﷺ بالمدينة، أجزأ عنه، ومن نذر أن يعتكف في مسجد النَّبِيّ ﷺ بالمدينة فاعتكف في المسجد الحرام أجزأ عنه. ومن نذر أن يعتكف على رؤوس الجبال فإنه لا ينبغي له ذلك. ليعتكفْ في مسجد جماعة» رواه عبد الرزّاق (١٥٨٨٩) عن معمر، عن عبد الكريم الجزريّ، عن ابن المسيب فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صَلِّ هَاهُنَا

  • 📜 حديث: صَلِّ هَاهُنَا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صَلِّ هَاهُنَا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صَلِّ هَاهُنَا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صَلِّ هَاهُنَا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب