حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دية الجنين

عن المغيرة بن شعبة قال: ضربت امرأة ضرّتها بعمود فُسطاط وهي حبلى، فقتلتها قال: وإحداهما لِحْيانية. قال: فجعل رسول الله ﷺ دية المقتولة على عصبة القاتلة. وغرةً لما في بطنها. فقال رجل من عصبة القاتلة: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل؟ فمثل ذلك يطلّ! فقال رسول الله ﷺ: «أسجع كسجع الأعراب؟ !» قال: وجعل عليهم الدية.

صحيح: رواه مسلم في القسامة (٣٧: ١٦٨٢) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أخبرنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عُبيد بن نضيلة الخزاعيّ، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

عن المغيرة بن شعبة قال: ضربت امرأة ضرّتها بعمود فُسطاط وهي حبلى، فقتلتها قال: وإحداهما لِحْيانية. قال: فجعل رسول الله ﷺ دية المقتولة على عصبة القاتلة. وغرةً لما في بطنها. فقال رجل من عصبة القاتلة: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل؟ فمثل ذلك يطلّ! فقال رسول الله ﷺ: «أسجع كسجع الأعراب؟ !» قال: وجعل عليهم الدية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ضربت امرأة ضرّتها بعمود فُسطاط وهي حبلى، فقتلتها. قال: وإحداهما لِحْيانية. قال: فجعل رسول الله ﷺ دية المقتولة على عصبة القاتلة. وغرةً لما في بطنها. فقال رجل من عصبة القاتلة: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل؟ فمثل ذلك يطلّ! فقال رسول الله ﷺ: «أسجع كسجع الأعراب؟ !» قال: وجعل عليهم الدية.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.


1. شرح المفردات:


● ضرّتها: المرأة التي تشترك معها في الزوج، أي الزوجة الأخرى.
● عمود فُسطاط: عمود الخيمة، وهو خشبة أو عمود يُنصب عليه البيت من الشعر.
● حبلى: حامل.
● لِحْيانية: نسبة إلى قبيلة لحيان، وهي قبيلة معروفة.
● عصبة القاتلة: أقاربها الذكور من جهة الأب (كالأب والإخوة والأعمام وأبنائهم) الذين يتحملون الدية في الجنايات.
● غرة: دية الجنين، وهي عبد أو أمة، وقيل: خمس من الإبل.
● استهل: صاح عند الولادة، وهو دليل على حياته.
● يطل: يذهب هباءً ويضيع.
● أسجع كسجع الأعراب؟: السجع هو الكلام المتوازن في الوزن مثل الشعر. والمعنى: أتتكلم بكلام مزخرف مُصاغ مثل شعر الأعراب وجدالهم؟ (وذلك تعجبًا من جداله في أمر قد حكم به النبي ﷺ).


2. شرح الحديث:


القصة:
وقع نزاع بين امرأتين (إحداهما من قبيلة لحيان) كانتا زوجتين لرجل واحد، فضربت إحداهما الأخرى بعمود الخيمة وهي حامل، مما أدى إلى وفاة الأم وقتل الجنين في بطنها.
حكم النبي ﷺ:
- حكم رسول الله ﷺ بأن دية المرأة المقتولة (وهي الدية الكاملة) تُدفع من قبل عصبة القاتلة (أقاربها الذكور).
- كما حكم بأن يدفعوا غرة (دية الجنين) لأنه قد أُزهقت روحه due to the assault.
اعتراض أحدهم:
قام رجل من عصبة القاتلة يعترض على دفع غرة الجنين بحجة أن الجنين "لا يأكل ولا يشرب ولا يصيح عند الولادة"، وزعم أن دفع ديته هو إضاعة للمال.
رد النبي ﷺ:
انتفض النبي ﷺ غاضبًا من هذا الاعتراض بعد أن حكم بالحق، وقال له: «أسجع كسجع الأعراب؟» أي: أتأتيني بكلام مزين ومُصاغ مثل كلام الأعراب في جدالهم؟ ثم أصر على حكمه وألزمهم بدفع الدية والغرة.


3. الدروس المستفادة:


1- حرمة النفس البشرية: الحديث يؤكد على عظم حرمة النفس البشرية، وأن الاعتداء عليها يترتب عليه عقوبات دنيوية وأخروية.
2- حماية حقوق الجنين: اعتبار الجنين له حرمة ودية، وهذا من رحمة الشريعة وإعجازها في تقدير الحقوق حتى للجنين في بطن أمه.
3- وجوب قبول حكم الله ورسوله: الاعتراض على حكم النبي ﷺ بعد صدوره ليس من أدب المسلم، بل يجب التسليم والانقياد.
4- المسؤولية الجماعية (العصبة): الدية في القتل الخطأ تُحمّل على العصبة، مما يدل على مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام.
5- ذم الجدال بالباطل: النبي ﷺ أنكر على الرجل جداله ومحاولته التلاعب بالكلام لرد حكم شرعي.


4. معلومات إضافية:


● الغرة: هي دية الجنين، وهي أقل من الدية الكاملة، وتقدر بعبد أو أمة، أو بخمس من الإبل، أو بما يقدره ولي الأمر.
- هذا الحديث أصل في باب الجنايات على الحوامل، وهو مُعْتَمَد عند الفقهاء في كتب الفقه والسنة.
- الحديث يدل على أن الجنين الذي يموت بسبب جناية له دية، سواء استهل صارخًا أم لا، خلافًا لاعتراض الجاهل.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*تم الشرح بناء على مراجع معتمدة مثل:*
- *فتح الباري لابن حجر*
- *شرح النووي على صحيح مسلم*
- *عمدة القاري للعيني*
- *المحلى لابن حزم*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القسامة (٣٧: ١٦٨٢) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، أخبرنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عُبيد بن نضيلة الخزاعيّ، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

  • 📜 حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب