حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب دية الجنين
صحيح: رواه مسلم في القسامة (٣٧: ١٦٨٢) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أخبرنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عُبيد بن نضيلة الخزاعيّ، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ضربت امرأة ضرّتها بعمود فُسطاط وهي حبلى، فقتلتها. قال: وإحداهما لِحْيانية. قال: فجعل رسول الله ﷺ دية المقتولة على عصبة القاتلة. وغرةً لما في بطنها. فقال رجل من عصبة القاتلة: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل؟ فمثل ذلك يطلّ! فقال رسول الله ﷺ: «أسجع كسجع الأعراب؟ !» قال: وجعل عليهم الدية.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
1. شرح المفردات:
● ضرّتها: المرأة التي تشترك معها في الزوج، أي الزوجة الأخرى.
● عمود فُسطاط: عمود الخيمة، وهو خشبة أو عمود يُنصب عليه البيت من الشعر.
● حبلى: حامل.
● لِحْيانية: نسبة إلى قبيلة لحيان، وهي قبيلة معروفة.
● عصبة القاتلة: أقاربها الذكور من جهة الأب (كالأب والإخوة والأعمام وأبنائهم) الذين يتحملون الدية في الجنايات.
● غرة: دية الجنين، وهي عبد أو أمة، وقيل: خمس من الإبل.
● استهل: صاح عند الولادة، وهو دليل على حياته.
● يطل: يذهب هباءً ويضيع.
● أسجع كسجع الأعراب؟: السجع هو الكلام المتوازن في الوزن مثل الشعر. والمعنى: أتتكلم بكلام مزخرف مُصاغ مثل شعر الأعراب وجدالهم؟ (وذلك تعجبًا من جداله في أمر قد حكم به النبي ﷺ).
2. شرح الحديث:
القصة:
وقع نزاع بين امرأتين (إحداهما من قبيلة لحيان) كانتا زوجتين لرجل واحد، فضربت إحداهما الأخرى بعمود الخيمة وهي حامل، مما أدى إلى وفاة الأم وقتل الجنين في بطنها.
حكم النبي ﷺ:
- حكم رسول الله ﷺ بأن دية المرأة المقتولة (وهي الدية الكاملة) تُدفع من قبل عصبة القاتلة (أقاربها الذكور).
- كما حكم بأن يدفعوا غرة (دية الجنين) لأنه قد أُزهقت روحه due to the assault.
اعتراض أحدهم:
قام رجل من عصبة القاتلة يعترض على دفع غرة الجنين بحجة أن الجنين "لا يأكل ولا يشرب ولا يصيح عند الولادة"، وزعم أن دفع ديته هو إضاعة للمال.
رد النبي ﷺ:
انتفض النبي ﷺ غاضبًا من هذا الاعتراض بعد أن حكم بالحق، وقال له: «أسجع كسجع الأعراب؟» أي: أتأتيني بكلام مزين ومُصاغ مثل كلام الأعراب في جدالهم؟ ثم أصر على حكمه وألزمهم بدفع الدية والغرة.
3. الدروس المستفادة:
1- حرمة النفس البشرية: الحديث يؤكد على عظم حرمة النفس البشرية، وأن الاعتداء عليها يترتب عليه عقوبات دنيوية وأخروية.
2- حماية حقوق الجنين: اعتبار الجنين له حرمة ودية، وهذا من رحمة الشريعة وإعجازها في تقدير الحقوق حتى للجنين في بطن أمه.
3- وجوب قبول حكم الله ورسوله: الاعتراض على حكم النبي ﷺ بعد صدوره ليس من أدب المسلم، بل يجب التسليم والانقياد.
4- المسؤولية الجماعية (العصبة): الدية في القتل الخطأ تُحمّل على العصبة، مما يدل على مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام.
5- ذم الجدال بالباطل: النبي ﷺ أنكر على الرجل جداله ومحاولته التلاعب بالكلام لرد حكم شرعي.
4. معلومات إضافية:
● الغرة: هي دية الجنين، وهي أقل من الدية الكاملة، وتقدر بعبد أو أمة، أو بخمس من الإبل، أو بما يقدره ولي الأمر.
- هذا الحديث أصل في باب الجنايات على الحوامل، وهو مُعْتَمَد عند الفقهاء في كتب الفقه والسنة.
- الحديث يدل على أن الجنين الذي يموت بسبب جناية له دية، سواء استهل صارخًا أم لا، خلافًا لاعتراض الجاهل.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*تم الشرح بناء على مراجع معتمدة مثل:*
- *فتح الباري لابن حجر*
- *شرح النووي على صحيح مسلم*
- *عمدة القاري للعيني*
- *المحلى لابن حزم*
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
- 109 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل
- 110 دية أهل الكتاب النصف من دية المسلمين
- 111 دية الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض
- 112 ديته اثني عشر ألفا
- 113 المكاتب يرث بحساب ما عتق منه ويؤدي بحصة ما أدى
- 114 المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 115 بعث النبي أبا جهم مصدقا فلاجه رجل فضربه فشجه
- 116 ابنك هذا؟ إي ورب الكعبة
- 117 ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه
- 118 لا تجني أم على ولد مرتين
- 119 لا تجني نفس على أخرى
- 120 لا تتحمل نفس ذنب نفس اخرى
معلومات عن حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
📜 حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








