حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النذر في قطيعة الرحم

عن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث. فسأل أحدهما صاحبة القسمة، فقال: لئن عدْت تسألني القسمة لن أكلمك أبدًا. وكل مالٍ لي في رتاج الكعبة. فقال عمر بن الخطّاب: إن الكعبة الغنيّة عن مالك. كفّر عن يمينك، وكلم أخاك، فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا يمين عليك، ولا نذر في معصية، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك».

حسن: رواه أبو داود (٣٢٧٢) وابن حبَّان (٤٣٥٥) والحاكم (٤/ ٣٠٠) والبيهقي (١٠/ ٣٣) كلّهم من طريق يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا خبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب فذكره.

عن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث. فسأل أحدهما صاحبة القسمة، فقال: لئن عدْت تسألني القسمة لن أكلمك أبدًا. وكل مالٍ لي في رتاج الكعبة. فقال عمر بن الخطّاب: إن الكعبة الغنيّة عن مالك. كفّر عن يمينك، وكلم أخاك، فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا يمين عليك، ولا نذر في معصية، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح قواعد مهمة في النذور والأيمان، ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الحديث باختصار:


يروي سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار اختلفا في الميراث، فحلف أحدهما أن لا يكلم أخاه إذا طلب قسمة الميراث again، ونذر أن يضع ماله في رتاج الكعبة (أي في باب الكعبة أو داخلها كصدقة). فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونصحه بأن الكعبة غنية عن ماله، وأمره أن يكفر عن يمينه ويكلم أخاه، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمين عليك، ولا نذر في معصية، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك».


1. شرح المفردات:


● أخوين من الأنصار: أي من أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● ميراث: المال الذي تركه الميت ويُوزع على الورثة.
● صاحبة القسمة: أي طلب منه تقسيم الميراث.
● لئن عدت تسألني القسمة: أي إذا عدت تطلب مني تقسيم الميراث مرة أخرى.
● لن أكلمك أبدًا: أي سأقطع الكلام معك وأهجرك.
● في رتاج الكعبة: الرتاج هو الباب أو المفتاح، والمقصود أن ينذر ماله للكعبة أو يضعه فيها كصدقة.
● كفّر عن يمينك: أي اخرج كفارة اليمين لأنك حلفت يمينًا ثم حنثت فيها (أي خالفتها).
● لا يمين عليك: أي لا إثم عليك في الحنث في هذه اليمين لأنها غير صحيحة أو غير ملزمة.
● ولا نذر في معصية: أي النذر الذي يكون في معصية الله لا يصح ولا يلزم الوفاء به.
● ولا في قطيعة رحم: أي النذر أو اليمين الذي يؤدي إلى قطع صلة الرحم لا يجوز.
● ولا فيما لا تملك: أي النذر أو اليمين في شيء لا تملكه (كأن تنذر مالاً ليس في ملكك بعد).


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة واقعية حدثت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اختلف أخوان في الميراث، فحلف أحدهما يمينًا غليظة بأنه إذا طلب أخوه تقسيم الميراث again فإنه لن يكلمه أبدًا (أي يهجره)، ونذر أن يضع ماله في الكعبة. فهذا يمين ونذر في أمر غير جائز، لأنه:
● يمين في قطيعة رحم: لأن هجر الأخ ومعاقبته بقطع الكلام هو من قطيعة الرحم، وهي محرمة في الإسلام.
● نذر في معصية: لأن الصدقة يجب أن تكون في وجوه الخير، ووضع المال في الكعبة ليس من مصارف الزكاة أو الصدقة المشروعة، بل الكعبة غنية عن ذلك.
● نذر فيما لا يملك: لأنه نذر أن يتصدق بماله كله، وقد لا يكون قادرًا على ذلك، أو قد يحتاج إليه.
لذلك جاء عمر رضي الله عنه وأفتى بأن هذا اليمين والنذر غير ملزمين، بل يجب على الرجل أن:
1- يكفر عن يمينه: لأنه حنث في يمينه (أي خالفها) عندما كلم أخاه، فيلزمه كفارة اليمين (وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام).
2- يكلم أخاه: لأن قطيعة الرحم حرام، ويجب عليه أن يصل رحمه ويعالج الخلاف بالحسنى.
3- لا يوفي بنذره: لأن النذر كان في معصية وفي شيء لا يجوز، فلا يلزم الوفاء به.
واستدل عمر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمين عليك، ولا نذر في معصية، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك»، وهذا قاعدة فقهية عظيمة يعني:
● لا يمين عليك: أي إذا حلفت يمينًا ثم تبين أنها في معصية أو ضرر، فلا إثم عليك في الحنث فيها بل يجب عليك ذلك.
● ولا نذر في معصية: أي النذر الذي يكون في معصية الله (كأن تنذر أن تشرب خمرًا أو تقطع رحمًا) لا يجوز الوفاء به، بل يجب تركه والتوبة منه.
● ولا في قطيعة رحم: أي النذر أو اليمين الذي يؤدي إلى قطع صلة الرحم باطل ولا يلزم الوفاء به.
● ولا فيما لا تملك: أي إذا نذرت شيئًا لا تملكه (كأن تنذر أن تتبرع بمال ليس عندك) فلا يلزمك الوفاء به.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم قطيعة الرحم: فهي من كبائر الذنوب، ويجب على المسلم أن يحافظ على صلة أرحامه حتى في حال الخلاف.
2- اليمين والنذر يجب أن يكونا في طاعة الله: فلا يجوز الحلف أو النذر في معصية أو قطيعة رحم أو شيء ضار.
3- إذا حلف الإنسان يمينًا ثم رأى غيرها خيرًا منها: فإنه يأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه (كما في قوله تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ [البقرة: 224]).
4- حكمة عمر رضي الله عنه في الفتوى: حيث جمع بين النص الشرعي والواقع العملي، وأمر بالكفارة والمصالحة.
5- الكعبة غنية عن التبرعات: فليست محتاجة إلى أموال الناس، بل الصدقات يجب أن توزع على الفقراء والمحتاجين.
6. **الاستدلال بالس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٢٧٢) وابن حبَّان (٤٣٥٥) والحاكم (٤/ ٣٠٠) والبيهقي (١٠/ ٣٣) كلّهم من طريق يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا خبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب فذكره. قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وعن عائشة أنها قالت: من قال: مالي في رتاج الكعبة، فإنما كفارته يمين.
رواه مالك في النذور والأيمان (٢٠) عن أيوب بن موسى، عن منصور بن عبد الرحمن الحجيّ، عن أمه، عن عائشة فذكرته.
وأصل الرتاج: الباب. من ذكر هذا لا يريد به نفس الباب، إنّما يريد به أن يكون ماله هديا إلى الكعبة، فيضعه منها حيث نواه وأراده.
وإنما يلزمه كفارة اليمين إذا التزم على وجه الغضب. انظر شرح السنة (١٠/ ٣٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

  • 📜 حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب